16-أبريل-2024
آثار دمار في العاصمة الخرطوم جراء الحرب

آثار الدمار في العاصمة الخرطوم

عام كامل مر على إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب التي وصفها قادتها بالعبثية، استطاع أن يعيد البلاد مئات الأعوام إلى الخلف، بعد انهيار البنية التحتية جراء الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف نيسان/أبريل من العام الماضي.

لم تسلم حتى الجسور من الخراب الذي طال جسد السودان

وتعرضت العديد من الأعيان المدنية للمقذوفات العشوائية، ولم تسلم حتى الجسور من الخراب الذي طال جسد السودان.

ويعاني السودانيون من عدم استقرار إمدادات المياه والكهرباء في مناطق واسعة، بجانب انقطاع شبكات الاتصالات منذ السادس من شباط/فبراير الماضي في عدد من المناطق، ويذكر أن الانقطاع شمل كافة ولايات السودان، إلا أنه عاد وبصورة جزئية بعد عدة أسابيع من الانقطاع.

أزمة المياه والكهرباء

عانت عدد من الأحياء في العاصمة الخرطوم من انقطاع إمدادات المياه والكهرباء، مما فاقم من موجات النزوح، حيث تقول المواطنة سعدية عمر لـ "الترا سودان" إنها غادرت منزلها في حي الفتيحاب جنوبي أمدرمان بعد انقطاع دام شهرين للمياه بجانب غياب التيار الكهربائي، ما دفعها لمغادرة منزلها متجهة إلى محلية كرري حسب ما أفادت.

وتشير تقارير لتضرر عدد من محطات المياه في العاصمة جراء الاشتباكات الدائرة في البلاد، وقالت مسؤولة أممية في وقت سابق "أشعر بقلق بالغ من أن المرافق اللازمة لعمل الخدمات الأساسية بما فيها المرافق والرعاية الصحية، تتعرض للهجوم في السودان".

وكانت محطة المنارة لمعالجة المياه الواقعة في أم درمان تعرضت في تشرين الأول/أكتوبر للقصف، من ما أسفر عن توقفها بشكل مؤقت.

وقالت الأمم المتحدة  إن  تضرر المحطة لا يؤدي فحسب إلى تعطيل الإمدادات لعدة أيام في المناطق التي تغذيها، بل يمكن أن يفضي إلى أزمة طويلة الأمد تؤثر على الزراعة والصناعة والحياة اليومية.

وكانت غرفة طوارئ بحري قد أكدت في بياناتها طوال فترة الحرب، بانقطاع المياه عن المنطقة منذ بدء الاشتباكات، ويعاني المواطنون بشكل كبير في توفير المياه لمختلف الاحتياجات اليومية.

وفي السياق تحدثت لجان مقاومة بولاية الجزيرة بشكل متواتر عن انقطاع المياه والكهرباء في بعض المناطق، وذلك بالتزامن مع دخول الولاية في دائرة الولايات المتضررة بالحرب منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.

تضرر المرافق الصحية

مع بداية الاشتباكات في السودان، استمر النظام الصحي في البلاد بالانهيار تدريجيًا، حيث كانت العاصمة الخرطوم المركز الذي يقدم الخدمات العلاجية حتى للمرضى من الولايات الأخرى، نسبة لضعف الإمكانيات في المرافق الصحية المتواجدة هناك.

وخرجت معظم المستشفيات في العاصمة عن الخدمة، فيما بقي مستشفى النو صامدًا بمبادرة شبابية جعلته مستمرًا حتى الآن، بالرغم من تعرضه للقصف في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة خمسة آخرين في وقت كان العاملون في المجال الطبي يعالجون المرضى.

وكانت وزارة الصحة أكدت في بيان لها أن المرافق الصحية في المناطق المتضررة بالنزاع لا تعمل، أو تعمل بشكل جزئي.

وأكد وزير الصحة في زيارة تفقدية أجراها عقب انتصارات الجيش التي حققها  في مدينة أمدرمان آذار/مارس الماضي، أن معظم المستشفيات تعرضت لعمليات نهب وسلب وأصبحت غير قادرة على تقديم خدماتها، وناشد الدول الشقيقة والصديقة في تقديم الدعم للقطاع الصحي حتى يتمكن من تقديم خدماته للمواطنين.

مرافق حيوية

أدت الحرب الطاحنة في البلاد إلى تدمير مرافق حيوية وضرر كبير في البنية التحتية، حيث شهد كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، تدمير مصفاة الجيلي في العاصمة الخرطوم، حيث أكدت القوات المسلحة في بيان لها تعرض المصفاة للإهلاك التام، جراء تعرضها للهجوم أكثر من مرة.

وتبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات حول مسؤولية تدمير مصفاة الجيلي وخروجها عن الخدمة.

وتعتبر مصفاة الجيلي أكبر مصفاة للمواد البترولية في البلاد، بحيث تصل قدرتها إلى (100) ألف برميل في اليوم، فيما ترتبط بخط أنابيب للتصدير يصل المصفاة بميناء بشائر الواقع شرق البلاد، ويصل طوله إلى (1610) كيلومترًا ليكون بذلك أطول خط أنابيب للبترول في إفريقيا.

أنشئ جسر شمبات في ستينات القرن الماضي بواسطة شركة إيطالية، ويعتبر من الجسور العريقة في العاصمة الخرطوم

فيما تعرض جسر شمبات للتدمير، والذي أنشئ في ستينات القرن الماضي بواسطة شركة إيطالية، ويعتبر من الجسور العريقة في العاصمة الخرطوم، وهو جسر حيوي يربط الخرطوم بحري بأم درمان.

وجدير بالذكر أنه قد تعرضت العديد من المنشآت والمرافق الخدمية العامة في السودان للتدمير، والمتمثلة في ديوان الضرائب ووزارة العدل وبرج شركة النيل للنفط، بجانب برج الساحل والصحراء وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، و أجزاء كبيرة من مطار الخرطوم الدولي. كما تضررت منشآت عريقة وذات قيمة تاريخية مثل المتحف القومي والقصر الجمهوري، لتجد البلاد نفسها بعد عام من الحرب شبه خالية من البنية التحتية.