05-يونيو-2023
علق العديد من المدنيين في العاصمة الخرطوم التي تشهد اشتباكات عنيفة (Getty)

انتشرت العديد من الشهادات على مواقع التواصل عن احتلال الدعم السريع للعديد من المنازل في الخرطوم (Getty)

مع انتهاء الهدنة الأخيرة التي أقرها الجيش والدعم السريع في 28 أيار/مايو الشهر الماضي، أصبح الوضع مفتوحًا على احتمالات متعددة باشتعال المعارك العسكرية أو الذهاب إلى مفاوضات جديدة لتوقيع "هدنة صارمة".

في مدينة أم درمان وتحديدًا في شارع الأربعين "الشهيد عبدالعظيم أبوبكر"، بدت الأوضاع أفضل عقب سيطرة وحدات من الجيش على هذه المنطقة. المنازل التي تطل على هذا الشارع الحيوي كانت شبه خالية من السكان، لكن بعض المارة كانوا يتسترون بالصمت للتحرك لقضاء الاحتياجات.

اشتكى مواطنون تحدثوا لـ"الترا سودان" من اقتحام قوات الدعم السريع منازلهم وإقامتهم بها

قالت إحسان (25 عامًا) وهي تحزم حقائبها لتغادر حيًا عريقًا في مدينة أم درمان، في حديث لـ"الترا سودان"، إنها تركت مكتبتها ودراجتها لأنها لا تستطيع شحنها وهي على سفر طويل، حيث تنوي مع عائلتها التوجه إلى مصر.

ومع توسع رقعة القتال في العاصمة السودانية، يبدو أن الجيش تمدد في الأحياء والشوارع الرئيسية الساعات الماضية، مع تراجع "كبير" لقوات الدعم السريع.

الأسبوع الماضي شنت قوات الدعم السريع هجمات عسكرية قرب مناطق واقعة قبالة منطقة وادي سيدنا العسكرية التابعة للجيش، والتي تضم أحد أكبر المطارات العسكرية في السودان، لكن الجيش "بعد معارك ضارية" أجبر قوات الجنرال حميدتي على التراجع. ومع ذلك فإن بعض الأحياء في مدينة أم درمان تقع تحت قبضة قوات الدعم السريع، حيث اقتحمت بعض منازل المواطنين.

قالت تالية التي فرت من منزلها بحي النخيل في أم درمان، في حديث لـ"الترا سودان": "احتلت قوات الدعم السريع منزلنا في حي النخيل. نحن نجونا بأعجوبة ونشعر بالحسرة على اقتحام منزلنا، لكن ماذا نفعل؟ نأمل أن نعود يومًا ونعيد ترتيب المنزل".

وتنتقد جماعات حقوقية ومنظمات المجتمع المدني في السودان اقتحام واحتلال قوات الدعم السريع منازل المدنيين في العاصمة.

ونددت شبكة الصحفيين السودانيين بهذا السلوك وطالبت قوات الدعم السريع بالكف عن الانتهاكات بحق المدنيين وإخلاء المقرات المدنية، بما في ذلك مقر المتحف القومي بالخرطوم.

قال نادر (50 عامًا)، والذي وصل إلى ولاية سودانية هاربًا من الحرب في الخرطوم: "أسكن في حي جبرة جنوب العاصمة. عندما نزلت من الطابق العلوي وجدت قوات الدعم السريع في شقة صغيرة، جميعهم مدججون بالسلاح. وكانوا قد سمحوا لنا بالمغادرة، ولكن لا نعرف مصير سياراتنا وممتلكاتنا".

https://t.me/ultrasudan

وكان الوسطاء السعوديون والأميركيون تعهدوا في محادثات جدة بين الجيش والدعم السريع بالعمل على إخلاء الأحياء السكنية من القوات العسكرية، لكن فشل الهدنة الأخيرة أدى إلى تعليق المفاوضات حتى الآن.

ذكر محمد الأمين -وهو ناشط حقوقي- في حديث لـ"الترا سودان"، بأن هناك انتهاكات واسعة ارتكبتها قوات الدعم السريع باحتلال منازل المواطنين في العاصمة السودانية.

وتابع: "تلقينا تقارير مزعجة عن مغادرة غالبية سكان حي الحلة الجديدة والقوز الأسبوع الماضي منازلهم، وذلك بالتزامن مع المعارك العسكرية في مطبعة العملة".

وأضاف: "وثقنا مغادرة بعض السكان لمنازلهم في الحلة الجديدة قرب محطة أبوحمامة غرب العاصمة، والواقعة تحت سيطرة الدعم السريع".

وطلب مراسل "الترا سودان" من مستشار قائد الدعم السريع يوسف عزت الإجابة على الأسئلة حول الاتهامات باحتلال قوات الدعم السريع بعض منازل السكان في العاصمة، لكنه لم يرد.

وتنفي قوات الدعم السريع احتلال منازل المواطنين في العاصمة السودانية الخرطوم، وتتهم عناصر النظام البائد بإطلاق هذه الاتهامات.

يوضح أحمد في حديثه لـ"الترا سودان" أنه يشعر بالإحباط لأنه فقد ممتلكاته التي أسسها بجهد سنوات من العمل والكد

لكن "الترا سودان" حصل على شهادة مواطن يقيم في شقة سكنية في مبنى يقع بحي المعمورة في شارع رئيسي قريب من شارع الستين شرق العاصمة الخرطوم، حيث أفاد هذا المواطن بسيطرة قوة من الدعم السريع على شقته السكنية في مبنى يتكون من أربعة طوابق.

يوضح أحمد في حديثه لـ"الترا سودان" أنه يشعر بالإحباط لأنه فقد ممتلكاته التي أسسها بجهد سنوات من العمل والكد، وفي نهاية الأمر اقتحم جنود يرتدون زي الدعم السريع شقته السكنية وبعثروا مقتنياته، وحاليًا يقيمون في هذه الشقة.

بينما قالت عزة التي تقطن حي الأزهري، في حديث لـ"الترا سودان"، إن قوة من الدعم السريع اقتحمت منزلهم وأطلقت الرصاص على النوافذ الزجاجية، كما استولوا على سيارة شقيقها، حيث كانوا قد غادروا المنزل قبل وصول هذه القوات.