03-نوفمبر-2020

(إعلام الرئاسة الإثيوبية)

أعلن وزير الخارجية المكلف عمر قمرالدين، أن الزيارة التي قام بها الوفد الحكومي برئاسة رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى أديس أبابا، كانت مثمرة جدًا.

وزير الخارجية: الطرفان بحثا القضايا المشتركة وكانت محادثات بناءة 

وعاد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان من أديس أبابا اليوم الثلاثاء بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام، حيث رافقه فيها وزير الخارجية عمر قمرالدين ومدير جهاز المخابرات العامة، ورئيس هيئة الاستخبارات بالقوات المسلحة.

اقرأ/ي أيضًا: استمرار محاكمة مدبري انقلاب الإنقاذ.. والمحكمة ترفض اعادة ترتيب البشير

ولم تفصح المؤسسات الانتقالية بشكل دقيق عن أجندة الزيارة التي نفذها البرهان إلى أديس أبابا، والتي أتت بعد ساعات من وصوله من العاصمة المصرية، حيث زارها قبيل زيارة إثيوبيا وعاد إلى الخرطوم.

وإن كانت التصريحات الرسمية حول زيارة البرهان إلى أديس أبابا ركزت على الملفات بين البلدين دون تفصيل، فقد تزامنت مع وصول وفد عسكري مصري إلى الخرطوم ودخوله في مباحثات مع القوات المسلحة، حيث جاءت زيارة الوفد العسكري المصري بعد ساعات أيضًا من عودة البرهان من القاهرة.

ولنعد إلى الوراء قليلًا، إلى الجمعة قبل الماضية، حيث أجرى رئيس الولايات المتحدة ورئيس مجلس السيادة السوداني ورئيس الوزراء ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو؛ محادثة هاتفية مشتركة لإقرار التطبيع.

 لكن على هامش المحادثة تحدث ترامب بشكل مباشر إلى حمدوك حول ضرورة الوصول إلى اتفاق مع أثيوبيا ومصر حول أزمة سد النهضة، ويبدو أن واشنطن كلفت الخرطوم منذ عام بضرورة التوصل إلى حل للأزمة، حيث بادر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك إلى إعادة المفاوضات في الجولة السابقة والتي انتهت بالفشل مثل سابقاتها.

بدت تصريحات ترامب مثيرة للجدل، حيث أشار أثناء المحادثة التي بثت على نطاق واسع، أن مصر قد توجه ضربات عسكرية إلى سد النهضة إذا ما أصرت أديس أبابا على الحل الأحادي، وقال: "إن مصر كانت منشغلة بثورة صغيرة حينما قررت إثيوبيا بناء السد"، وتساءل: "كيف سمحوا لهم ذلك".

أظهر ترامب موقفًا وكأنه منحاز إلى مصر في أزمة سد النهضة، وقد يفسر هذا الوضع تصريحاته بشأن توجيه ضربات عسكرية إلى السد. 

وقد تحدث تحولات حيث يتوقع أن تلعب الخرطوم دور الوساطة بشكل أكثر فعالية لمنح إثيوبيا فرصة أخيرة قد لا تتكرر خاصة مع السخط الأمريكي على موقفها.

هل نقل البرهان رسالة إلى جانب الأثيوبي بشأن سد النهضة ؟ الإجابة قد تكون نعم، لكن الزيارة نفسها لم تكن مقتصرة على هذا الملف؛ فالحدود أيضًا كان متواجدة على طاولة الطرفين.

اقرأ/ي أيضًا: مجموعة الحلو تحمِّل كباشي مسؤولية فشل ورشة العمل غير الرسمية بجوبا

وكان الرئيس الإثيوبي آبي أحمد قد شكى الشهر الماضي من أن المهربين من السودان قد يكونون مصدرًا للسلاح القادم إلى إقليم التغراي الذي يشعل بؤرة توتر في إثيوبيا، سيما أنه إقليم حدودي مع السودان، كما لم يتردد رئيس الوزراء الإثيوبي في تحدي التصريحات الصادرة عن ترامب، وقال إنه لا توجد قوة في العالم تستطيع منع بناء السد.

وزير الخارجية: زار الوفد العديد من المصانع والاستثمارات الحيوية في إثيوبيا

أما على صعيد ضبط الحدود ومنع نقل الأسلحة التي ينشط فيها المهربون، فإن مرافقة رئيس هيئة الاستخبارات بالقوات المسلحة للبرهان إلى أديس أبابا، يعضد من فكرة أن الطرفين تحدثا بشكل جاد حول أهمية ضبط الحدود، لكن هل ثمة تنازلات هنا وهناك؟

وكان وزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين في تصريح لـ"الترا سودان" قد أكد أن الزيارة كانت جيدة، وزار الوفد العديد من المصانع والاستثمارات الحيوية في إثيوبيا. 

وأضاف قمر الدين: " تباحث الوفدان في كل ما يهم البلدين في قضايا الإقليم والقضايا ذات الاهتمام المشترك". دون أن يقدم الوزير المزيد من التفاصيل عما إذا كانت المباحثات ركزت على ملف سد النهضة والحدود.

وحاول "الترا سودان" التواصل مع مسؤولين في الخارجية للتساؤل عما إذا كانت الزيارة طوق نجاة لأديس أبابا قبل فرض المجتمع الدولي حلوله على الأطراف في أزمة سد النهضة، خاصةً إذا ما فاز ترامب بالانتخابات الأميركية الساعات القادمة، فربما ذلك لن يكون في مصلحة أديس أبابا.

لماذا يبدو موقف ترامب وكأنه مساند للموقف المصري في سد أزمة النهضة؟ الإجابة على السؤال تقودنا إلى الاستثمارات الصينية في إثيوبيا، والتي دخلت بقوة في الاستثمار في أثيوبيا في مجال قطارات الأنفاق والمدن الصناعية، وحتى بعض الإنشاءات في سد النهضة، بذلك قد يظهر الرئيس الأمريكي توجهًا واضحًا في تضييق الخناق على الصين في إفريقيا.

اقرأ/ي أيضًا: إثيوبيا.. مرجلٌ يغلي

ويرى مسؤول في الخارجية السودانية اشترط عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، أن زيارة البرهان إلى أديس أبابا متعلقة بسد النهضة والحدود، ورأى أن قيادة البرهان للملفات لا يعني تجاوز الجهاز التنفيذي، لأن التنسيق قائم بين الطرفين، ووزير الخارجية رافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي في جولتيه إلى القاهرة وأديس أبابا.

دبلوماسي: نتائج زيارة البرهان إلى أديس أبابا ستحرز تقدمًا 

وأضاف: "النقاشات تركزت على ضبط الحدود وملف سد النهضة لإحراز تقدم فيهما سيحدث قريبًا" ورغم أن جميع الأطراف التي تسعى لانتزاع كروت في أزمة سد النهضة يبدو موقف السودان وكأنه لا ناقة له ولا جمل في ظل ضعف الإرادة الحكومية والصراعات الداخلية.

اقرأ/ي أيضًا

 الخارجية تتأسف على مقتل طفل سوداني وتؤكد متابعة السفارة للقضية

كورونا مرة ثانية.. مدارس تعلِّق الدراسة والحكومة تنفي شائعات الإغلاق