الترا سودان - فريق التحرير
أظهر مقطع فيديو قصير تم نشره مؤخرًا اشتراك جنود سودانيين في المعارك التي تدور حاليًا في ليبيا بين قوات الجيش الليبي التابع لحكومة الوفاق وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وكان الجيش السوداني قد نفى مرارًا اشتراك أي من قواته في الحرب الدائرة في ليبيا.
يعرض المقطع المنشور على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مشهد أسيرين سودانيين باللباس العسكري على ظهر عربة عسكرية
ويعرض المقطع المنشور على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" مشهد أسيرين سودانيين باللباس العسكري على ظهر عربة عسكرية كانا يقاتلان في صفوف قوات حفتر ضد الحكومة الليبية، يتم استجوابهما، وكان السؤال الموجه لهما بواسطة مصور الفيديو: "من أين أنتم"، أجاب أحد الأسرى "من دارفور" مشيرًا إلى أن رفيقه الآخر أيضًا من دارفور.
اقرأ/ي أيضًا: إلغاء امتيازات شركات وهمية للتنقيب عن الذهب وضبط مخالفات
وبتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر الجاري قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ومقره جنيف، إن ثمة "انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان" ارتكبها "مرتزقة سودانيون" يقاتلون في ليبيا بجانب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، متهمًا الإمارات بالتعاقد معهم. وأضاف المرصد أن المرتزقة الذين تم أسرهم في المعارك ويقاتلون في صفوف حفتر ينتمون لقوات الدعم السريع السودانية وحركة متمردة أخرى، وأنهم لديهم خبرة قتالية اكتسبوها من الحرب الدائرة في إقليم دارفور منذ العام 2003.
واتهم فريق التحقيق التابع للجنة العقوبات الدولية بالأمم المتحدة في وقت سابق من العام 2019، قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو بإرسال ما يقرب عن (1000) جندي للقتال بليبيا في صفوف قوات حفتر.
ونفى الفريق أول عبد الفتاح البرهان في لقاء مع قناة الجزيرة بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، مشاركة أي جندي من الجيش السوداني في الحرب الدائرة في ليبيا، مرجحًا أن تكون القوات المقصودة تتبع لما أسماه "مجموعات بحكم وجودها خارج السودان كانت تعمل مع مختلف الأطراف، وربما عملت مع خليفة حفتر أو غيره". وأضاف البرهان في ذات اللقاء، أنه ربما كان من يقاتلون مع حفتر هم من الحركات المسلحة، وأن الحركات السودانية المسلحة حينما انسحبت من السودان ذهبت إلى ليبيا، مؤكدًا أنهم في الحكومة سمعوا بوجود قوات تتبع لتلك الحركات تقاتل في صفوف حفتر وأخرى تقاتل في صفوف حكومة السراج.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرًا في 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري يفيد بتدفق مئات المرتزقة السودانيين للقتال في صفوف حفتر ضد حكومة الوفاق الليبية، ونقلت الصحيفة عن المرتزقة إفادتهم بأن القتال في صفوف حفتر هو وضع مؤقت، وهم ينتظرون العودة للسودان لقتال الحكومة الانتقالية التي أسقطت حكم المخلوع البشير. وأضافت الصحيفة أن المرتزقة أفادوا بعملهم في تسهيل تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
وتنظر محكمة سودانية هذه الأيام في قضية يتهم فيها قائد برتبة عقيد ينتمي لإحدى الحركات المسلحة، وآخر هارب ينتمي للدعم السريع، بتجنيد مرتزقة سودانيين للقتال في صفوف خليفة حفتر بليبيا. وتثير إفادة الأسيرين السودانيين بمقطع الفيديو المنشور مؤخرًا، بأنهم من دارفور، دون القول إنهم هم من السودان، الشكوك في انتمائهم لإحدى الحركات المسلحة أو لقوات الدعم السريع.
غرد أحد المعلقين على مقطع الفيديو: "شعوب أفريقيا أمة واحدة، الرجاء سحب قوات الدعم السريع من ليبيا"
وتفاعل العديد من المتداخلين مع مقطع الفيديو المنشور على حساب باسم "عماد فتحي" على تويتر، وغرد أحد المتداخلين، "شعوب أفريقيا أمة واحدة، الرجاء سحب قوات الدعم السريع من ليبيا"، مضيفًا أن وجود قوات سودانية تقاتل الليبيين في صفوف خليفة حفتر هو جريمة ترتكبها دولة خارج حدود سيادتها، وأن الأمر يهدد الأمن القومي التونسي، مختتمًا تعليقه بالوسم (#السودان_تحديات_الفترة_الانتقالية). بينما قال متداخل آخر إن الفيديو قديم مضى عليه أكثر من ثلاثة أشهر.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، إن تدخل مقاتلين من السودان في ليبيا يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن البلاد.
اقرأ/ي أيضًا:
ليس من بينهم امرأة.. أسماء 14 حاكمًا للولايات وخلفياتهم الحزبية
الدفاع يسلم مرافعاته الختامية للمحكمة في قضية مقتل الأستاذ "أحمد الخير"