02-أبريل-2024
قوة من الدعم السريع

تستمر سلسلة الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة. وقالت لجان مقاومة رفاعة، اليوم الثلاثاء، إن أعمال السلب والنهب والانتهاكات تتزايد بصورة أكثر ضراوة داخل المدينة من قبل من وصفتها بـ"مليشيا" الدعم السريع.

لجان مقاومة رفاعة: ارتفاع عدد النازحين القادمين من مناطق محلية الحصاحيصا بأعداد كبيرة

وتوالت تقارير متطابقة عن انتهاكات مروعة تقوم بها قوات الدعم السريع منذ سيطرتها على ولاية الجزيرة في كانون الأول/ديسمبر 2023، وكانت قيادة هذه القوات قد أعلنت أنها تتعامل بـ"جدية وحسم" مع البلاغات عن هذه الجرائم التي يقوم بها من وصفتهم بـ"المتفلتين" في ولاية الجزيرة.

وقالت لجان مقاومة رفاعة في تحديث ميداني للأوضاع في المدينة، إن أعداد النازحين القادمين من مناطق محلية الحصاحيصا ترتفع بشكل كبير، وحتى الآن لم يتم إحصاءها بصورة دقيقة.

وكانت لجان مقاومة الحصاحيصا قد قالت في وقت سابق إن قوات الدعم السريع تهاجم القرى بضراوة، وشهدت قرى أخرى حالات نزوح جماعي جراء الهجمات التي تأتي بغرض النهب والسرقة.

وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا في تحديث اليوم، إن "مليشيا" الدعم السريع قامت بالهجوم على قرية "ود السيد" جنوب غرب الحصاحيصا بقوة قوامها أكثر من (60) دراجة نارية بغرض النهب والسرقة. وأضافت: "تمت سرقة كل المحلات التجارية والأموال والمركبات والبضائع وحتى المركز الصحي بأدواته وأدويته ،كما قامت أيضاً بسرقة ألواح الطاقة الشمسية من محطة توليد المياه"، حد قولها.

وأسفرت الهجمة التي قامت بها قوة الدعم السريع في قرية "ود السيد" عن مقتل المواطن أبوعبيدة عبد الرحيم محمد، المعروف بـ"ود الكاس" وإصابة أربعة آخرين. وقالت لجان مقاومة الحصاحيصا إنه قد "تم إخلاء أهل القرية بالقوة".

وتعاني ولاية الجزيرة من انقطاع كافة الخدمات من مياه وكهرباء، في ظل انقطاع لشبكات الاتصالات المحلية منذ حوالي الشهرين. ويقول ناشطون حقوقيون إن الدعم السريع تستغل حجب الاتصالات وعدم وجود معلومات من على الأرض ولذلك يتوسع نطاق الانتهاكات يوميًا في الجزيرة.

وقالت لجان مقاومة رفاعة في تحديثها الميداني اليوم، إن المنطقة تمر بغلاء وارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية، وبعضها تالف ومنتهي الصلاحية. وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع تفرض الضرائب على البصات السفرية وعلى التحويلات البنكية كذلك. في ظل إمداد غير مستقر للتيار الكهربائي، ويعاني المواطنون من قطوعات كهرباء تصل في حدها الأدنى إلى (18) ساعة.

كما يعاني التأمين الصحي في رفاعة من القطوعات الطويلة للكهرباء، مع عدم توفير الوقود لتشغيل مولد الكهرباء. وانقطاع تام للإمداد الدوائي بعد إنتهاء المخزون الدواء. كما يعاني مستشفى رفاعة من عدم توفر المعينات اللوجستية والطبيبة، وأيضًا يعاني من قطوعات الكهرباء. فيما يعمل مركز الكلى يومين فقط في الأسبوع، مع عدم توفر المعينات والحوجات الطبية أيضًا - وفق ما نقلت لجان المقاومة.

تجدر الإشارة إلى أن الدعم السريع  كانت قد أعلنت انتخاب مجلس مدني لتولي شؤون العاصمة ودمدني حاضرة ولاية الجزيرة، وذلك برئاسة صديق عثمان أحمد الذي تعهد في مؤتمر صحفي بتطبيق الحكم الفيدرالي. ويتكون مجلس التأسيس المدني الذي انتخب رئيس الإدارة المدنية بولاية الجزيرة من (31) عضوًا يمثلون محليات الولايات، وكانت لجان المقاومة قد رفضت جميع أنواع التواجد لقوات الدعم السريع في الولاية، على خلفية تأسيس هذا المجلس.

وتسببت الحرب في السودان في مغادرة أكثر من ثمانية ملايين منازلهم حتى الآن، وعبر أكثر من (1.7) مليون شخص الحدود فرارًا من الحرب. ويعاني النازحون واللاجئون من أوضاع إنسانية صعبة، وكشفت  منظمات تعمل في المجال الإنساني، عن تفاقم سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في السودان، لا سيما في معسكرات النزوح واللجوء.