21-فبراير-2023
في الأيام الماضية خسر الجنيه السوداني أربع نقاط أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازي.

في الأيام الماضية خسر الجنيه السوداني أربع نقاط أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازي.

في الأيام الماضية خسر الجنيه أربع نقاط أمام الدولار الأمريكي في السوق الموازي، مبتدرًا "أسبوعًا سيئًا" حسب متعاملين في هذا السوق بالعاصمة الخرطوم. وزاد الدولار الأمريكي من (595) جنيهًا إلى (605) للبيع، بينما نصح خبير اقتصادي البنك المركزي بإعادة العمل بنظام "المزادات" لإعادة الثقة في الأسواق.

خبير: لا بد من عودة بنك السودان للعمل بنظام المزادات الذي كان متبعًا في عهد حمدوك 

بدأ الجنيه السوداني خسارته أمام الدولار الأمريكي منذ مطلع كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك بالارتفاع من (580) جنيهًا لواحد دولار أمريكي للبيع إلى (590) جنيهًا، ثم توالى الارتفاع إلى (600) جنيه منتصف شباط/فبراير الجاري.

وحينما سأل مراسل "الترا سودان" بعض المتعاملين في سوق العملات بالسوق الموازي في العاصمة الخرطوم عن أسباب الارتفاع المفاجئ للدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني، عزا بعض التجار الزيادة إلى طلبات المستوردين لدى شركات صينية في استيراد سلع إلى البلاد.

عادة سنوية 

 وقال متعامل في السوق الموازي لـ"الترا سودان"، إن هذه الإجراءات تتكرر سنويًا وترتفع العملات الأجنبية في السوق الموازي. "ربما هذه المرة الوضع اسوأ من ذي قبل بسبب تطاول الأزمة السياسية والفراغ الحكومي" - يضيف هذا المتعامل.

بالمقابل يقلل صلاح (م) وهو متعامل في سوق العملات بالخرطوم، من ارتفاع الدولار الأمريكي بسبب طلبات المستوردينن وقال إن الإجراءات المتخذة من البنك المركزي تتعرض إلى انكماشات في بعض الأحيان بسبب تراجع إيرادات الذهب. وقال صلاح إن طلبات المستوردين لا تسبب هذه الزيادات الهائلة والمستمرة منذ شهر ونصف.

وكان تقرير أممي أشاد بتدخلات البنك المركزي في ضبط سعر الصرف منذ عام ونصف وثباته في نطاقات محددة، وقال إن ذلك انعكس على استقرار أسعار القمح في السودان.

البنوك تركض 

أما في البنوك حددت أسعار العملات في نطاق (589) جنيهًا لواحد دولار أمريكي لسعر البيع، و(585) جنيهًا بينما ارتفع في بعض البنوك حتى آخر تحديث إلى (594) جنيهًا للبيع و(590) جنيهًا للشراء، وهي زيادات متعلقة باتساع تعاملات البنك مع القنوات المصرفية الخارجية في تلقي التحويلات.

فيما يعتقد عبدالرحيم وهو تاجر عملات وسط العاصمة الخرطوم، أن السوق الموازي يعاني من مشكلة "الكساد المتطاول"، حيث تشبع بالعملات الأجنبية مقابل طلبات شحيحة الشهور الماضية، وعندما ارتفع الطلب قرر التجار زيادة الأسعار أملًا في زيادة الأرباح.

https://t.me/ultrasudan

ويوضح هذا التاجر في حديث لـ"الترا سودان" قائلًا: "الزيادات غير مبررة مقارنة مع الطلبات العادية، لكن هناك كساد جعل التجار يلجأون إلى البيع بالخسارة في بعض الأوقات. حاليًا يعملون على تعويض خسائرهم باستغلال الطلبات المرتفعة قليلًا بسبب بداية السنة المالية وبدء بعض المستوردين في جمع الدولار لاستيراد سلع رمضان وعيد الفطر".

ولا يوضح البنك المركزي أشكال تدخلاته في كبح السوق الموازي منذ شهور طويلة، لكن متخذي القرار الاقتصادي والمالي في هذا البلد يعتمدون بشكل رئيسي على حصائل صادرات الذهب لتغذية الأسواق بالعملات الأجنبية.

المزادات هي المنقذ 

ويرى الخبير الاقتصادي وائل فهمي في حديث لـ"الترا سودان"، أن ارتفاع الدولار الأمريكي إلى (605) جنيهًا في السوق الموازي نتيجة طبيعية لاستقرار مؤقت لم يكن مستدامًا في طبيعة الإجراءات الحكومية المتخذة.

ويدعو فهمي إلى إعادة النظر في توقف مزادات بنك السودان التي كانت تساعد على ثبات سعر الصرف، وقال إنه في هذا الوقت من كل عام يرتفع الدولار بسبب اقتراب شهر رمضان، إلى جانب زيادة أسعار المواد الغذائية على الرغم من الإعلان عن انخفاض التضخم لشهر كانون الثاني/يناير الماضي إلى (82)%.

وأضاف: "أنا أشكك في هذا الرقم لأن الأسعار مرتفعة والتضخم لم ينخفض، لكن الارتفاع السريع توقف بعض الشيء".

وتابع: "أيضًا طلبات السفر لقضاء رمضان خارج البلاد من أسباب ارتفاع الدولار في السوق الموازي، لأن هناك طلبات وصلت إلى الأسواق هذا الأسبوع بسبب الرغبة في السفر وقضاء رمضان في بعض الدول".

أرجع خبير اقتصادي ارتفاع الدولار إلى وجود بطء في العملية السياسية الجارية في السودان

كما يرجع الخبير الاقتصادي وائل فهمي ارتفاع الدولار إلى وجود بطء في العملية السياسية الجارية بين قوى مدنية والعسكريين، والتلاسن بين الأطراف العسكرية. وقال إن هذه العوامل تشعر المستثمرين أو حتى مدخري الأموال بالقلق، وقد يتخذون قرارًا بشراء الدولارات من أجل الحفاظ على المدخرات.

ويشير فهمي إلى أن الأسواق في الوقت الحالي بحاجة إلى تدخلات حكومية عبر البنك المركزي، إلى جانب فتح شهيتها بالوعود الواقعية عن الانفراج السياسي قريبًا.