تظاهر المئات من الشبان/ات حتى الساعات الأولى من صباح السبت، في شوارع رئيسية بالعاصمة في ذكرى مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، التي أنهت الاعتصام المدني بواسطة قوات المجلس العسكري، في 3 حزيران/يونيو العام الماضي، وخلفت أكثر من (130) قتيلًا وإصابة (800) شخصًا على الأقل طبقًا لإحصائيات لجنة طبية مستقلة.
محتجون: نحن ملتزمون بالتباعد الجسدي لتفادي فيروس كورونا، ولايمكن أن نفوت ذكرى المجزرة دون أن نعبر عن حزننا ومطالبنا هي العدالة وتسريعها
وشملت الاحتجاجات شارع المعرض بحي بري شرق الخرطوم، حيث خرج المحتجون من الشباب/ات، منددين بتأخر نتائج التحقيق في مجزرة القيادة العامة، وشددوا على ضرورة الإسراع بالعدالة.
اقرأ/ي أيضًا: أهالي "شنقل طوباي" يودعون في موكب مهيب (57) شخصًا من ضحايا حادث الشاحنتين
وذكرت إحدى المشاركات في الاحتجاجات من حي بري شرق العاصمة الخرطوم "نحن نعلم التحديات التي تواجه حكومة الثورة، لكن لا شيئ أهم من القصاص. نريد العدالة ونريد القصاص لمن قتلوا الثوار".
فيما تجمع العشرات من الشبان/ات من حي الجريف والطائف والرياض شرق الخرطوم، وأضرموا النيران على إطارات السيارات في شارعٍٍ رئيسيٍ، مطالبين بالإسراع في الكشف عن نتائج لجنة التحقيق في فض اعتصام القيادة العامة.
وقالت دلال حيدر (28) عامًا لـ"ألترا سودان": "نحن ملتزمون بالتدابير الصحية لتفادي فيروس كورونا، لكن هذا يومٌ حزين، وقررت لجان المقاومة أن نحتج بطريقة مختلفة مع الالتزام بالبتاعد الجسدي لتفادي الفيروس".
ومع فرض حظر التجول في العاصمة الخرطوم لتفادي فيروس كورونا الجديد، وضعت لجان مقاومة حي أبو آدم جنوب الخرطوم، علاماتٍ بيضاء على الشارع الرئيسي لتحديد المسافة بين المحتجين، حتى يتمكنوا من التظاهر بالتزامن مع الإغلاق الكلي وفق ما أفاد أحد المحتجين لـ"ألترا سودان".
ويقول عبد المنعم ماجد (29) عامًا، إن "المحتجين في حي أبوآدم قرروا التظاهر على طريقتهم، مع إيصال رسائل تحدد الالتزام بالتباعد الجسدي بينهم، لذلك وضعنا علامات للتباعد حتى لا نفوت ذكرى فض اعتصام القيادة العامة".
وفي حي الشقيلاب جنوب الخرطوم على بعد (10) كلم من الكلاكلة اللفة، وضع محتجون إطارات قديمة على الشارع الرئيسي الذي يربط أقصى جنوب العاصمة مع وسطها، ورددوا هتافاتٍ تطالب بالقصاص من المتورطين في "مجزرة القيادة العامة ".
وتقول آلاء خوجلي (27) عامًا في حديث لـ"ألترا سودان" إن "إحياء ذكرى فض اعتصام القيادة العامة لن تمر بصمت، ولا بد من تذكير صانعي القرار بضرورة القصاص والعدالة، نحن نريد العدالة لمن قتلوا الثوار في صباح شهر رمضان".
وفي حي اللاماب جنوب الخرطوم، تظاهر المئات من الشبان والفتيات منذ وقتٍ مبكرٍ من الليل وحتى شروق الشمس، وأضرموا النار على الإطارات القديمة، تعبيرًا عن رفضهم لتأخر نتائج تحقيق فض اعتصام القيادة العامة، في حزيران/يونيو العام الماضي.
ويرى حسام علي (30) عامًا، وهو عنصرٌ فاعلٌ في الاحتجاجات، وأحد الناجين من مجزرة القيادة العامة، في حديث لـ"ألترا سودان" "نحن نعلم أن الوضع الصحي لا يسمح بالتظاهر والتجمع، لكننا نشعر بالحزن على الثوار الذين قتلوا في صباح شهر رمضان. إذا لم نحصل على العدالة لن تتوقف آلة القتل عن حصد المواطنين في شتى أنحاء البلاد، لأن استمرار القتل سببه إفلات الجناة من العدالة".
وفي شارع الديم الرئيسي المتصل بشارع القصر الرئاسي، أضرم محتجون النار على الإطارات القديمة وأغلقوا الشارع بالكامل، مع السماح بمرور السيارات، ورددوا هتافاتٍ تطالب بالقصاص من مرتكبي مجزرة القيادة العامة.
اقرأ/ي أيضًا: وزير الشؤون الدينية ينفي مخاطبة مجلس الوزراء للاعتراض على "القرّاي"
وقال فادي الصادق (23) عامًا لـ"ألترا سودان" : "الاحتجاج يأتي للمطالبة بالقصاص من الغدر الذي تعرض له الثوار في محيط القيادة العامة، ولن نكف عن هذه المطالب وعلى حكومتنا أن تعلم هذا الأمر جيدًا، وأن تكف قوى الحرية والتغيير عن الخلافات والتهديد بالانقسام، لأن الموجة القادمة ستطيح بهم".
وكان رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، قد أعلن في أيلول/سبتمبر العام الماضي، عن تشكيل لجنة تحقيقٍ في أحداث فض اعتصام القيادة العامة برئاسة المحامي نبيل أديب، على أن ترفع نتائج التحقيق خلال ثلاثة أشهر، ولكن اللجنة أرجأت النتائج لصعوبات لوجستية واجهتها.
نبيل أديب: اللجنة ستكشف نتائج التحقيق فور إنهاء الإغلاق الكلي في البلاد، ونحتاج إلى أسبوعين ما بعد الإغلاق
وفي نهاية نيسان/أبريل الماضي، أعلن رئيس لجنة التحقيق، نبيل أديب، أن اللجنة ستكشف نتائج التحقيق بعد إنهاء الإغلاق الكلي في البلاد، ويحتاج إلى أسبوعين ما بعد الإغلاق، بعد ما تلقت اللجنة شهادات شهود عيان ومقاطع فيديو توثق عملية فض الاعتصام.
اقرأ/ي أيضًا
في ذكرى المجزرة.. التحالف الحاكم يطالب "أديب" بتمليك الجماهير نتائج التحقيق
وزير الإعلام: ذكرى مذبحة فض الاعتصام في 3 يونيو وتعرفنا على مقابر شهداء رمضان