نفذت لجنة أطباء الامتياز، وقفة احتجاجية صباح اليوم الأحد، أمام وزارة الصحة الاتحادية، رافعةً مذكرة شملت العديد من المطالب، منها تأخر صرف المرتبات لمدة تصل (11) شهرًا، إضافةً لمشاكل التوزيع في المستشفيات الحكومية، بالتزامن مع إعلان الإضراب الشامل والانسحاب من المستشفيات إلى حين حل الأزمة.
المعاناة في كل خطوة
ووصف الأمين الإعلامي للجنة أطباء الامتياز، مجتبى أحمد عبدالله، المعاناة التي لا يزال يعايشها في مسيرته المهنية بأنها تشبه مسيرة العديد من حياة أطباء الامتياز في السودان. وأوضح أنه تخرج في شباط/فبراير 2019، وقضى ما يقارب سبعة أشهر ليؤدي القسم الطبي ويتسلم صفة طبيب تحت التدريب. بعد أداء القسم الطبي لم يتمكن مجتبى من العمل رسميًا بالمستشفيات، وكان مع رفاقه ينتظر التوزيع لمدة تقارب العام، على حد قوله.
نفذ عدد من أطباء الامتياز وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة
ويتابع: خلال عامٍ كامل ظللنا ننتظر بالبيت مثل العطالى، لأن الأسماء التي خرجت من مفوضية الخدمة المدنية لإدارة الامتياز لم يوزعوا على المستشفيات الحكومية، وجاء التبرير -على حد قول مجتبى- لوجود أعمال غير مكتملة في الملفات الورقية المعنية بتوظيف الأطباء.
اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين يتهم وزيرة العمل بتعطيل مشروع قانون النقابات
وحمل الأمين الإعلامي للجنة، وزارة الصحة الاتحادية وإدارة شؤون العاملين بالوزارة، مسؤولية التعطيل، مؤكدًا لـ"الترا سودان" وجود خمسة آلاف وظيفة لأطباء الامتياز، منها ثلاثة آلاف لا تزال فارغة ولم يتم التوزيع فيها.
ويقول الأمين الإعلامي للجنة أطباء الامتياز، إن وزارة الصحة فتحت ما يسمى بـ"أطباء حوجة" في مستشفى أم درمان التعليمي حيث كان يعمل، ورفضوا بعد ذلك إغلاق الملفات أو السماح للأطباء بالمغادرة للتدريب في مشافي أخرى، وهي الإجراءات التي يصفها مجتبى بالمعاناة في التوزيع.
ويسترسل في إفادته لـ"الترا سودان" قائلًا: "في النظام القديم في العام 2019، وقبل إعادة هيكلة الرواتب؛ كان راتب طبيب الامتياز يبلغ ألفي جنيه، وكان على الطبيب انتظار ست أشهر لاستلام راتب الشهر الأول، واليوم بلغت الرواتب ما يقارب الـ(14) ألف جنيه، أي ما يعادل (50) دولارًا شهريًا.
وقال متابعًا الحديث: "بحسب طبيعة عمل طبيب الامتياز، فإن (70)% من وقت الدوام يسمى العمل في أوقات الشدة، وتمتد النبطشية لمدة (24) ساعة كاملة داخل المستشفى، مع عدم توفر استراحات منفصلة داخل مستشفى أم درمان، حيث يمكن أن تجد عسكريًا أو مرافقًا لمريض ينام بجوار الطبيب، بجانب تحمل الطبيب لنفقات المواصلات اليومية في ظل عدم توفير تراحيل خاصة".
وقفة احتجاجية.. ومطالب مشروعة
ونفذ عدد من أطباء الامتياز وقفة احتجاجية أمام وزارة الصحة لتسليم خطاب من اللجنة للوزارة متضمنًا تسريع الإجراءات لأطباء تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وفتح الملف الإلكتروني وتسريع إجراءات الأطباء الذين ما زالوا في انتظار التوزيع.
اقرأ/ي أيضًا: احتجاجات شعبية في الأبيض تطالب بإقالة الحاكم المدني
ويشير طبيب الامتياز بمستشفى الشرطة، مالك أحمد مالك، إلى أن تنفيذ الوقفة الاحتجاجية جاء بناءً على وجود لستة أطباء منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وهم متضررون من تأخر التوزيع على المستشفيات، مع العلم بأن الأسماء خرجت من مفوضية الخدمة المدنية، وكان يفترض بها الدخول لإدارة الامتياز وفتح الملف الورقي والإلكتروني، وإلى اليوم لم يحدث شيء في الملفات الورقية بوزارة العمل بسبب جائحة كورونا والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، وبلغ عدد الأطباء الرسميين حوالي ألفي طبيب تحت مسمى "أطباء حوجة" إبان الفترة الأولى للجائحة، بحسب مالك.
طبيب: أطباء امتياز لم يتسلموا استحقاقاتهم المالية لأكثر من (9 إلى 11) شهرًا
وأبان طبيب الامتياز، أن الإضراب إذا استمر فإن المستشفيات ستكون خالية من أطباء الامتياز خلال الأشهر القادمة. وقال:" تقدمنا بمذكرة سلمت لمدير مكتب وزير الصحة، الذي عزا أسباب التأخير لانقطاعات الكهرباء، ووعد بتسريع الإجراءات بالتنسيق مع وزارة العمل".
أسباب الإضراب
من جانبه، قال عضو اللجنة الاستشارية لأطباء الامتياز، محمد الزين، إن عددًا كبيرًا من أطباء الامتياز لم يتسلموا استحقاقاتهم المالية لأكثر من (9 إلى 11) شهرًا، و جزء منهم بدأ العمل خلال آذار/مارس 2020 بالهيكل الراتبي القديم، وآخرون في أيار/مايو 2020 بالهيكل الراتبي الجديد، مؤكدًا وجود (33) مستشفى سجلت حضورًا في دفتر الإضراب، وشملت (12) مستشفى بالولايات و(21) مستشفى بالخرطوم، ويقدر عدد الأطباء المضربين بـ(1900) طبيب، بحسب اللجنة.
وتوقع محمد الزين، أن يجد الإضراب استجابة سريعة من الجهات المسؤولة، لأن وزارة الصحة أكدت نزول الاستحقاقات المالية لعدد (800) طبيب في بنك السودان المركزي.
وفي سياق متصل، قالت لجنة الأطباء المركزية، في بيانٍ اطلع "الترا سودان" على نسخة منه، إن اللجنة بدأت بالتحرك في سبيل تفادي هذه الأزمة منذ حزيران/يونيو 2020، ولكن مماطلة الجهات المسؤولة حال دون تفادي الأزمة، وحال دون حلها حتى بعد وقوعها.
تأثير الإضراب
ويؤكد طبيب الامتياز بمستشفى بحري، محمد أمين، أن لجنة أطباء الامتياز لا تتبع لرابطة الأطباء الاشتراكيين أو المكتب الموحد للأطباء أو أي حزب سياسي، وقامت اللجنة في آواخر 2019 لاسترداد حقوق أطباء الامتياز من النظام السابق، والذي حملهم مسؤوليات أكبر منهم وهم الحلقة الأضعف في النظام الصحي.
اقرأ/ي أيضًا: الشرطة تفرق مواكب تطالب بالعدالة للشهداء بالغاز المسيل للدموع
وأكد محمد أمين أن اللجنة لجنة مطلبية ونقابية وتجدد الدماء فيها كل عام. أما عن أطباء رابطة الطلاب الاشتراكيين، فأوضح محمد أمين أن الصفحة الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بنشر بيانات وتعليقات صفحة أطباء الامتياز، الشيء الذي يدل على دعمهم لخطوات اللجنة.
للإضراب المزمع تنفيذه في 15 شباط/فبراير الجاري، تأثير بالغ على النظام الصحي الحكومي
وأوضح طبيب الامتياز بمستشفى بحري في حديثه لـ"الترا سودان"، أن للإضراب المزمع تنفيذه في 15 شباط/فبراير الجاري، تأثير بالغ على النظام الصحي الحكومي، فطبيب الامتياز هو المسؤول عن استقبال المريض وأخذ المعلومات الأولية منه، أما الاختصاصيين فيتواجدون في أيامٍ محددة وبالعيادات المحولة، فيما يقتصر الدور الأكبر لنواب الاختصاصيين في الإشراف، وبقية العمل هو من اختصاص طبيب الامتياز، وغيابه يعني غياب حلقة كاملة من المنظومة الصحية، الشيء الذي سيضطر المستشفيات للتعويض بتعاقدات جديدة مع أطباء آخرين.
الجدير بالذكر إن وكالة السودان للأنباء، كانت قد رفضت استضافة المؤتمر الصحفي للجنة، الشيء الذي دفعها لعقد المؤتمر بدار الأطباء وإعلان مواعيد الإضراب، ومن المتوقع أن يشمل الإضراب مزيدًا من المستشفيات في العاصمة والولايات.
اقرأ/ي أيضًا
على خلفية التشكيل الوزاري الجديد.. بوادر أزمة في وزارة التربية والتعليم