04-أكتوبر-2020

(الترا سودان)

جلس طلاب الشهادة السودانية لامتحانات الشهادة بعد عام دراسي شاق ومتقطع بسبب الكوارث الصحية المتمثلة في جائحة كورونا، والطبيعية المتمثلة في الفيضانات التي ضربت البلاد. مدير عام الشهادة السودانية عمر العبيد، كشف في حوار خاص لـ"الترا سودان" كواليس امتحانات الشهادة السودانية، وأبرز المحطات لهذا العام.

مدير الامتحانات: تسلمنا في الأيام القليلة الماضية ورق امتحانات آخر ولاية وتعود أسباب التأخير لموسم الأمطار والفيضانات

  • لنبدأ من حيث القضية الأخيرة، تسلمتم الامتحانات من ولايات مختلفة، قبل أيام قليلة من هذا الحوار، ما أسباب التأخير؟

تسلمنا بالأمس آخر ولاية، جنوب دارفور. تعود أسباب التأخير لموسم الأمطار والفيضانات التي شهدتها البلاد، والتي تسببت في غلق الطرق، الشيء الذى دعا القوات المسلحة السودانية للتدخل بتوفير مروحيات، تنقل أوراق الامتحانات المختلفة، حيث شملت سنار وولايات دارفور الخمس والنيل الأزرق. في الماضي اعتمدت بعض الولايات القريبة على الطريق البري، ونظرًا للتكلفة العالية تم تحويل النقل للجو، خاصةً الولايات البعيدة مثل البحر الأحمر.

اقرأ/ي أيضًا: الجالية العراقية في السودان تطلق نداء استغاثة بسبب قرارات حظر المجنسين

  • شهدت ولاية شمال دارفور تغيب ما يقارب (1864) طالب وطالبة من أصل (35,742) بسبب تأخر العام الدراسي نتيجة أزمة كوفيد-19، وتوجه البعض للتعدين والرعي. كيف يمكن معالجة مثل هذه القضايا مستقبلًا، وإرجاع هؤلاء الطلاب لمقاعد الدراسة؟

الواضح هذا العام أن نسبة إجمالي الغياب لم يتعد ستة في المئة في جميع الولايات، لا ننظر إلى هذه النسبة كخطورة. في حال وصلت إلى (20) % سيكون لنا رؤية أخرى. لكن، علينا أن ننظر بعين الاعتبار إلى من هم طالبي الخدمة، مثلًا طلاب المنازل يأتون للامتحان فقط، ولا توجد خدمة يمكن تقديمها لهم سوى توفير بيئة امتحان مناسبة، أما طلاب اتحاد المعلمين الواقعين تحت مسؤولية النقابة، والطلاب النظاميين في سن التمدرس؛ تكاد نسبة غيابهم لا تذكر ولم تتجاوز في محلية شرق النيل طالبين في مدرسةٍ واحدة. أما طلاب المنازل فهم من تكثر فيهم نسب الغياب.

مدير امتحان الشهادة
مدير امتحان الشهادة
  • انقطعت خدمة الإنترنت بمعدل ثلاث ساعات طوال فترة امتحانات الشهادة السودانية، ماذا كانت الدواعي؟ وهل ساهمت وزارة التربية والتعليم في تغطية الخسائر المادية التي تكبدتها الشركات خلال هذه المدة؟

لا علم لي بالخسارات المادية. أما الخدمة لم تقطع جميعها، مثل الإنترنت الأرضي، تم قطع خدمة الجوال وحده لعدة أسباب، هناك محاولات من عدد من الطلاب لإدخال هواتف وساعات رقمية لتصوير الامتحان، ويجلس بالخارج من ينتظره في مجموعات، تعمل على حل الأسئلة وإعادة إرجاعها. في اليوم الأول والثاني عملت شركات الاتصال على حجب هذه الطرق، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، في اليوم الثالث لم نتمكن من ملاحقة أعداد كبيرة فكان الحل هو قطع الخدمة. 

اقرأ/ي أيضًا: تقرير أممي يرصد آثار كارثة السيول والفيضانات

  • صرح النائب العام بأن بلاغات الغش هذا العام بلغت (14) بلاغًا، كم عدد الحالات الحقيقية التي تم رصدها؟

بلاغات الغش عبر الهاتف المحمول بلغت (40) حالة. أما ما ذكره النائب العام لربما كانت بلاغات مرصودة بشكلٍ مختلف.

المدير: التمييز الإيجابي لطلاب المناطق النائية ليس بأيدينا وتقتصر مهمتنا في توفير بيئة الامتحان

  • ساهمت القوات المسلحة والدعم السريع وجهاز الأمن في تأمين امتحانات هذا العام، ألم تكن الشرطة وحدها قادرة على القيام بهذه المسؤولية؟

هناك كثير من المناطق غير المستقرة، ولايات دارفور يجلسون للامتحان في مخيمات، هنا تتضافر جهود كافة الأجهزة الأمنية. في منطقة "كاس" هناك مناطق تتبع لحركات الكفاح المسلح، طلاب هذه المناطق تكفلت قوات الدعم السريع بترحيلهم من وإلى مناطقهم. 

تم قطع خدمات الإنترنت أثناء جلسات الامتحانات لإيقاف الغش
تم قطع خدمات الإنترنت أثناء جلسات الامتحانات لإيقاف الغش
  • كيف لطالب في منطقة نائية أن يتساوى في المنافسة مع آخر في قلب الخرطوم ويقرأ في مدرسة خاصة، هل من عدالة؟ أو بمعنى آخر ألا يمكن إضافة درجات إلى طلاب الهامش؟

التمييز الإيجابي ليس بأيدينا، تقتصر مهمتنا في توفير بيئة الامتحان. أما عن أوضاع الطلاب فإنهم منذ أعوام يأتون للجلوس في المخيم أكثر من (25) داخل المخيم، الآن ما توفر هذا العام من حيث تهيئة البيئة كان أفضل بكثير من الأعوام السابقة، وعند دخول الجامعات فإن الأولوية تعطى للمناطق الأقل نموءً، العكس هو الصحيح، أخاف أن يتحول طالب الخرطوم لمهمش لمتابعته الأخبار الكاذبة وتسريب صور من امتحانات زائفة.

  • أثناء امتحانات الشهادة السودانية هل تم مراعاة الإجراءات الصحية، وهناك شكوى من كمامات الوزارة لأنها تسببت بضيق تنفس لبعض الجالسين؟

الكمامات الطبية التي وزعت على الطلاب كانت مصنوعة من قماش ثقيل، تعقم وتعود اليوم التالي، ساهم في توفيرها الجيش الذي وزع سبعة آلاف كمامة طبية ومعقمات. 

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول أممي: التحول للطاقة النظيفة سيطلق العنان لإمكانات السودان الزراعية

  • شهدت ولاية وسط دارفور عملية إطلاق رصاص حي على عدد من طلاب الشهادة السودانية، هل تواصلتم معهم؟ وما تعليقكم على الحادثة؟

بمجرد خروج الطالب من المعكسر فما يحدث هو مسؤولية الأجهزة الأمنية.

عدد المدارس التي ستستضيف عملية التصحيح في ولاية الخرطوم (10) مدارس

  • كم عدد المدارس المقرر أن تستضيف تصحيح الشهادة؟ وكم بلغ عدد المعلمين المنخرطين في عملية التصحيح؟

بلغ عدد المدارس هذا العام في ولاية الخرطوم (10) مدارس، وعدد (1200) معلم في الكنترول، وعدد إجمالي المعلمين العاملين سبعة آلاف معلم في كل الولايات.

اقرأ/ي أيضًا

جولة لـ"الترا سودان" في الصيدليات تكشف عن ندرة في أهم الأدوية

الأمم المتحدة: متضرري فيضانات السودان 650 ألف أغلبهم يقيمون في المدارس