23-أكتوبر-2019

700 جندي مسجل غادروا المخيم بسبب الظروف القاسية ونقص الماء والطعام

الترا سودان – فريق التحرير

دفع نقص الطعام والإمدادات الطبية مئات من مقاتلي المعارضة في جنوب السودان، إلى ترك معسكرات التدريب التي أقيمت لتسجيلهم وتدريبهم بموجب اتفاق لإنهاء الحرب في ذلك البلد، بحسب ما ذكرت السلطات.

وتشكل عملية جمع المقاتلين في معسكرات بهدف تشكيل جيش موحد مؤلف من 83 ألف عسكري، إحدى ركائز اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في أيلول/سبتمبر 2018. لكن هذه العملية شهدت تأخيراً ونقصا في التمويل ما أعاق استعداد القوات.

ينام مئات الجنود تحت الأشجار ويضطرون إلى اللجوء إلى النوم مع السكان المحليين في أكواخهم الطينية

وتعتبر هذه المشكلة من العوائق الرئيسية مع اقتراب المهلة النهائية في 12 تشرين الثاني/نوفمبر لكي يشكل الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار وغيرهم من قادة المليشيات حكومة تقاسم سلطة. ففي واحد من أكبر مواقع تجميع عناصر المعارضة في قرية بانتيت بالقرب من بلدة أويل الشمالية، ينام مئات الجنود تحت الأشجار ويضطرون إلى اللجوء إلى النوم مع السكان المحليين في أكواخهم الطينية، والمعروفة باسم "التوكول"، عندما يهطل المطر.

اقرأ/ي أيضًا: في يومها الثالث.. الشعبية-شمال تنسحب من مفاوضات السلام

وصرح الجنرال نيكوديموس دينغ المسؤول عن المعسكر، لوكالة فرانس برس إنهم لم يتلقوا إمدادات غذائية منذ أكثر من شهرين. وقال دينغ "نفذ الطعام والآن لم يتبق لدينا أي طعام"، مضيفًا أن حوالي 700 جندي مسجل غادروا المخيم بسبب هذه الظروف.

وأضاف "نحن نعيش على طعام السكان المحليين، ونذهب للزراعة معهم ونجمع الفول السوداني من مزارعهم كوسيلة للبقاء على قيد الحياة".

وذكرت لجنة الرصد والتقييم المشتركة المكلفة بالإشراف على تنفيذ اتفاق السلام، أنه من بين 25 موقعًا مخصصًا لتجمع المعارضة، كان 24 موقعًا فقط عاملًا، ومن بين 10 ثكنات للقوات الحكومية، ستة منها فقط تعمل. ومع ذلك فقد استمرت عمليات التسجيل بينما لم يبدأ التدريب بعد.

وأكد وليام غالاغر رئيس هيئة مراقبة وقف إطلاق النار، لوكالة فرانس برس خلال زيارة لبانتيت أنه قد تم تسجيل القوات هناك. وقال "لكن للأسف، فإن العديد من الجنود الذين تم تسجيلهم فروا منذ ذلك الحين بسبب الظروف المعيشية غير المقبولة".

وأضاف "إنها مشكلة شديدة الخطورة للغاية يواجهها الآلاف والآلاف من الجنود وعائلاتهم، الآن في جميع أنحاء جنوب السودان في مواقع التجميع، فهم بدون طعام، ومعظمهم بدون ماء، وكلهم يفتقرون إلى جميع أشكال الأدوية وهم يائسون وغاضبون ولا يرون أي حل للمشكلة".

وتبرعت اليابان والصين بالمال لجلب الماء والأرز إلى مواقع التجمع، لكن المانحين الغربيين رفضوا تمويل العملية إذ يخشى الدبلوماسيون من استخدامها في عمليات التجنيد وبسبب نقص الشفافية المالية في جوبا.

وفي الوقت نفسه، أدى الوضع في الثكنات إلى الضغط على المجتمعات المحلية التي تجد هي نفسها صعوبات في البقاء على قيد الحياة.

اقرأ/ي أيضًا: نقل رئيس المكتب التنفيذي للنائب العام السابق في ظروف غريبة

وقال أجوك (50 عاماً) أحد سكان بانتيت "يوجد جنود هنا وليس لديهم ماء للشرب، وليس لديهم أوعية لجمع الماء، ولكننا نحن المضيفون نعاني كذلك، وعندما يمرض أطفالنا بالملاريا دائمًا لا نجد الدواء".

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي إنه على الرغم من تحسن الأمن الغذائي، فإن أكثر من نصف السكان ما زالوا يعانون من الجوع ويعتمد الملايين منهم على المساعدات الغذائية.

ووصل مشار إلى جوبا السبت لإجراء جولة أخرى من المحادثات مع كير في محاولة لإنقاذ اتفاق السلام، وحل القضية الأمنية والمسألة الشائكة المتمثلة في تحديد عدد الولايات وحدودها.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

إجراءات قانونية بحق 100 سوداني رحلتهم ليبيا إلى "دنقلا"

جامعة الخرطوم تستأنف الدراسة في 27 تشرين الأول