13-أغسطس-2020

تتباين الروايات بخصوص المواجهات التي شهدتها منطقة تونج (الجزيرة)

إن ارتفاع عدد القتلى بين المواطنين والقوات الحكومية بمنطقة تونج بولاية واراب، يشير إلى أن حملة جمع السلاح من أيدي المدنيين التي كانت قد أعلنت عنها السلطات الحكومية أصبحت تواجه تحديات حقيقية، إن لم تكن قد انحرفت عن مسارها لتتحول إلى مواجهات دامية بين الطرفين، وصلت أعداد القتلى فيها حتى مساء الأمس حوالى الـ(127) بحسب تصريحات منسوبة للمتحدث الرسمي باسم الجيش الحكومي في جنوب السودان الجنرال لول رواي كونغ، وفي ظل تضارب الأسباب التي قادت إلى تلك المواجهات، لا تزال هناك مخاوف من أن تشن القوات التابعة للحكومة حملة ثأرية انتقامية بعد مقتل (55) من الضباط والجنود على يد الشباب المسلحين بالمنطقة.

تتباين الروايات بخصوص المواجهات التي شهدتها مقاطعة تونج الجنوبية بولاية واراب يوم الأحد المنصرم بين الجيش والشباب المحليين المسلحين

هذا وتتباين الروايات بخصوص المواجهات التي شهدتها المنطقة يوم الأحد المنصرم بين الجيش والشباب المحليين المسلحين بمقاطعة تونج الجنوبية بولاية واراب، فالبعض يحكي بأن الأحداث انفجرت حينما رفض مجموعة من الشباب الذين كانوا متواجدين بالسوق تسليم أسلحتهم للقوة الحكومية التي حاولت انتزاعها منهم مما تسبب في اشتباكهم معها، وقد دفع ذلك بقية الشباب الذين كانوا متواجدين حول المكان للانخراط في تلك المواجهات، وبعدها اتسعت موجة العنف لتعم القرى المجاورة، وفي اليوم الثاني تجمعت مجموعة من الشباب المسلحين وقامت بمهاجمة قاعدة للجيش بمنطقة (روميج) المجاورة، كما تعرض السوق الرئيسي بتلك المنطقة للنهب التام.

اقرأ/ي أيضًا: الصناعة والتجارة تكشف عن ضبط عشرات الشاحنات المحملة بالجلود المهربة

ويقول مدير شبكة جنوب السودان للأسلحة الصغيرة غودفري لوكي، إن القتال اندلع بين المواطنين والقوات الحكومية بمنطقة تونج بعد أن "نشبت خلافات بين الطرفين انتهت باعتقال أحد الشباب، والذي حاول الفرار من السجن لكنه قتل بعد إطلاق النار عليه، الأمر الذي أثار حفيظة بقية الشباب في المنطقة، مما قادهم لمهاجمة إحدى المراكز العسكرية يوم السبت المنصرم"

هذا وتدعم افادات المتحدثة الرسمية باسم الأمم المتحدة ستيفاني دوغاريك ما ذهب إليه غودفري بحسب المعلومات الواردة إليهم بواسطة بعثة قوة حفظ السلام المتواجدة بالمنطقة، والتي تشير إلى أن المواجهات المسلحة بين المواطنين والقوات الحكومية قد اندلعت نتيجة لسوء تفاهم بين الطرفين حول عملية جمع السلاح التي شرعت فيها الحكومة بالمنطقة كجزء من الالتزامات الخاصة بتنفيذ بنود اتفاق السلام الموقعة بين الحكومة و المعارضة في العام 2018.

اقرأ/ي أيضًا: الحكم المدني هل ينجو من قبضة العسكر؟

وبحسب مكوي مبيور، المدير التنفيذي لمقاطعة تونج الشرقية فإن الخلافات بدأت عندما أطلقت القوات الحكومية النار على شاب رفض الانصياع لمطالبة بنزع شريط قماشي كان يلفه حول رأسه، مما قاد أقارب القتيل لمهاجمة إحدى مراكز القوات الحكومية، مما قاد القوات الحكومية للانسحاب من المنطقة لتقليل حدة التوتر وامتصاص غضب الأهالي بعد مواجهات استمرت ليومين. 

حاكم واراب: سنقوم بإجراء تحقيق شامل للوقوف على أسباب القتال بين العساكر والمدنيين

من جهتها وعدت حكومة الولاية بإجراء تحقيق شامل وفوري للوقوف على الأسباب الحقيقة التي قادت للمواجهات بين المواطنين والقوة الحكومية التي تم إرسالها لنزع الأسلحة المنتشرة في أياديهم بمنطقة تونج، حيث أقرت الحكومة بحقيقة الأحداث المؤسفة كما توقعت ارتفاع أعداد القتلى.

وقال بونا بانيك بيار، حاكم ولاية واراب في تصريحات للإعلاميين: "سنقوم بإجراء تحقيق شامل للوقوف على أسباب القتال بين العساكر والمدنيين".

هذا وكانت القوات الحكومية قد أعلنت في تموز/يوليو المنصرم عن خطة لنزع السلاح من أيدي المواطنين بولاية واراب والمناطق المجاورة لها للتقليل من موجة العنف والهجمات المتبادلة بين مجتمعات المنطقة بسبب الثأر وغارات نهب الأبقار.

اقرأ/ي أيضًا: حاكم ولاية جونقلي يطالب بإعلان حالة الطوارئ بسبب الفيضانات

وأشار عدد من الناشطين المدنيين بأن حملة جمع السلاح التي بدأتها الحكومة بولاية واراب لن يكتب لها النجاح، وقد تواجه مقاومة كبيرة إذا ما فشلت الحكومة في تقديم الضمانات الكافية التي تضمن حمايتهم من التعرض للهجمات مرة أخرى إذا ما قاموا بتسليم أسلحتهم للحكومة طوعًا.

آلان ماكسويل: إن عملية جمع السلاح في جنوب السودان تتم بطريقة أشبه بالعمليات التي تشنها الحكومة ضد المتمردين في قساوتها

يقول كبير المحللين بمجموعة الأزمات الدولية آلان ماكسويل، عن التحديات التي تواجه عمليات جمع السلاح بجنوب السودان: "إن عملية جمع السلاح في جنوب السودان تتم بطريقة أشبه بالعمليات التي تشنها الحكومة ضد المتمردين في قسوتها، ولا تبدو كما لو أنها عملية عادية لجمع الأسلحة، لذلك يقوم المواطنون بمقاومتها".

اقرأ/ي أيضًا

أمطار وسيول قوية تجتاح "كبكابية" ووقوع ضحايا ودمار أحياء بالكامل

"بركان الغضب": رصد عشرات الآليات العسكرية الخاصة بالجنجويد في ليبيا