23-يونيو-2023
تظاهرات ضد قوات الدعم السريع

تظاهرات سابقة ضد الدعم السريع (أرشيفية - Getty)

تظاهر مئات المواطنين اليوم الجمعة في العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجًا على انتهاكات قوات الدعم السريع باحتلال المنازل والمراكز الصحية وارتكاب جرائم الاغتصاب، فيما ينفي متحدثون باسم هذه القوات هذه الاتهامات.

خرج العشرات في أم درمان غربي الخرطوم وهم يهتفون "لا تهاون يا برهان، بل بالهاون" في إشارة إلى الحسم العسكري

وخرج العشرات في حي وسط مدينة أم درمان غربي الخرطوم وهم يهتفون "لا تهاون يا برهان، بل بالهاون" في إشارة إلى الحسم العسكري للحرب التي تدور في سبع ولايات سودانية بما في ذلك العاصمة الخرطوم.

ولم يتمكن الجيش والدعم السريع من إقرار هدنة جديدة في اليومين القادمين، وقالت وكالة "رويترز" الخميس إن الوفد الأمريكي عاد إلى واشنطن لإعادة المباحثات والعودة "بأفكار جديدة"، بسبب ضعف اتفاقات وقف النار التي أقرها الطرفان منذ أيار/مايو الماضي.

وفي حي "الكلاكلة" جنوب الخرطوم هتف مئات المواطنين "جيش واحد، شعب واحد" عقب صلاة الجمعة اليوم، ونددوا بالانتهاكات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع.

https://t.me/ultrasudan

وفي شارع رئيسي بالكلاكلة "القبة"، ردد المتظاهرون "جيش واحد شعب واحد" في خطوة تهدف إلى مساندة الجيش وإنهاء هذه الحرب المستمرة منذ (62) يومًا، وأدت إلى نزوح مليوني شخص داخليًا ولجوء (600) ألف شخص إلى دول الجوار، نصفهم إلى مصر.

وبينما كان يتظاهر المواطنون في حي الكلاكلة جنوب الخرطوم، كانت الشوارع خالية من الوجود العسكري، إذ شهدت هذه المنطقة في الأسبوعين الماضيين قتالًا عنيفًا بين الجيش والدعم السريع، بعد أن استهدفت قوات حميدتي السيطرة على مصنع "اليرموك" للذخائر وحاولت الاستيلاء على معسكر قوات الاحتياطي المركزي في جنوب الخرطوم.

وتعد الانتهاكات المتصلة باحتلال المنازل وتحويلها إلى "ثكنات عسكرية" وسرقة السيارات ونهب المقتنيات الثمينة من المنازل وجرائم الاغتصاب والعنف الجنسي بحق (53) امرأة على الأقل من الاتهامات التي تلاحق الدعم السريع، لا سيما في العاصمة الخرطوم.

لكن متحدثون باسم الدعم السريع ينفون هذه التهم، ويقولون إنها تأتي من جهات تستهدفها لتشويه صورتها. وفي رسالة صوتية قبل ثلاثة أيام قدم قائد الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي – قدم اعتذارًا للسودانيين بسبب الأوضاع الإنسانية التي نتجت عن الحرب.

وكانت تنسيقيات لجان المقاومة في مدينة الخرطوم قد نفت صلتها بـ"دعوة المدنيين العزل إلى مواكب لمواجهة مليشيا الدعم السريع والاصطدام معها". وقالت في تصريح بالأمس إن المواكب والتظاهرات في الوقت الحالي تمثل "تهديدًا مباشرًا لحياة المواطنين". وأضاف التصريح: "ترفض لجان المقاومة دعوات التحشيد والتجييش مع أي جانب لحث المواطنين لمواجهة أطراف مسلحة".

وتأتي هذه التظاهرات عقب تعثر توقيع هدنة بين الجيش والدعم السريع، وانعكاس الهدنة الأخيرة على طاولة المحادثات بسبب ما شهدته من خروقات بحسب دبلوماسيين في "منبر جدة" بالمملكة العربية السعودية.

ويقول الجيش إن الدعم السريع يستغل الهدنة ويعمل على "إعادة التموضع العسكري" لشن هجمات جديدة، فيما قالت لجان مقاومة اللاماب جنوب الخرطوم إن قوة من الدعم السريع تمركزت في حي قريب من سلاح المدرعات أثناء الهدنة الأخيرة.

ومن ناحيتها، تتهم قوات الدعم السريع الجيش بخرق الهدنة الموقعة بين الجانبين.

وقال عمران من حي "الكلاكلة" والذي شارك في التظاهرات اليوم الجمعة لـ"الترا سودان" إنه شارك للضغط على الدعم السريع لإيقاف الانتهاكات التي قال إنها تتمثل في احتلال المنازل ونهبها وارتكاب العنف الجنسي بحق الفتيات والسيدات. "إذا لم نخرج ونرفض هذه الانتهاكات وهذه الحرب، فستلاحقنا داخل منازلنا" – يبرر عمران.

تظاهرات مؤيدة للجيش في القضارف
تظاهرات مؤيدة للجيش في القضارف (فيسبوك)

فيما قالت مدينة التي تقيم في حي يقع شمال أم درمان لـ"الترا سودان" إن آلاف المدنيين في حي دار السلام من أولئك الذين رفضوا النزوح، يتعرضون لانتهاكات من قوات الدعم السريع، وهي عناصر تستقل دراجات نارية وتقوم بترويع المواطنين. وأضافت: "أصبحنا لا نفضل الهدن، لأنها تعني تزايد حالات النهب واقتحام عناصر الدعم السريع للمنازل بغرض نهب السيارات".