02-يونيو-2023
تصاعد الدخان في الخرطوم جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع

(Getty) تدمرت العديد من المنشآت في الخرطوم جراء الاشتباكات المستعرة بين الجيش والدعم السريع

تأمل الولايات المتحدة الأمريكية في إعادة المسار السياسي في السودان، ولذلك بدأت بالدفع تجاه توقيع طرفي النزاع (الجيش والدعم السريع) على اتفاقات هدن، آخرها هدنة 28 أيار/مايو الماضي لخمسة أيام، ولم تصمد الهدنة لساعات وغلبت عليها الخروقات رغم هدوء الأوضاع في العاصمة السودانية الخرطوم وبعض المدن خلال الساعات الماضية.  

باحث دبلوماسي لـ"الترا سودان": "القتال في السودان ما يزال تحت السيطرة، ويمكن حصاره دبلوماسيًا قبل أن يستفحل بسبب التقاطعات الدولية"

وإزاء الخروقات المتعددة للهدن، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تريد أن تلمس جدية من الطرفين تجاه الالتزام بوقف إطلاق النار وتيسير مفاوضات في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية والتي تأتي ضمن مبادرة من الرياض لإيقاف القتال في السودان.

وتخشى واشنطن من إطالة أمد الصراع المسلح في السودان، وترى أن الخروقات المتكررة لاتفاقات وقف إطلاق النار وعددها (14) اتفاقية منذ بداية النزاع المسلح في منتصف نيسان/أبريل الماضي – ترى أن تلك الخروقات تمهد لحرب طويلة قد تمتد لسنين – بحسب الباحث الدبلوماسي عبدالمنعم الحسن. 

ويرى الحسن أن "القتال في السودان ما يزال تحت السيطرة ويمكن حصاره دبلوماسيًا قبل أن يستفحل بسبب التقاطعات الدولية".

ويضيف في حديث لـ"الترا سودان": "حال استمرار الصراع المسلح في السودان طويلًا؛ سيكون نموذجًا جديدًا لا مثيل له في الإقليم، في ظل ما نشاهده من صعوبة الأوضاع الإنسانية وخطورتها".

https://t.me/ultrasudan

وكانت قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) قد دعت طرفي النزاع المسلح في السودان إلى احترام اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار وفتح الممرات الآمنة لإنقاذ العالقين. 

ويأمل "المجلس المركزي" في أن تؤدي المباحثات في جدة إلى مرحلة "استعادة المسار السياسي" عقب إيقاف القتال بين الجيش والدعم السريع. 

ويوضح الباحث السياسي أحمد مختار أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم "إحياء العملية السياسية" المتعثرة منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي من خلال المبادرة السعودية، ولذلك تتدرج في عملية وقف إطلاق النار وصولًا إلى مرحلة المسار السياسي التي أوشكت بحسب المجريات في غرف التفاوض في جدة.

ويعتقد مختار أن الجيش السوداني "غير متحمس لإعادة العملية السياسية" بمسارها قبل منتصف نيسان/أبريل الماضي، خاصةً وأن واشنطن تتمسك بالدستور الانتقالي المقترح (مشروع دستور نقابة المحامين).

ويقول مختار إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تثبيت هدنة فعالة، ثم وقف دائم لإطلاق النار، يليه إطلاق المشاورات السياسية بمسارها قبل منتصف نيسان/أبريل الماضي، وتشكيل حكومة مدنية معترف بها من غالبية الأطراف. وأردف: "في السودان هناك مقاومة من أطراف مؤثرة في صناعة القرار لعودة العملية السياسية، ولذلك فإن هناك سيناريوهات متعددة تنتظر البلاد".

ويرى مختار أن السيناريو المرجح هو نجاح الوساطة السعودية الأمريكية في إيقاف القتال والانتقال إلى المشاورات السياسية وتشكيل حكومة مدنية. ويضيف مختار أن "السيناريو الثاني والأخطر هو فشل الوساطة السعودية الأمريكية بسبب أطراف مؤثرة في السودان" قال مختار إنها تسعى لحسم الصراع عسكريًا. وفي هذه الحالة ستطبق عقوبات على الأطراف التي تعرقل الاستقرار وقد تصل مرحلة القرارات الأممية في مثل هذه الظروف – وفقًا لمختار.