30-ديسمبر-2019

مركز علاج السرطان بالخرطوم (الطريق)

كشفت تقارير طبية عن تسجيل (40-50) حالة وفاة وسط العاملين بمستشفى الخرطوم للأورام "الذرة سابقًا" في الفترة من الأعوام (2000- 2019) من بينها ثلاث حالات وفاة وست حالات إجهاض وسط الممرضات وإصابة واحدة بالسرطان، فيما طالب العاملون بالمستشفى بتهيئة بيئة العمل ووقف الفساد المالي والإداري.

نفذ العاملون المنقولون من المستشفى والمنفصولون وقفات احتجاجية وقدموا مذكرات تطالب بإقالة الإدارة وإرجاع المفصولين إلى العمل بالمستشفى

ونفذ العاملون المنقولون من المستشفى والمنفصولون وقفات احتجاجية وقدموا مذكرات لوزارة الصحة الاتحادية والولائية، وطالبوا بإقالة الإدارة وإرجاع المفصولين إلى العمل بالمستشفى.

إقرأ/ي أيضًا: سودانيون يقاتلون في صفوف حفتر.. الإمارات تستثمر في إرث حرب دارفور

إجراء تعسفي

لم تدرِ فنية الأشعة العلاجية بمستشفى الخرطوم للأورام نوال أبشر، أن رحلة عملها التي امتدت لأكثر من عشر سنوات ستنتهي بالنقل التعسفي لمستشفى الأمراض الجلدية بمدينة أمدرمان بولاية الخرطوم، وتعود تفاصيل قضية نوال لكشفها عن تسجيل قراءات عالية صادرة من جهاز (T.L.D) عند قياسه بالطاقة الذرية ما يشكل خطورة لبعض زملائها العاملين بسبب التسرب الإشعاعي بقسم العلاج الإشعاعي بالمستشفى، تحذيرات نوال قابلتها إدارة المستشفى بإجراء أمني حيث تم اعتقالها ليومين وشكلت لها لجنة تحقيق بالمستشفى بعد إطلاق سراحها، وأُوقفت استحقاقاتها المالية منذ تاريخ اعتقالها في تموز/يوليو من العام الماضي وحتى الوقت الراهن.

ولم تكن نوال وحدها التي تعرضت للتشريد والنقل حيث اتخذت إدارة المستشفى إجراءات ممثالة ضد عشرات الكوادر الطبية والموظفين بسبب احتجاجهم على تردي بيئة العمل ومطالبتهم بمجانية العلاج وتحضير الجرعات الكيميائية في ظروف آمنة، بجانب مشاركتهم في الحراك الثوري الذي أدى إلى إسقاط النظام لكنه لم يؤدِ إلى إرجاع المفصولين والمنقولين تعسفيًا إلى مواقع عملهم الفعلية برغم حاجة المستشفى لخدماتهم.

 ويرى كادر التمريض الصادق الصديق، إن إجراءات الفصل والنقل التعسفي تمثل انتهاكًا صريحًا للحقوق وامتدادًا لفساد الإدارة السابقة. وشكا الصادق في حديثه لـ"الترا سودان" الأربعاء 25 كانون الأول/ديسمبر، من تردي بيئة العمل بالمستشفى وضعف الأجور، بالإضافة إلى وجود نقص في كادر التمريض وعدم تناسبه مع أعداد المرضى، مع انعدام التحفيز للعاملين وإلقاء أعباء إضافية عليهم، حددها في (تحضير جرعات العلاج الكيميائي)، وأوضح أن تلك المهمة ليست من اختصاص التمريض، وإنما من صميم اختصاص الصيادلة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد سنوات من "الضياع".. مستشفيات الخرطوم تعود للسلطة الاتحادية

وتمسك الصادق الصديق، بوجود تجاوزات معلومة تستدعي تكوين لجنة تقصٍ للوصول إلى الحقيقية الغائبة بدلًا عن كيل التهديدات بالنقل والفصل، ولفت إلى عدم تشكيل لجنة تحقيق من قبل الإدارة السابقة والحالية. وعلى الرغم من افتتاح غرفة العلاج الكيميائي، إلا أن آثار الفساد المالي والإداري ما زالت موجودة بالمستشفى ما يستدعي إصلاحات عاجلة، طبقًا لتعبيره.

فساد إداري

ومن جهتهم فنّد موظفون بقسم الإحصاء والحسابات بالمستشفى دعاوى عدم توفر الإمكانيات، بكشفهم عن تقاضي أحد الإداريين بالمستشفى راتبًا شهريًا يقدر بنجو (96) ألف جنيه من خزينة المستشفى، بجانب منحه بدل ميل (15) جالون بنزين، على الرغم من استغلاله سيارة المستشفى، بالإضافة إلى بدل إيجار للسكن وغيرها من المخصصات.

إصابات ومطالب

وكشفت تقارير حديثة صادرة عن العاملين بمستشفى الخرطوم للأورام سلمت لتجمع المهنيين السودانيين، عن تسجيل 40 إلى 50 حالة وفاة وسط العاملين بالمستشفى في الفترة من الأعوام (2000-2019)، وحسب التقرير فإن قسم التمريض يعد الأكثر تأثرًا لوقوع أعباء تحضير العلاج الكيميائي عليه، حيث سجل ثلاث حالات وفاة وست حالات إجهاض وسط الممرضات وحالة إصابة واحدة بالسرطان خلال العام الماضي، وشدد التقرير على أن تلك الإصابات تؤكد عدم مأمونية وسلامة تحضير الجرعات، مع مطالبة العاملين المتكررة بتوفير غرفة تحضير العلاج الكيميائي لتقليل المخاطر وضمان فاعلية الجرعات ومطابقتها للمواصفة.

حلول جزئية

واستفسر "الترا سودان" المدير العام لمستشفى الخرطوم للأورام  الدكتور أحمد عمر، الذي أقيل من منصبه خلال اليومين الماضين عن عدم  إدخال غرفة تحضير العلاج الكيميائي للعمل وتسجيل وفيات وحالات إجهاض وسط العاملين والعاملات بالمستشفى، إلا أنه قلل من حجم الأزمة بقوله "إن عملية تحضير الجرعات غير كافية للإصابة بالمرض"، ونفى تسجيل وفيات.

ضعف الميزانية وغياب استراتيجيات صحية

وحول تردي بيئة المستشفى أشار الدكتور عمر، إلى أنها في أفضل حالاتها واستشهد بنسب التردد العالية، واستدرك قائلًا: "هناك بعض الإشكالات تتطلب معالجات جذرية لتقليل الضغط على المستشفى الذي يستقبل مرضى الولايات ودول مجاورة"، وأقر في الوقت ذاته بضعف الميزانية المخصصة لعلاج السرطان، بجانب غياب الاستراتيجيات الصحية، وكشف عن عدم توفير الأجهزة، وقال إن غالبية الأجهزة بالمستشفى وفِّرت عبر الهبات والتبرعات، خاصة من الصندوق العربي للاستثمار وهيئة الطاقة الذرية.

اقرأ/ي أيضًا: بعد التراجع عن رفع الدعم.. الحكومة تعلن عن مؤتمر اقتصادي قومي في 2020

وأشار المدير العام السابق إلى أن الوزارة دفعت بحلول وصفها بالجزئية تمثلت في التفاوض مع كوادر التمريض والصيادلة لضمان استمرار تجهيز العلاج الكيميائي بالطريقة الصحيحة، وحول تنصل الصيادلة وإلقاء العبء على كادر التمريض، نوه عمر، إلى أن قانون الصيدلة والسموم يلزم الصيادلة بتحضير العلاج الكيميائي في غرفة التحضير المعقمة فقط، وأضاف: "يحاسب الصيدلي حال إخلاله بالقانون".

وكان السجل القومي للسرطان وهو جهة حكومية تابعة لوزارة الصحة الاتحادية، اعترف بعدم وجود إحصائيات واضحة للإصابة بالسرطان في السودان، وأن الأرقام المرصودة حاليًا تقديرية وأنه لا يوجد رقم حقيقي.

كشفت وزارة الصحة بالخرطوم في وقت سابق عن تسجيل 12 ألف إصابة بالسرطان سنويًا، وحذرت من أوضاع كارثية

وكانت وزارة الصحة بولاية الخرطوم قد كشفت عن تسجيل (12) ألف حالة إصابة بالسرطان سنويًا، ورأت أن ذلك ينذر بتفجر أوضاع كارثية وسط المرضى والعاملين بالحقل الصحي حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه.

 

إقرأ/ي أيضًا

لجنة المعلمين تُسير موكب "القصاص" بالتزامن مع النطق بالحكم في قضية أحمد الخير

بلغت قيمتها نحو 12 مليون جنيه.. بيع سيارات تعود لأسرة صلاح قوش