21-سبتمبر-2020

راماشاندران مع مسؤولين سودانيين في افتتاح أول معمل للطاقة الشمسية في السودان (UNDP)

نصح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، سيلفا راماشاندران، الحكومة الانتقالية بالاستفادة من الموارد الطبيعية بإنتاج الطاقة الشمسية عوضًا عن إنفاق مليارات الدولارات لاستيراد الوقود الأحفوري، لافتًا إلى أن السودان مكان لالتقاء الطاقة والفقر والزراعة. 

راماشاندران: أنفق السودان مليار دولار لاستيراد الوقود العام الماضي

ويرى راماشاندران، في مقال نشره مكتب الأمم المتحدة الإنمائي، أن السودان مر بثورة  تاريخية  تحدث لمرة واحدة في العمر، ولديه الآن فرصة فريدة لإعادة تشكيل مستقبله، لكن التحديات الاقتصادية والأمنية والإنمائية التي يواجهها كبيرة.

اقرأ/ي أيضًا: وفاة ستة معدنين اختناقًا بمنجم للذهب جنوب وادي حلفا

وأضاف المسؤول الأممي الذي يستعد لمغادرة السودان بعد إنهاء مهمته: "لا يوجد مكان أوضح لالتقاء الطاقة والفقر والزراعة من السودان". 

وقال إن سكان السودان البالغ عددهم (41.8) مليون نسمة يعيش (65) % منهم في المناطق الريفية، ويعتمد دخلهم على الزراعة والثروة الحيوانية، ولكن أكثر من مليون مزرعة تعتمد على الوقود الأحفوري الملوث والمكلف وغير المتاح في كثير من الأحيان، لتشغيل التقنيات كثيفة الاستهلاك للطاقة، مثل مضخات المياه للري.

في افتتاح معمل الطاقة الشمسية في حزيران/يونيو الماضي
راماشاندران في افتتاح معمل الطاقة الشمسية في حزيران/يونيو الماضي

وأشار راماشاندران، إلى أن السودان في ذات الوقت أنفق مليار دولار من موارده المحدودة من النقد الأجنبي لاستيراد "الديزل" في عام 2019، بينما لا تتوفر الكهرباء لـ(60) % من السكان، ويعاني (21) % من السكان من انعدام الأمن الغذائي والفقر المستوطن.

وتابع: "يوفر التحول إلى الطاقة النظيفة وخاصة حلول الطاقة المتجددة الموزعة مثل الطاقة الشمسية؛ وسيلة لمعالجة العديد من المشاكل في وقت واحد، وإطلاق العنان للإمكانات الزراعية والتنمية الريفية في السودان".

ورأى راماشاندران، أن التحول إلى الطاقة الشمسية من شأنه القيام بذلك لتحسين مستويات المعيشة والمساعدة في الحد من الفقر ومعالجة التفاوتات بين الجنسين.

وشدد المسؤول الأممي على أن  هذه الاحتياجات أضحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لمواجهة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لفيروس كوفيد-19.

وقال راماشاندران، إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان ركز خلال خمس سنوات على تكنولوجيا الطاقة الشمسية كأداة لتخفيف حدة الفقر وتحقيق التنمية. وأردف: "لقد تمكنا من خلال شركائنا والحكومة من إدخال الكهرباء بالطاقة الشمسية إلى (70) قرية في إقليم دارفور، وتشغيل (464) مركزًا للخدمات المجتمعية بما في ذلك  المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات الريفية، إلى جانب جهود أخري لمساعدة مئات الآلاف من المواطنين".

اقرأ/ي أيضًا: الدقير: غياب المحكمة الدستورية أمرًا معيبًا وينتقص العدالة

وأبان راماشاندران، أن برنامج الأمم المتحدة الرائد للزراعة المروية والذي يعمل بالطاقة الشمسية في الولاية الشمالية التي تضم  مساحات واسعة من الصحراء في السودان، زاد الإنتاجية واستخدام الأراضي بنسبة (50) % تقريبًا، وتم إدخال محاصيل ذات قيمة  أعلى مثل البطيخ والمانجو. وقال إن البرنامج تمكن من القضاء على تكاليف الوقود للمحاصيل بسبب نقص الوقود غير المتوقع.

ولفت راماشاندران، إلى أن هذه الجهود لا ترقى إلى مستوى التحول نحو استخدام الطاقة الشمسية على الصعيد الوطني الذي تشتد إليه الحاجة في السودان، وفي مفهوم برنامج برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي يستهدف أكثر المناطق ضعفًا في السودان يمكن لـ(150)عيادة صحية، وألفي مضخة ري زراعية، وألف حوض مياه نظيفة لتوفير المياه.

وتابع: "من شأن القيام بذلك أن يحسن من حياة ستة مليون شخص على الأقل بشكل مباشر وغير مباشر في المستقبل القريب".

وأوضح الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيلفا راماشاندران، أن فوائد هذا التحول ستعمل على تحقيق جودة الخدمات الصحية وإمكانية الوصول إليها، وتحسين سبل كسب العيش والمرونة الإنتاجية في القطاع الزراعي وتقليل الضغط على احتياطيات النقد الأجنبي المالية العامة، من خلال تخفيض دعم الوقود وتقليل انبعاثات الكربون وتلوث الهواء.

وأضاف: "مثل هذا التحول أحدث فوائد كبيرة فيما يتعلق بالجنسين، حيث تقضي النساء الفقيرات لا سيما في الأسر التي تعيلها نساء وقتًا أطول بكثير من نظرائهن من الرجال في الأنشطة المتعلقة بالطاقة، مثل جمع الحطب وجلب المياه والطهي".

وتابع: "باختصار يعد الوصول إلى الطاقة المستدامة وبأسعار معقولة مطلبًا رئيسيًا لتنمية السودان، ريثما تتم معالجة هذا الأمر ستظل محدودية الوصول إلى الطاقة أمرًا يساهم  بشكل كبير في استمرار الفقر".

معدات معمل الطاقة الشمسية

وأوضح المسؤول الأممي، أن العائق  الأساسي أمام التحول إلى الطاقة الشمسية هو صعوبة الوصول إلى التمويل، ودعا الدولة إلى ابتكار حلول للتمويل وإنشاء الصندوق الوطني للطاقة، وجمع الأموال من البنوك الرئيسية وحكومات الولايات والحكومة الانتقالية والجهات المانحة.

واعتبر راماشاندران، قروض تكنولوجيا الطاقة الشمسية مجدية تجاريًا ويضمن مثل هذا الصندوق للمزارعين والمجتمعات والأسر، الوصول إلى قروض مدعومة ومنخفضة التكلفة للاستثمار في تكنولوجيا الطاقة الشمسية وسد الفجوات المالية.

اقرأ/ي أيضًا: اعتصام أمبدة يكمل أسبوعه الثالث والانقسامات تعصف بوحدته

ولفت راماشاندران إلى أن السودان بإمكانه الاستفادة من دعم منصة الاستثمار المناخي، وهي مبادرة جديدة لتسهيل الوصول التمويل المناخي للمشاريع العالية التأثير في سياق السودان، حيث توفر هذه المبادرة  نماذج أعمال مبتكرة للقطاع الخاص للطاقة الشمسية، والاستفادة من منصة للمستثمرين المحتملين والمؤسسات المانحة.

وزاد المسؤول الأممي: "في ظل وجود التمويل، يتأتى بعد ذلك التخلص من مخاطر التنفيذ المبينة في تقرير حديث لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعنوان "تعزيز قدرات السودان في الطاقة المتجددة لمعالجة الفقر وقضايا التنمية، مع اتخاذ خطوات حاسمة بالفعل مثل مختبر الطاقة الشمسية الأول في السودان الذي تم إطلاقه في تموز/يوليو الماضي".

وتوقع راماشاندران، في حال مضي السودان لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة والتخلص من الوقود الأحفوري، الحصول على دعم مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبنك التنمية الأفريقي والوكالة الكورية للتعاون الدولي ومنظمات أخرى، وطرح آلاف المضخات الشمسية في المزراع في أربع ولايات.

وتابع: "ستبدأ التجارب قريبًا باستخدام "الركشات والتوك توك" التي تعمل بالطاقة الشمسية، وكذلك يجري حاليًا إنشاء أول توربين متصل بالشبكة بقدرة واحد ميجا وات".

ويرى راماشاندران، أن المعلومات التي ذكرها ليست حلولًا على مستوى الدولة، بل هي مبادرات ويجب أن يقلل ثالث بلد إفريقي من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويطلق العنان للإمكانيات الزراعية، حينذاك يمكن للسودان أن يحقق التنمية الشاملة واسعة النطاق.

الاهتمام الحكومي بالطاقة المتجددة مرتفع لكن السودان يحتاج إلى دعم دولي 

ويرى راماشاندران، أن الاهتمام الحكومي والعام ببدائل الطاقة المتجددة مرتفع، ولكن لا يمكن تحقيقه بدون دعم من المجتمع الدولي.

وأردف: "مع اقتراب مغادرتي للسودان بعد خمس أعوام، أعلم أن الطاقة المتجددة هي الحل الذي يحتاجه السودان".  

وقال راماشاندران، إن الطاقة المتجددة لن تحل كل مشاكل السودان ولكنها توفر فرصة فريدة وقوية لتحول وتمكين بلد تشتد حاجته لذلك، وبناء مستقبل أفضل في فترة ما بعد كوفيد-19.

اقرأ/ي أيضًا 

البرهان ووفد وزاري إلى الإمارات للقاء قيادتها ووفد من الإدارة الأمريكية

الشهيد عثمان محمد قسم السيد.. طالب وعامل يومية وحارس للمتاريس