02-سبتمبر-2023
حريق ضخم ناتج عن الصراع المسلح في السودان

حريق ضخم ناتج عن الصراع المسلح في السودان (Getty)

احتدم الصراع المسلح في السودان بين الجيش والدعم السريع في عدة مناطق بالعاصمة الخرطوم مع تقدم للجيش في أم درمان، خاصة في مناطق تقع وسط المدينة، وذلك خلال اليومين الماضيين، بينما قال خبير في مجال الكوارث إن تطاول القتال قد يسحق الخرطوم.

لم تمنع المعارك أسواق صغيرة في محلية كرري من تقديم الخدمات في مجال التموين

ولم تمنع المعارك أسواق صغيرة في محلية كرري من تقديم الخدمات في مجال التموين - حسب ما يقول أبوبكر (25 عامًا) والذي يسرد معاناة سكان الأحياء القديمة في أم درمان.

وقال لـ"الترا سودان" إن الغالبية لا يمكنهم السفر إلى الولايات لعدم وجود قدرة مالية، إلى جانب شعورهم أن المعارك ربما تكون في نهايتها.

معارك في أم درمان

ولم تكف الطائرات عن التحليق في مناطق واسعة بالعاصمة الخرطوم مع ارتفاع حدة المعارك العسكرية بين الجانبين، حيث عزز الجيش تقدمه في أم درمان بانتشار عسكري هو الأول من نوعه في بعض الأحياء والشوارع الرئيسية.

وقال حيدر الذي يقيم في الثورة بمدينة أم درمان لـ"الترا سودان" إن المعارك توسعت في أمدرمان خلال  آب/أغسطس الماضي، واستمرت حتى مطلع هذا الشهر، في مؤشرات تؤكد أن الطرفين يحاولان الاستحواذ على مساحات شاسعة فيما تؤكد المؤشرات على الأرض أن الجيش في موضع "الهجوم والتقدم".

آثار القصف ضمن الصراع المسلح في السودان
آثار القصف ضمن الصراع المسلح في السودان

من جهته ذكر الباحث في الدراسات الاستراتيجية محمد عباس في حديث لـ"الترا سودان"، أن الجيش في الأسابيع الأخيرة تولى زمام المبادرة بعد امتصاص الصدمة منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، حيث كان الجيش يدافع عن مقاره وخسر نحو ثلاثة مواقع، لكن منذ منتصف تموز/يوليو وحتى نهاية آب/أغسطس تمكن الجيش من الحفاظ على قواعده العسكرية، خاصة إذا نظرنا إلى معركة المدرعات حيث نفذت قوات الدعم السريع ما لا يقل عن (60) موجة بمعدل سبع إلى ثماني موجات عسكرية يوميًا لثمانية أيام متتالية ومع ذلك حطم الجيش هذه الهجمات بالكامل، والدليل أن سلاح المدرعات الآن تحت سيطرة القوات المسلحة.

الصراع المسلح في السودان

واندلع الصراع المسلح في السودان في 15 نيسان/أبريل الماضي 2023 في العاصمة الخرطوم وبعض الولايات، وخلف مقتل نحو خمسة آلاف شخص ونزوح أربعة ملايين بينهم مليون لاجئ إلى دول الجوار، كما دمرت الحرب أجزاء واسعة من البنية التحتية مثل محطات الكهرباء وتوقف محطة مياه الخرطوم بحري منذ خمسة أشهر.

ويقول عمر إبراهيم الباحث في مجال الكوارث في حديث لـ"الترا سودان" إنه مع مرور كل يوم في ظل القتال يبتعد النازحون يومًا إضافيًا عن منازلهم لأن العودة ليست مجرد قرار، بل تتطلب تجهيز واستعادة البنية التحتية، وهي عمليات تحتاج إلى تمويل، وقد تستغرق وقتًا طويلًا، وبعض المرافق إلى سنوات.

بانر الترا سودان على تيليغرام

ويشير إبراهيم إلى أن الخرطوم عاصمة هشة لا تحتمل استمرار القتال لأكثر من عام، لأن الوضع على الأرض سيشهد تحولًا من ناحية انهيار البنية التحتية نتيجة رغبة كل طرف تحقيق نصر عسكري وفقًا لحسابات الأرض، وفي هذه الحالة لا يضع الجنود الاعتبار للمرافق والمباني.

وأضاف: "هذا يحدث عندما يشعر الجنود باليأس من النصر العسكري في جبهة القتال وتطاول الفترة الزمنية، بالتالي تتبدل الخطط إلى سحق كل شيء أمامك كي تنتصر".

وأردف: "تكون المعارك صفرية تحطم كل شيء أمام لهزيمة الخصم أو العدو دون مراعاة البنية التحتية والمرافق والمساكن".

ويصف إبراهيم الأزمة في السودان بأنها "معقدة"، ويرى أنها بحاجة إلى تأثير سياسي داخلي كبير على السودانيين لرفض الحرب، والاتجاه نحو مشروع وطني شامل يتيح للجميع المشاركة في صنع الحل.