أصوات الاشتباكات المتقطعة في بعض جبهات القتال بالعاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة، لا تمنع المواطنين من البحث عن الحياة، وذلك من خلال شراء الضروريات، أو حتى مغادرة المدن الساخنة بحثًا عن حياة جديدة.
حركة نزوح نشطة من بعض مناطق الجزيرة لتدهور الوضع الأمني
ودخلت الحرب بين الجيش والدعم السريع في الشهر التاسع، وأدت إلى نزوح قرابة عشرة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وتوقف الحياة العامة في العاصمة ومدن دارفور والجزيرة وبعض مناطق كردفان.
الطيران الحربي كان قد وجه ضربات كبيرة ضد تجمعات قوات الدعم السريع الأحد الماضي، خاصة جنوب ولاية الجزيرة. ويقول شهود عيان إن هذه القوات تلقت ضربة كبيرة.
وقالت نهى، وهي متطوعة في غرف إنسانية بولاية الجزيرة، إن هناك حركة نشطة للمواطنين للسفر إلى خارج الولاية، غالبًا إلى عطبرة في ولاية نهر النيل ومدينة بورتسودان. تضيف: "الحافلات تنقل الناس بشكل يومي".
وترى نهى أن الناس يفكرون بطريقة إيجابية أثناء الحرب للبقاء على قيد الحياة، لأن الضغوط النفسية قد تعصف بهم، لذلك يضعون خيارات للانتقال إلى الولايات أو دول الجوار. والملاحظ أن السودانيين "يحيون الأمل عنوة دون مساعدة تذكر من أي طرف دولي"، تضيف نهى.
ومع انسداد أفق الجهود السلمية دوليًا إزاء حرب السودان، ربما تشهد الأيام القادمة معارك ضارية حسب تصريح قائد حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وزير المالية في الحكومة القائمة بولاية البحر الأحمر، والذي أعلن الإثنين استعداد قواته للانخراط مع قوات الجيش لتحرير مدينة ودمدني الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
في الخرطوم عاش السكان ليلة هادئة وفقًا لمحمد عوض الذي يقيم في حي الصحافة جنوب العاصمة، مع بعض أصوات الرصاص التي تأتي من مناطق بعيدة نسبيًا.
وساعدت عودة شبكة الاتصالات والإنترنت سكان العاصمة الخرطوم على استئناف التواصل بعد انقطاع دام ليومين عن جميع الشبكات العاملة في السودان.
يقول محمد عوض لـ"الترا سودان" إن الاشتباكات تقتصر على المدافع طويلة المدى بين الطرفين، وخطورتها في بعض الأحيان أنها تسقط على بعض المنازل، لكن الاشتباكات المباشرة لم تحدث في المنطقة منذ شهور طويلة.
وتخضع مناطق واسعة في الخرطوم لسيطرة قوات الدعم السريع، فيما يتركز تواجد الجيش في محيط القيادة العامة والمدرعات والمهندسين. ويقول مراقبون عسكريون إن الجيش بحاجة إلى الاستعداد لخوض معارك برية محمية من سلاح الطيران لاستعادة السيطرة على أحياء الخرطوم.