أعلنت المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي (BII) وهي المؤسسة المالية للتنمية في المملكة المتحدة عن ضخ استثمارات بقيمة (50) مليون دولار أمريكي في شركة "إنفيكتوس" للتجارة الشريك الرئيس المسؤول عن عمليات الاستيراد في "مجموعة دال".
عزت بريطانيا الاستثمار مع "مجموعة دال" إلى تحديات قد تواجه سلاسل إمداد الغذاء دون الخوض في التفاصيل
وأوضح بيان صحفي صادر عن المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي أن الهدف الأساسي من هذه الاستثمارات هو تمكين "مجموعة دال" من توفير الأغذية الأساسية خلال فترات الاضطرابات التي قد تصيب الأسواق العالمية أو عند مواجهة تحديات على مستوى سلاسل التوريد أو بسبب التغيرات المناخية التي تهدد الأمن الغذائي على نحو غير مسبوق في السودان – على حد تعبير البيان.
وقال السفير البريطاني في السودان جايلز ليفر في بيان صحفي: "يسعدني نجاح المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي المؤسسة المالية للتنمية في المملكة المتحدة، في ضخ أول استثماراتها في السودان". وأضاف: "أؤمن بأهمية هذا الاستثمار في الحفاظ على استمرارية أعمال أحد أهم القطاعات الاقتصادية خلال هذه الظروف الاستثنائية، بالإضافة إلى دوره في تسليط الضوء على التزام المملكة المتحدة المستمر بدعم الشعب السوداني وضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في السودان".
وأوضحت المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي أن هذا الاستثمار في إحدى الشركات الأفريقية المحلية، يجسد هدف المؤسسة لدعم الشركات المحلية المساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية.
وعلق رئيس ديوان الشركات في المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي ريتشارد بالمر قائلًا: "يسعدنا توفير الدعم لشركة إنفيكتوس للتجارة ومجموعة دال وتمكينهما من تحسين مستوى إمدادات الأغذية الأساسية لشعب السودان، تزامنًا مع استمرار التغيرات المناخية وتصاعد الأزمة الأوكرانية وتأثيرهما على مستويات النمو الاقتصادي وتعطيل سلاسل التوريد".
وقال رئيس مجلس إدارة شركة "إنفيكتوس للاستثمار" و"مجموعة دال" أسامة داوود عبد اللطيف: "يكتسب هذا التمويل الذي تقدمه المؤسسة البريطانية للاستثمار الدولي أهمية استثنائية نظرًا إلى دوره في توفير الإمدادات الغذائية المستدامة".
وتابع أسامة داوود: "ويسلط الضوء على جهودنا التاريخية طويلة المدى لضمان الأمن الغذائي لشعب السودان، والمساهمة في خلق تأثير إيجابي حقيقي ودائم عبر المجتمعات التي نعمل فيها".
وفي السياق نفسه، أوضح داوود أن "مجموعة دال" ستتمكن –بفضل هذا الاستثمار– من شراء (280) ألف طنًا من القمح سنويًا واستخدامه في تطوير المنتجات الغذائية الحيوية، ما يعني توفير أكثر من (20) مليار قطعة خبر للمجتمع السوداني – وفقًا لداوود.
وأشار البيان إلى أن التحديات الناجمة عن اتباع سياسات الاقتصاد الكلي وتنامي الصراعات وارتفاع نفقات التصدير عالميًا، بالإضافة إلى الظروف الاستثنائية المترتبة على التغيرات المناخية مثل الجفاف والفيضانات أدت إلى إحداث أزمة غذائية في السودان، حيث تقدر خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023 أن ما يصل إلى ثلث سكان السودان –نحو (11.7) مليون شخص– سيعانون من انعدام الأمن الغذائي عام 2023 – وفقًا للبيان.
وشرح البيان أسباب التعاون بين الطرفين قائلًا: "تتميز مجموعة دال بإرثها المؤسسي الذي يعود لأكثر من (70) عامًا في السوق السوداني، وتهتم الشركة بتوفير الأغذية الأساسية في السودان عبر شركتها الفرعية دال للأغذية".
ويحتاج السودان إلى (1.8) مليون طن من القمح سنويًا إذ يستورد (80%) من الاستهلاك المحلي، وفي هذا الاتفاق الذي أبرم بين "مجموعة دال" والهيئة البريطانية الاستثمارية فإن استيراد (280) ألف طن من القمح يعادل استهلاك شهر في السودان.
وإمدادات القمح المستورد إلى السودان محاطة بغموض شديد فيما يتعلق بالأسعار والتعاملات بين الحكومة ومصانع الغلال التي يتنافس فيها القطاع الخاص وشركات تابعة للمنظومة العسكرية في السودان.
وإذا حاول السودان التوسع في زراعة القمح محليًا فإنه بحاجة إلى استيراد الأسمدة بقيمة (75) مليون دولار سنويًا لإنتاج (800) ألف طن، وفي ظل قلة المعروض من العملات الصعبة فإن هذه الخطط غير موجودة رسميًا.
وأكد تحليل نشره برنامج الغذاء العالمي الشهر الماضي أن السودان سيحتاج إلى إنتاج (800) ألف طن إضافية أي نحو (160%) زيادة في الإنتاج من القمح سنويًا لتحقيق (50%) من الاكتفاء الذاتي من القمح. ولفت إلى أن تأثير دعم الأسمدة المقابل للزيادة بمقدار (40) ألف طن في الإنتاج يزيد زيادةً "هامشية" من الإنتاج.
وشركة "إنفيكتوس" الشريكة مع "مجموعة دال" برزت إلى السطح هذا العام بالتزامن مع إعلان رسمي لتوقيع عقد "ميناء أبو عمامة" بين "مجموعة أبوظبي" و"مجموعة دال" مع حكومة السودان.