26-مارس-2024
مواطنون سودانيون يحملون حاجياتهم وهم في طريق النزوح من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة

نزح مئات الآلاف من المواطنين من ولاية الجزيرة عقب هجوم قوات الدعم السريع

تشهد قرى ولاية الجزيرة وسط البلاد منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أعمال نهب وقتل وحصار ممنهج من قبل منسوبي قوات الدعم السريع الذين تصفهم قيادتهم بـ"المتفلتين"، حيث تقوم هذه القوات المدججة بالسلاح بالهجوم على القرى الآمنة التي يمتهن أهاليها الزراعة، وتنهب المحاصيل والممتلكات والمركبات، وتقتل كل من يحاول الدفاع أو يرفض الانصياع للأوامر، أو حتى من تواجد في المكان والزمان الخاطئين، وفق تقارير وشهادات لمواطنين.

دبت حالة من الانفلات الأمني الشامل وعمليات النهب والتخريب مع سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة

وسيطرت قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، وذلك عقب انسحاب فرقة الجيش التي تعسكر في عاصمة الولاية. وكانت قيادة القوات المسلحة قد قالت إنها فتحت تحقيقًا في انسحاب الفرقة، ولكن لم تنشر النتائج بعد.

ودبت حالة من الانفلات الأمني الشامل وعمليات النهب والتخريب مع سيطرة قوات الدعم السريع على عاصمة ولاية الجزيرة، حيث نُهبت الأسواق والمحلات التجارية، كما خربت المؤسسات الحكومية وفُتحت السجون. وكان برنامج الأغذية العالمي قد قال إن قوات الدعم السريع نهبت مخازنه في ود مدني والتي كانت تحوي غذاءً يكفي لإطعام ما يقرب من (1.5) مليون شخص لمدة شهر.

وقال تقرير للجان مقاومة الحصاحيصا، اليوم الثلاثاء، إن حالة السيولة الأمنية التى بدأت مع انسحاب الجيش واستمرت بدخول مليشيا الدعم السريع وإصرارها على استمرار نوع من النهج المنفلت، أصبحت واقعاً يومياً راسخاً"، بحسب تعبيره.

وقالت لجان مقاومة رفاعة، في تحديث نشرته اليوم الثلاثاء، إن "ميليشيا الدعم السريع" قامت بالهجوم على قرية (الفولة العفصة) ريفي رفاعة بغرض النهب والسرقة، وتصدى لهم المواطنون مما أدى إلى استشهاد أربعة من المواطنين.

غياب الأمن وانتشار الجرائم صارت هي السمة الأبرز - بحسب تعبير لجان الحصاحيصا- منذ سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة، وجراء النهب وتوقف الحياة الاقتصادية أيضًا يواجه السكان العالقون في الولاية شح الغذاء وتوقف مصادر الدخل في ظل سرقة المخزون من المحاصيل.

وقامت قوات الدعم السريع بالهجوم على قرية (الفقراء) مرتين في الأيام الماضية، حيث نهبت السيارات الموجودة بالقرية والهواتف والشاشات من المنازل، بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية، "خصوصًا العدسية"، وفق ما نقلت لجان مقاومة الحصاحيصا، اليوم الثلاثاء.

كما اقتحمت قوة من الدعم السريع، أمس الإثنين، قرية (مناقزا) الحلاوين، وبحسب لجان المقاومة الهجوم كان "بغرض النهب والسلب وخلف أكثر من عشرة جرحى واستشهد ثلاثة".

وتعيش ولاية الجزيرة حالة من الإظلام الشامل لشبكات الاتصالات منذ أكثر من ستة أسابيع، وكانت قوات الدعم السريع قد عطلت الشبكات في جميع أنحاء البلاد الشهر الماضي، ولكن نجحت بعض الشركات في استعادة الخدمة في مناطق واسعة. ويقول ناشطون إن حجب الاتصالات في ولاية الجزيرة يساعد على التعتيم بشأن الانتهاكات التي تقع على المدنيين في ولاية الجزيرة.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الشهر الماضي أنها تتعامل بـ"الجدية والحزم اللازمين" حيال الأنباء عن اعتداءات منسوبيها على المواطنين المدنيين في ولاية الجزيرة، وأعلنت أنها أرسلت لجنة حسم التفلتات والظواهر السالبة لـ"التعامل الحاسم مع المتفلتين واستخدام كافة الوسائل التي تضمن أمن وسلامة المواطنين والوقوف على الشكاوى ومعالجتها فورًا". وعلى الرغم من مرور أكثر من الشهر على هذا الإعلان، ما تزال الانتهاكات المروعة لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة مستمرة.