08-أبريل-2020

تعبئة المقمات بكلية الصيدلة جامعة الخرطوم (الترا سودان)

تتصاعد المخاوف في السودان من انتشار فيروس كورونا الجديد الذي يجتاح العالم هذه الأيام، ووسط تحذيرات من انتشار المرض برزت مبادرات محلية عديدة في تصنيع المطهرات التي تستخدم في تعقيم الأيادي، وتزايد التفاعل في المجتمعات المحلية مع دعوات السلطات الصحية بتجنب الازدحام واستخدام الكمامات ضمن جهود الوقاية من الوباء الخطير. واعتبر مختصون أن الإجراءات الاحترازية تمثل خط الدفاع الأول في ظل ضعف النظام الصحي نتيجة الورثة التي خلفها النظام المخلوع.

تجاوب محلي كبير

بعد تسجيل 15 حالة إصابة بالسودان تزايدت الاستجابة لدعوات التحوط من كورونا

وعقب ظهور الوباء وانتشاره في العالم، كان الكثيرون في السودان يعتقدون أنهم بمنأى عن الإصابة، لكن تصاعد الاهتمام عقب تكثيف الحملات التوعوية وظهور حالات معلنة من قبل السلطات المختصة بلغت في مجملها (15) حالة إصابة مؤكدة بالمرض، بينها حالتا وفاة، وحالتان لمرضى مخالطين لمصابين وحالة انتقال مجتمعي لمريض في السبعينات من العمر ليس لديه تاريخ سفر ولا تاريخ مخالطة لشخص مصاب، ومع ظهور تلك الحالات بدأت دعوات التحوط تجد طريقها إلى آذان المواطنين، مع الإشارة إلى أن الاستجابة لاتباع التدابير الوقائية لم تبلغ مداها المطلوب بعد.

اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين وقوي التغيير ووزارة الثقافة يحيون ذكري 6 نيسان/أبريل

وللاستدلال على استجابة المجتمعات المحلية لنداءات السلطات المختصة، فقد أعلنت أمانة الدار بنادي الوحدة بمنطقة الكلاكلة الوحدة بمحلية جبل أولياء بولاية الخرطوم، إغلاق أبواب النادي أمام الرواد تمامًا، وذلك تماشيًا مع التوجيهات الصحية بتجنب التجمعات، وقال المسؤول بأمانة الدار أبوبكر عبد القادر عبد الرحمن العشاري لـ"الترا سودان"، إن اتباع التوجيهات التي تصدرها السلطات المختصة في السودان أمر واجب، وعلى الجميع الانصياع له وعدم التهاون فيه أو مخالفته فالوباء شديد الخطورة.

 وأشار أبو بكر إلى أنهم في النادي أخذوا الأمر بغاية الجدية حفاظًا على سلامة الرواد الذين يبلغ متوسط حضورهم اليومي نحو (50) عضوًا، ويتجاوز عددهم نحو (300) في حالة وجود مباريات كرة قدم يريدون مشاهدتها، أو في حالة وجود نشاط جماهيري، وإن خطوة إغلاق الأبواب أملتها المسؤولية ولم يواجهوا ممانعة من الأعضاء الذين تفهموا القرار لاستيعابهم الظروف التي صدر فيها، ودعا المسؤولين عن الأندية التي تشهد توافدًا جماهيريًا لتعليق أنشطتها بالكامل وإغلاق أبوابها إلى حين تجاوز خطر وباء كورونا.

مبادرات توعوية وجهود للوقاية

ومنذ اجتياح الوباء للعالم، انطلقت المبادرات في السودان لتصنيع المعقمات، وسرعان ما فتحت كلية الصيدلة جامعة الخرطوم رائدة التعليم الصيدلاني في السودان، والتي احتفلت بيوبيلها الذهبي في العام 2016، أبوابها أمام الجهات الرسمية، وزارة الصحة الاتحادية، وغير الرسمية منظمات تطوعية خيرية، وبذل أساتذة الكلية وفنيوها وعاملوها جهودهم، وخصّصت الكلية معاملها لتصنيع المعقمات، حيث بلغت الكميات التي تم تصنيعها لصالح وزارة الصحة الاتحادية حسب متابعات "الترا سودان" الأسبوع الماضي نحو ثلاثة آلاف لتر من معقم الأيدي، و(800) لتر لصالح إحدى المنظمات الخيرية، غير جهات أخرى وما زالت المبادرات تتوالى على الكلية والعمل مستمر.

ومن ضمن الجهود برزت مبادرة "أبقى منتج"، وقال الطبيب الصيدلاني الطيب البخاري وهو أحد المبادرين لـ"الترا سودان"، إن المبادرة تهدف لإنتاج (18) مليون عبوة معقم أيدي ليتم توزيعها في كل أنحاء السودان لمواطنين وجهات حكومية منها مستشفيات، وأوضح أن الدعم توفر للمبادرة من منظمة صدقات ومصنع سكر كنانة بتوفير الإيثانول، بالتنسيق مع وزارة الصحة الاتحادية، وأنهم حاليًا يشترون الإيثانول من المصانع بالخرطوم ويبلغ سعر البرميل عبوة (200) لتر (18) ألف جنيه، تتوفر من الداعمين عبر التبرعات.

اقرأ/ي أيضًا: الحكومة السودانية: أموال تسوية قضية المدمرة كول سددت من الموارد الذاتية للبلاد

وحول ما تم تصنيعه أفاد لـ"الترا سودان"، أن الإنتاج تجاوز اثنين مليون عبوة معقم تم توزيعها في الخرطوم وإرسال كميات منها للولايات عن طريق وزارة الصحة الاتحادية التي تسلمت (1850) عبوة سعة الواحدة (18) لترًا.

وفي الخرطوم، أبان الطيب أن "أبقى منتج" تمكنت من توزيع كميات في مدن الولاية الثلاث "الخرطوم، بحري وأمدرمان"، وشملت تلك المناطق شارع الحوادث بالخرطوم عبر متطوعين لتوزيع العبوات، مع حملة للتوعية تعمل فرقها بالتعاون مع لجان المقاومة في الأحياء، وأشار إلى أن المبادرة تقبل التبرعات بمقرها بمجلس التخصصات الطبية بشارع الحوادث بالخرطوم.

إرشادات وتركة مثقلة

ووفقًا للطبيب الصيدلاني الناشط في مبادرة "أبقى منتج" هيثم صالح حسن، فإن المبادرة تجد التقدير من المواطنين عند توزيع المعقمات واستجابة عند التوعية، خاصة عقب ظهور (15) حالة إصابة، ونبه إلى ضرورة تجنب الازدحام ووضع الكمامات عند مخالطة الآخرين لمدة أربع ساعات للكمامة العادية، وغسل اليدين بالصابون لمدة (40) ثانية أو بالمعقم والالتزام بما يعرف بالمسافة الاجتماعية البالغة مترًا على الأقل عن الآخر، وعدم ملامسة الأسطح وتغطية الأنف والفم عند العطس مع التخلص من المنديل مباشرة في القمامة.

الصيدلاني هيثم صالح: الوقاية خط الدفاع الأول في ظل تردي النظام الصحي الموروث من النظام السابق

كما لفت صالح لجهود السلطات الصحية المختصة رغم شح الإمكانيات، وتمسك بأهمية زيادة حساسية المواطنين في التعامل مع الوباء واتباع الإرشادات بجدية، خاصة لمن يقفون في طوابير أمام المخابز التي تشهد ازدحامًا هذه الأيام للحصول على الخبز، واقترح تسجيل الأسماء لتجنب الصفوف في المخابز، أي التعامل بقوائم، بدلًا من الطوابير، واعتبر أن الوقاية تمثل خط الدفاع الأول بالنسبة للسودان نتيجة التركة المثقلة من التردي في النظام الصحي الذي خلفه النظام المخلوع.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مصرع 3 أشخاص جراء اشتباكات بين قوة نظامية ومواطنين

تحالف المزارعين يحذر من عناصر قد تحرق مخزون القمح وينتقد البنك الزراع