يزور وزير الخارجية السوداني المكلف، السفير علي الصادق إيران اليوم الإثنين حسب ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، ويجري خلال اللقاء اجتماعات مع بعض المسؤولين في طهران.
يستبعد محلل دبلوماسي عودة العلاقات بصورة كاملة بين السودان وإيران
تأتي زيارة وزير الخارجية السوداني لطهران في أعقاب لقاء جمع رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع الرئيس إبراهيم رئيسي في المملكة العربية السعودية في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وذلك على هامش القمة العربية الإسلامية التي استضافتها الرياض. اللقاء بين الزعيمين السوداني والإيراني تم بعد قطيعة استمرت ثماني سنوات.
كما تأتي اللقاءات التي سيجريها الوزير السوداني في طهران بالتزامن مع حرب يخوضها الجيش ضد قوات الدعم السريع. وقالت وكالة بلومبيرغ إن إيران زودت السودان بالطائرات المسيرة.
تحركات السودان تجاه طهران تأتي بعد قطيعة ثماني سنوات بين البلدين أغلقت إثرها طهران سفارتها في العاصمة الخرطوم وبعض المراكز الثقافية والدينية، ويمكن قراءة هذه التحركات بأنها "براغماتية" وفقًا للباحث في الاقتصاد السياسي مصعب عبد الله.
يعتقد مصعب عبد الله في حديث مع "الترا سودان" أن السودان وإيران حاليًا وجدا نفسيهما في "أرضية مشتركة" وفق لغة المصالح بين البلدين، كل يريد من الآخر أن يفعل شيئًا من أجل الآخر. خاصة مع شعور رئيس مجلس السيادة الانتقالي والجيش أن هناك أطراف إقليمية تقوم بتوفير الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، ويعتقدون أن الجيش من حقه البحث عن مصالح تحمي المؤسسة العسكرية والبلاد.
لم تتحدث إيران بشكل صريح حتى الآن عن دعمها للسودان، لكنها لم تعلق على التقارير التي تحدثت عن تزويد السودان بالطائرات المسيرة سلبًا أو إيجابًا.
ويقول مصعب عبد الله إن زيارة وزير الخارجية المكلف إلى إيران تأتي في المستوى الثاني، أي أن الزيارة لم ترتق إلى مستوى رئيسي البلدين. بالتالي لا تزال طهران لديها بعض التحفظات، أو ربما حتى الشروط لتعود العلاقة إلى إطارها القديم.
بالمقابل يستبعد الباحث في الشؤون الدبلوماسية أحمد السيد لـ"الترا سودان" عودة العلاقات بين السودان وإيران بـ"الطريقة الكاملة" التي كانت سائدة قبل العام 2017، حينما قرر الرئيس المعزول عمر البشير قطع العلاقات مع طهران في تحالفه مع المملكة العربية السعودية.
ويقول السيد إن إيران لم ترفض التواصل مع المسؤولين السودانيين بعد الحرب لأنها تريد أن تكون في هذا "المشهد الساخن" في المنطقة، وهو مشهد الحرب والصراع في البحر الأحمر.
وأضاف: "حاول نظام البشير في أواخر شهوره أن يستعيد العلاقة مع طهران، لكنها رفضت وسألت المسؤول السوداني الذي زار طهران آنذاك عن الأسباب التي دعت السودان إلى قطع العلاقات".