01-أبريل-2024
قوة من الدعم السريع

في حادثة تُعتبر الأولى من نوعها في محلية القطينة، تعرضت قرية الدرادر، الواقعة شمال ولاية النيل الأبيض، إلى عملية هجوم مساء أمس من قِبل أربعة أفراد ينتمون إلى قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين.

شاهد عيان لـ "الترا سودان": تعطلت سيارات أفراد الدعم السريع ودخلوا أقرب منزل يحتوي على سيارة لأحد المواطنين ليأخذوها كبديل

في التفاصيل، كشف شاهد عيان في حديثه مع "الترا سودان" عن ملابسات الجريمة، وقال إنه قبل إفطار أمس تعطلت سيارات أفراد الدعم السريع على الطريق بالقرب من منطقة الدرادر، وجاءوا إلى القرية ودخلوا أقرب منزل يحتوي على سيارة لأحد المواطنين ليأخذوها كبديل لسيارتهم التي تعطلت.

ويوضح الشاهد الذي فضل حجب اسمه، لـ"الترا سودان"،  أن أهالي المنطقة، عند رؤيتهم أفراد الدعم السريع، دخلوا المنزل وتجمعوا أمامه، وحاول مواطنون معرفة ماذا الحوار معهم ومعرفة ماذا يحدث، ولكن قوات الدعم السريع قامت بإطلاق النار على المواطن موسى عبدالله النذي، فأصيب برصاصتين في الرجل وأخرى في الصدر، وتوفي قبل إسعافه.

ويشير شاهد عيان إلى استمرار عملية إطلاق النار عشوائيًا على المواطنين من قبل قوات الدعم السريع، واستمرار الضرب لمدة ساعة كاملة، مما أدى إلى وفاة أربعة من مواطني القرية على الفور. وأكد هذا الشاهد دخول أفراد الدعم السريع لمنزل مواطن ووقوع مشادات كلامية قتله على إثرها منسوبو هذه القوات.

ولفت شاهد عيان تحدث مع "الترا سودان"، إلى أن المواطنين استطاعوا نقل الإصابات إلى مستشفى الدويم لتلقي العلاج. وأضاف أنه عند وصولهم إلى المستشفى توفي شخصان، بالإضافة إلى وفاة شخص صباح اليوم. وقال إنه تبقى ثلاثة فقط من المصابين، من بينهم حالات خطيرة، مؤكدًا على ارتفاع عدد الوفيات إلى سبعة من أهالي منطقة الدرادر، مشيرًا إلى تدوين بلاغ ضد منسوبي قوات الدعم السريع.

أما مرافق الجرحى، عمر عبدالله، فقد قال إنه بعد صلاة العصر سمع أصوات رصاص، وخرج من المنزل مسرعًا نحو صوت الضرب، وعندما وصل وجد قوات الدعم السريع ترتكز بالقرب من مسجد القرية وتطلق النار على أي مواطن يحاول الاقتراب منهم، وبعد مقتل المواطن موسى عبدالله تجمع أهالي القرية للتنديد بقتل ابنهم.

ويضيف أن قوات الدعم السريع التي تتكون من أربعة أشخاص بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين، كانوا داخل المنزل الذي تعرض من بداخله للضرب بالسياط، وحاولوا من ذات المنزل أخذ سيارة كبديل لسيارتهم التي تعطلت. وقامت القوات بإطلاق النار على كل من حاول الاقتراب منهم، مؤكدًا على وفاة سبعة أشخاص - حد قوله.

وقال عبدالله لـ "الترا سودان"، إن والده شخص كبير في السن، وحاول الاقتراب من منسوبي الدعم السريع للحديث معهم، لكن قوات الدعم السريع أطلقت النار عليه وأصابته برصاص حي في البطن. ولفت إلى أنه بعد الهجوم، جاءت قوات الدعم السريع للقرية كطواف، وخرجت دون أن تتحدث مع أهالي القرية.

وأكد مدير مستشفى الدويم، د. محمد بشارة، وصول حالات من المصابين والقتلى في الهجوم. وقال لـ "الترا سودان"، إن عدد المصابين بلغ سبع حالات إصابة بالرصاص الحي، ثلاثة منهم حالات خطيرة.

وقتل مواطنون وأصيب آخرون بعضهم إصاباتهم خطيرة، إثر الهجوم على قوات الدعم السريع على قرية الدرادر في ولاية النيل الأبيض. وتقع قرية الدرادر بالقرب من محلية القطينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وبحسب إفادة شخص من المنطقة لـ"الترا سودان"، قتلت القوة المهاجمة عددًا من سكان القرية.

وفي السياق، أدان حزب الأمة القومي هجوم قوات الدعم السريع الذي وصفه بـ"الغادر" على قرية الدرادر في ولاية النيل الأبيض، وقال إن الهجوم "راح ضحيته نفر كريم من أبناء المنطقة الذين تصدوا للعدوان دفاعًا عن أنفسهم وأهلهم".

كما أدان الحزب استمرار الانتهاكات بولايتي الجزيرة والنيل الأبيض من قبل قوات الدعم السريع. وأضاف بيان للحزب اطلع عليه "الترا سودان"، اليوم الإثنين إن "لاستمرار هذه الحرب أي يوم آخر كلفة باهظة يدفعها المواطنين الأبرياء ولا بد من وقفها لتجنيب المدنيين مضارها ومحاسبة المنتهكين واسترداد الحقوق المغتصبة لأهلها".

الهجمات تأتي وسط تصعيد للانتهاكات التي يقوم بها منسوبو قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، والذين تصفهم قيادة القوات بأنهم "متفلتون". وكانت لجان المقاومة في ولاية الجزيرة قد كشفت عن انتهاكات مروعة تقوم بها قوات الدعم السريع في القرى الواقعة تحت نطاق سيطرتها، كان آخرها في قرى الحلاوين، والتي أسفرت عن مقتل مدنيين جراء اجتياح هذه القوات للقرى، وسط نزوح جماعي للمواطنين.

كانت قوات الدعم السريع قد قالت في شباط/فبراير الماضي، إنها تتعامل بـ"الجدية والحسم اللازمين" مع البلاغات والشكاوى بتعرض بعض القرى إلى انتهاكات

يذكر أن قوات الدعم السريع كانت قد قالت في شباط/فبراير الماضي، إنها تتعامل بـ"الجدية والحسم اللازمين" مع البلاغات والشكاوى بتعرض بعض القرى إلى انتهاكات بحق المدنيين من قبل من وصفتهم بأنهم "متفلتون".

وقال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، إن قيادة القوات وجهت فور تلقيها تلك البلاغات، لجنة حسم التفلتات والظواهر السالبة وقيادة القوات بولاية الجزيرة، بالتحرك الفوري إلى تلك القرى والتعامل الحاسم مع المتفلتين واستخدام كافة الوسائل التي تضمن أمن وسلامة المواطنين والوقوف على الشكاوى ومعالجتها فورًا.