07-أبريل-2020

علم السودان (Getty)

الكاتب: لما لي من علاقة تنظيمية تربطني بلجنة العمل الميداني ممثلًا لتجمع المهنيين السودانيين عن شبكة الصحفيين السودانيين، أكتب لكم كشاهد على الأحداث، كما وقعت. وقمت باستئذان أعضاء لجنة الميدان بقوى الحرية والتغيير وطلب السماح بالكشف عن أسرار نجاح موكب 6 نيسان/أبريل، فسمحوا لنا.


كان الخوف من فشل الموكب هو سيد المكان، قبل لحظات الانطلاقة، ثم أتى هدير الجماهير ليتسيد المشهد. قبل ذلك طغى الخلاف داخل الاجتماعات الافتراضية التي أدارت من خلالها لجنة العمل الميداني الحراك الثوري. خلافات ونقاشات برزت في تسمية الموكب، وكيفية إعلان الاعتصام؟ وجدل كثيف دار حول نقطة موقف شروني. ما هي أسرار النقاط غير المعلنة التي ساعدت في اختراق الجدار الأمني المحكم للنظام البائد؟ على هذا النحو كانت تمضي الأمور والترتيبات لـ6 نيسان/أبريل داخل الصندوق الأسود -لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير- وخبايا لم تجد طريقها للهروب من أضابير اللجنة المغلقة. من بين هذه الخبايا جميعها سننشر هنا قصة نجاح الموكب العظيم الذي هز عرش أعتى الدكتاتوريات التي مرت على السودان.

إضاءة مهمة

طوال فترة عملها إبان الثورة لم تلجأ لجنة العمل الميداني إلى حسم خلافاتها أو اتخاذ قراراتها بالتصويت. كان التوافق سيد الموقف

قبل الخوض في أسرار 6 نيسان/أبريل، نسلط الضوء قليلًا على لجنة العمل الميداني، وهي لجنة شُكلت من المكونات الخمسة الموقعة على ميثاق تحالف قوى الحرية والتغيير، عبر ممثلين. كونت اللجنة في بداية كانون الثاني/يناير 2019 عقب التوقيع على ميثاق الحرية والتغيير، وأسندت لها المهام الميدانية من ترتيب وتنسيق المواكب ووضع الجداول وتحديد مسارات المواكب. ومن المفارقات أنها طيلة تاريخها إبان الثورة لم تلجأ لحسم خلافاتها أو تتخذ قراراتها بالتصويت. التوافق كان سيد الموقف. اعتقل منها عدد من الأعضاء الفاعلين بالعمل الميداني في لجان المقاومة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، وفي آذار/مارس ونيسان/أبريل، لكن فشلت الأجهزة الأمنية في اعتقال أي من قياداتها أو كشف جزءٍ من معلوماتها، ووضعت اللجنة نظامًا تأمينيًا وسريًا شديد التعقيد وصعب الاختراق من قبل أي جهة، وقد نجح ذلك.

اقرأ/ي أيضًا: تقاسم الولايات.. أزمة جديدة تطل برأسها بين شركاء الحكم في جنوب السودان

بين الخوف والطمأنينة

بعد هذه المقدمة التعريفية، ندخل مباشرة لـ6 نيسان/أبريل، إذ إن الترتيب للموكب كان عملًا شاقًا وصعبًا، والمخاوف من فشل الموكب صارت هي المسيطرة، لكن سرعان ما بدأت تزول التخوفات تدريجيًا لأن الآلة الإعلامية والدعائية التي تولت الترويج للموكب كانت مطمئنة إلى حد ما، وجرى الترتيب والإعداد لنقاط انطلاق الموكب منذ ليلة 5 نيسان/أبريل. عكف أعضاء لجنة الميدان في نقاش مستفيض ومسح ميداني مستمر من أجل تحديد نقاط التجمع والانطلاق للمواكب، وفي الأخير تم الاتفاق بعد جهد مضنٍ على ثلاث نقاط لتنطلق منها المواكب، وهي موقف جاكسون، موقف شروني، وتقاطع الاتحاد الأوروبي، وجميعها وسط الخرطوم وتبعد من القيادة بضع كيلو مترات عدا نقطة الاتحاد الأوروبي، التي لا تبعد عن القيادة سوى مئات الأمتار، وكانت هذه هي النقاط المعلنة والتي تم نشرها على صفحة تجمع المهنيين السودانيين في فيسبوك حوالي الساعة الثامنة مساء 5 نيسان/أبريل.

هل هناك نقاط وخارطة سرية؟

نعم، فالنقاط المعلنة لانطلاقة الموكب استغرقت وقتًا طويلًا لتحديدها عكس ما كان يجري في المواكب السابقة، إذ إن اللجنة كانت تعقد لتلك المواكب اجتماعًا ليليًا أو نهاريًا لا يتجاوز الثلاث ساعات ومن ثم تحدد النقاط، على العكس تمامًا لما جرى في 6 نيسان/أبريل، لكن نجاح الموكب لم يكن مقتصرًا على تلك النقاط الثلاث فقط.

تم تحديد نقاط تجمع وانطلاق سرية للمواكب، لكنها كانت خفية لدرجة لم تتمكن أجهزة النظام القمعية من توقعها أو وضعها في الحسبان. كانت من السرية بحيث لم يتعرف عليها سوى أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة من المكلفين بإشعالها في ساعة محددة.

لم يكن يعرف نقاط تجمع وانطلاق المواكب السرية أي أحد سوى بضع من المستهدفين بإشعالها وإخراج مواكبها لتلتحق بعضها ببعض وتشكل نسيجًا واحدًا، وقد كانت الأجسام المنضوية تحت لواء تجمع المهنيين مسؤولة عن تنظيمها، وحددت ثلاث نقاط سرية، وكانت هذه النقاط من ضمن خطة الحسم التي رسمت لاختراق الطوق الأمني من الوسط وتمهيد الطريق لهدير مواكب النقاط المعلنة، لذلك لجأت اللجنة لوضع النقاط السرية وسط النقاط المعلنة، والمدرك لجغرافية مدينة وسط الخرطوم يمكنه الآن أن يحدد من أين انطلقت مواكب النقاط السرية الثلاث، لتضرب حصون القوات الأمنية وتفتت جهدها لتفك الخناق عن المواكب المعلنة.

النقاط غير المعلنة جاءت بطلب وتنسيق من مكتب فعاليات تجمع المهنيين الذي ساهم مع لجنة العمل الميداني في إنجاز فعاليات ثورية منها الإضرابات والوقفات الاحتجاجية، ووقع الاختيار على النقطة (أ) من أمام المركز الثقافي البريطاني وسط الخرطوم التي تولت قيادتها عناصر شبكة الصحفيين السودانيين، أحد مكونات تجمع المهنيين، والنقطة الثانية (ب) في تقاطع شارع المك نمر مع شارع البلدية وهي نقطة خصصت لمنسوبي تحالف المحامين الديمقراطيين ولجنة المعلمين وتجمع أساتذة الجامعات وأجسام مهنية أخرى، أما الأجسام الطبية كلجنة أطباء السودان المركزية ونقابة أطباء السودان الشرعية ولجنة الصيادلة المركزية وتجمع الصيادلة المهنيين ولجنة المختبرات الطبية صحبة جسمين هندسيين من مكونات تجمع المهنيين السودانيين، هما تجمع المهندسين السودانيين واللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة المهندسين، فجمعوا كلهم في نقطة واحدة هي (ج) التي تبدأ من أمام مباني السفارة البريطانية بالخرطوم قبالة شارع البلدية.

البداية.. نجاح محدود

هل فشلت النقاط السرية في تحقيق غايتها؟، الإجابة أنها لم تفشل مطلقًا رغم عدم تمكن موكب الأطباء والمهندسين من الانطلاق منذ البداية، إلا أن النقاط السرية استطاعت تجميع واستيعاب المتراجعين من النقاط المعلنة وإعادة تنظيمهم والتقدم في مواكب أكبر، كما أن موكب شبكة الصحفيين انطلق في الزمان والمكان المحدد رغم القبضة الأمنية المشدة التي أحاطت بوسط الخرطوم، وتحرك موكب الشبكة إلى أن وصل للنقطة (ب) ومنها بدأت عمليات الكر والفر بين الثوار والقوات النظامية.

فشلت النقطة (ج) في التحرك، وهي الخاصة بالأطباء والمهندسين لأن القوات الشرطية كانت قد طوقت المنطقة قبل البداية راسمة خطة أمنية تمنع تجاوز شارع المك نمر وحاصرت المتظاهرين هناك بحيث لا يتم اختراقهم ومن ثم التسلل للقيادة.

اشتعلت الخلافات بين بعض لجان مقاومة الخرطوم ولجنة الميدان بسبب نقطة موقف شروني

سخط لجان المقاومة

من المواقف الخفية التي لم تذكر مطلقًا، هو أن الخلاف كان يضرب إحدى النقاط في مقتل، ففي ليلة 5 نيسان/أبريل وأثناء ضجيج مواقع التواصل الاجتماعي بنشر نقاط التجمع والمسارات المعلنة والترويج لها، كان الخلاف مشتعلًا بين بعض لجان الخرطوم ولجنة الميدان بسبب تحديد الأخيرة نقطة موقف شروني كبداية لانطلاقة أحد المواكب المعلنة، لكن هذا الأمر وجد سخطًا وغضبًا واسعًا من اللجان بحجة أنه شرك، يسهل ضرب الموكب من القوات النظامية كما يعرضهم للاعتقال، وفي الأخير توصل الطرفان إلى حل بأن يتم تحديد نقطة بديلة لشروني وكانت النقطة الجديدة هس سوق الخرطوم 2، واتفقا على عدم نشر هذه النقطة.

اقرأ/ي أيضًا: قوة عسكرية تستولي على وحدة مدنية تابعة للري والوزارة تعتبره تجاوزًا خطيرًا

اتخاذ قرار الاعتصام

عند بلوغ المتظاهرين لمقر القيادة العامة للجيش انقطعت شبكات الاتصالات، وانقطع التواصل بين أعضاء اللجنة الموجودين في الميدان لقيادة المواكب والآخرين غير المشاركين في الموكب والمتولين أمر غرفة عمليات إدارة المواكب، مما أربك المشهد وساعد في تأخير إعلان الاعتصام، وفي آخر المطاف لم تجد غرفة العمليات أمامها سوى الاكتفاء بالمعلومات والصور التي نشرت على الصحافة، فانخرطوا في نقاشات مع تنسيقية قوى الحرية والتغيير ومنها توصل الطرفان لإعلان الاعتصام، ونشر بيان على صفحة تجمع المهنيين يدعو الثوار للاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش إلى حين إسقاط النظام.

سيناريوهات الفشل

بعد ارتفاع وتيرة الحملة الإعلامية لـ 6 نيسان/أبريل، وزيادة مؤشر الأمل بنجاح الموكب لدى الثوار، خيم والقلق  والخوف على لجنة الميدان بسبب تصاعد الأمل في النجاح لدى الناس، وتفاديًا لحدوث صدمة أو إحباط حال فشل الموكب، عكفت اللجنة بعد الفراغ من مهام ترتيب الموكب في رسم عدد من السيناريوهات حال فشله، كان منها ما خلص بعد النقاشات إلى إعداد جدول تصعيد ثوري جديد تكون مدته أسبوع واحد، يبدأ من الأحد 7 نيسان/أبريل وينتهي في الخميس 11 نيسان/أبريل بموكب يتجه أيضًا لمباني القيادة العامة للجيش، واتفق الأعضاء على نشره ليلة 6 نيسان/أبريل، كما دفع مكتب الإعلام بمنشورات، كهذه الجملة التي ظلت راسخة في أذهان الثوار: "وبهذا فإن السادس من أبريل ليس سدرة منتهانا بل هو درج سامٍ نخطوه بوسعٍ وثبات نحو تمام الوصول". فعلت اللجنة كل ذلك لتمنع حدوث أي إحباط حال فشل الموكب.

سر تسمية الموكب

برزت داخل لجنة العمل الميداني بقوى الحرية والتغيير العديد من المقترحات حول تسمية الموكب، كان أبرزها موكب الخلاص والحسم، موكب السودان الوطن الواحد وغيرها من المقترحات، وبعد نقاش مستفيض حول الأمر اتفق الأعضاء على تسمية الموكب تاريخيًا، وجاءت تسمية "السودان الوطن الواحد" للدلالات العظيمة التي يحملها الاسم.

تقرير التقييم للموكب

يكشف التقرير السري للجنة العمل الميداني الذي تناول أسباب نجاح موكب 6 نيسان/أبريل، عدة نقاط ساهمت في النجاح، نذكر هنا بعضها.

  • أولًا: السيول الجماهيرية الهادرة والكثيفة التي تقاطرت بسبب الخطة المحكمة والإعلام المكثف، أرهقت القوات النظامية ومنعتها من تفريغ الجموع.
  • ثانيًا: الاعتقالات التي أقدمت عليها القوات الأمنية منذ وقت مبكر قبل انطلاقة الموكب أخرجت عددًا كبيرًا من القوات المخصصة لقمع المواكب من مهمة التصدي للأمواج البشرية المتجددة.
  • ثالثًا: النقاط غير المعلنة قامت بدور حيوي وهو ربط المتظاهرين بالنقاط المعلنة واستيعابهم في حالة الملاحقة الأمنية.
  • رابعًا: تفريغ الجموع من نقطة جاكسون ومطادتهم قبل انطلاق الموكب ساعدت في الزحف نحو مقر القيادة في جماعات صغيرة دون مواكب.
  • خامسًا: الحملة الإعلامية للدعاية عرفت الناس بأهمية المشاركة في الموكب.
  • سادسًا: استجابة عدد كبير من ثوار الولايات لنداء المشاركة في الموكب وقدومهم إلى الخرطوم.

ساجور، النشاط الشرقي، المقبول، عماد، أبو شيبة، كانت هذه هي جزء من الأسماء الحركية لأعضاء لجنة الميدان

الأسماء الحركية للأعضاء

لم تكن اجتماعات لجنة الميدان تجري على الأرض بل كانت سرية تدار عبر تطبيقات افتراضية، والمدهش أن جميع أعضاء اللجنة لا يعرف بعضهم البعض بشكل شخصي، مع أنهم يتشاركون في التعليقات والنقاشات داخل التطبيق، لكنهم يطلقون على أنفسهم أسماء حركية نكشف هنا عن جزءٍ منها "ساجور، النشاط الشرقي، المقبول، عماد وأبو شيبة".

مسميات ضاعت

الجدير بالذكر أن المسمى الحقيقي للجان المقاومة كان هو لجان الأحياء، ودرج الناس على ذكر لجان المقاومة عقب مجزرة فض الاعتصام، ولكن في النشأة والتكوين التي بدأت في شهر كانون الثاني/يناير أطلق عليها اسم لجان الأحياء كمسمى للمجموعات الثورية المنتشرة في الأحياء السكنية، وأشرفت على تكوينها لجنة العمل الميداني.

هل من تنسيق مع قوش؟

راجت الكثير من الأحاديث عن وجود تنسيق بين المدير الأسبق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح عبد الله قوش وقوى الحرية والتغيير، وفتحه مداخل القيادة العامة أمام الثوار، ولكي نرد على ذلك؛ علينا أن نجيب وفقًا لمعلومات استقيناها من أرشيف لجنة العمل الميداني؛ -وأستئذن في ذلك زملاء في اللجنة لأن المصلحة تقتضي توضيح الملابسات- كما حدثت. كما أسلفنا فإن لجنة العمل الميداني هي لجنة فنية وطبيعة عملها ميداني، وإن كان هناك تنسيق بين صلاح قوش وقوى الحرية والتغيير بخصوص فتح مداخل القيادة أمام الثوار، لعلمت اللجنة بهذا التنسيق لأن الأمر يقع تحت مسؤوليتها المباشرة واختصاصاتها بحسب التفويض الممنوح لها، ولكانت قد أبلغت القيادات الميدانية التابعة للجان الأحياء "المقاومة" بالمداخل التي حددها قوش حتى وإن لم يكن لعامة أعضاء اللجان.

وإن كان التنسيق الذي تم لم يكن مع قيادات الحرية والتغيير فحسب بل طال بحسب ما أشيع قيادات لجان الأحياء؛ لكانت هذه اللجان رفضت النقاط والمسارات التي وضعتها لجنة الميدان وفضلت الالتزام بتوجيهات قوش الأمنية، مع الأخذ في الاعتبار بأن هناك خط مفتوح عبر مجموعات تم إنشاؤها على تطبيق واتساب تجمع لجان أحياء الخرطوم وبحري وأمدرمان، وأخرى تجمع منسقين الولايات تشارك فيها لجنة العمل الميداني وتتبادل المعلومات والنقاشات وتأخذ الاستشارة منها.

ورد في التقرير السري للموكب والذي نشرنا منه بعض النقاط هنا، بأن الاعتقالات التي وقعت في موكب 6 أبريل/نيسان لم تشهد الثورة لها مثيلًا منذ فجر اندلاعها، لذلك فالمنطق يقول: كيف لرجل ينسق مع آخر يقوم بسحله وقمعه واعتقاله بهذه الطريقة؟

وضعت لجنة الميدان خطة استباقية لرفض وجود كل من ابن عوف وكمال عبد المعروف وقوش ضمن العملية الانتقالية التي سيعلنها بيان الجيش

والشاهد على أن قوش كخيار للتعامل من بين جميع رموز النظام كان مرفوضًا بالكامل؛ صباح 11 نيسان/أبريل يوم السقوط المدوي للبشير، وقبل إذاعة البيان اتفق أعضاء اللجنة على ترتيب خطة استباقية ونشرها على الميدان حال أذاع البيان أو كان جزءًا من عملية الانتقال المرتقبة كل من "ابن عوف أو كمال عبد المعروف أو قوش"، برفضهم جميعًا ثم الاستمرار في المطالبة بإسقاطهم عبر الإعلام الميداني في ميدان الاعتصام، وهو ما حدث.

وطوال فترة النقاشات التي دارت في الاجتماعات الافتراضية للجنة الميدان لم نسمع ما يدل على هذا الأمر، وكل ما حدث من تفاصيل ميدانية عن الموكب جاء بترتيب لجنة العمل الميداني وشركائها لجان الأحياء، وصلابة وهدير الجماهير الذين دكوا الحصون ومهدوا طريق الدخول إلى القيادة، كما أن أي إخفاقات لازمت الموكب تقع تحت مسؤولية لجنة الميدان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الحكومة السودانية: أموال تسوية قضية المدمرة كول سددت من الموارد الذاتية للبلاد

كورونا يوقف عيادات الأسنان بالخرطوم.. ومستشفيات ومراكز محددة للخدمة