19-فبراير-2024
يقيم العديد من المواطنين بمعسكرات النزوح منذ اندلاع الحرب في إقليم دارفور

تعيش الأسر في معسكرات مؤقتة على الحدود قبل الوصول إلى معسكرات اللجوء (Getty)

قال برنامج الأغذية العالمي إن الصراع في السودان يؤثر على تشاد وجنوب السودان، وذلك مع نزوح آلاف الأسر واضطرارها لعبور الحدود إلى هذه الدول بشكل مستمر.

وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، من أن ما لا يقل عن (25) مليون شخص يعانون من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في الوقت الذي ترسل فيه الأزمة في السودان موجات صادمة إلى جميع أنحاء المنطقة.

المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا: إن الأطفال والنساء الذين يعبرون إلى جنوب السودان أو تشاد يعانون من الجوع ويصلون بلا موارد

وزار المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا، مايكل دانفورد مدينة الرنك الحدودية بجنوب السودان، حيث يتواجد حوالي نصف مليون من الفارين من النزاع في السودان. وقال دانفورد: "بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، لا نرى أي علامات على أن عدد الأسر الهاربة عبر الحدود سوف يتباطأ". وأضاف: "إن الأطفال والنساء الذين يعبرون إلى جنوب السودان أو تشاد يعانون من الجوع ويصلون بلا موارد"، بحسب تعبيره.

وارتفعت معدلات الجوع وسوء التغذية الحاد في السودان منذ اندلاع الصراع. وقال تقرير سابق إن ما يقرب من (18) مليون شخص في جميع أنحاء السودان يواجهون "جوعًا حادًا"، ويعاني حوالي (3.8) مليون طفل سوداني دون سن الخامسة من سوء التغذية. معظمهم محاصرون في مناطق القتال الدائر حيث يكافح برنامج الأغذية العالمي ووكالات الإغاثة الأخرى من أجل الحفاظ على إمكانية الوصول المستمر. أما أولئك الذين يستطيعون الفرار يفرون إلى أماكن مثل جنوب السودان أو تشاد، مما يزيد من الأوضاع الإنسانية الصعبة بالفعل في كلا البلدين.

وأعلنت دولة تشاد الجمعة الماضية حالة طوارئ غذائية في جميع أنحاء أراضيها، وذلك مع تصاعد أعداد اللاجئين السودانيين في تشاد التي تقدر بأكثر من نصف مليون لاجئ ممن عبر إلى أراضيها خلال (10) أشهر بسبب الحرب الطاحنة التي تدور في السودان.

وكشف تقرير الوكالة الأممية عن أن حوالي (40%) من الأطفال اللاجئين الذين تم جلبهم إلى عيادة الطوارئ في أحد مخيمات الاستقبال في تشاد يعانون من سوء التغذية الحاد. وتعين على برنامج الأغذية العالمي أن يعطي الأولوية للموارد الشحيحة للوافدين الجدد على اللاجئين الموجودين من قبل هناك، لأن الكثير من الوافدين الجدد يعبر الحدود بلا شيء. وقال التقرير: "هذا يعني أن اللاجئين الموجودين من قبل لم يعودوا يتلقون المساعدة، لكنهم ليسوا بالضرورة في وضع أفضل من أولئك الذين يصلون اليوم".

وبحسب برنامج الأغذية العالمي، ينضم الذين يصلون اليوم إلى جنوب السودان إلى عائلات تعاني بالفعل من انخفاض حصص الإعاشة والجوع الشديد. ويتزايد سوء التغذية بسرعة بين الأطفال الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة. وتشير الاتجاهات التي لاحظها برنامج الأغذية العالمي إلى أن ما يقرب من (4%) من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعبرون الحدود إلى جنوب السودان يعانون من سوء التغذية عند وصولهم. ولكن هذا الرقم يرتفع إلى (25%) بين الأطفال في مركز العبور في الرنك بالقرب من الحدود بين السودان وجنوب السودان، مما يشير إلى أنه كلما أمضى الناس وقتًا أطول في المخيمات المؤقتة، زاد احتمال إصابتهم بسوء التغذية.

وقال دانفورد: "ما لم يتم حل هذا الصراع، ومنح الوكالات الإنسانية حق الوصول دون قيود، وتلقي التمويل، فإن هذه الأزمة سوف تتفاقم". وشدد: "نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على تقديم الدعم للعائلات في السودان لتجنب تحول أكبر أزمة نزوح في العالم إلى كارثة جوع مع اقترابنا من موسم العجاف".

وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن كارثة المجاعة المدمرة تقترب مع ارتفاع أسعار الاحتياجات الغذائية والتغذية في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد. وقال إن المساعدات الإنسانية تعتبر أمرًا حيويًا، ومع ذلك يواجه برنامج الأغذية العالمي فجوة تمويلية تبلغ حوالي (300) مليون دولار أمريكي خلال الأشهر الستة المقبلة.

يذكر أن غرفة طوارئ بحري كانت قد أعلنت صباح اليوم الإثنين، توقف كافة المطابخ الجماعية التي كانت تقدم خدماتها في المدينة عن العمل، وذلك نتيجة لانقطاع شبكات الاتصالات التي كانت تلعب دورًا فاعلًا في عمليات تنسيق انسياب المساعدات، إضافة إلى شح المواد الغذائية بالمدينة، مؤكدة عجز متطوعي الغرف عن الاستمرار في إبقاء عمل المطابخ الجماعية التي يعتمد عليها السكان العالقون في مناطق الاشتباكات. وأشارت غرفة طوارئ بحري إلى حدوث وفيات عديدة وسط المواطنين بالعاصمة نتيجة للجوع، ونوهت أن توقف عمل المطابخ يهدد مئات الآلاف من المواطنيين المدنيين المحاصرين