16-فبراير-2024
الفريق أول شمس الدين كباشي

الفريق ركن شمس الدين الكباشي

في تصريحات تصعيدية بين الطرفين المتحاربين في السودان، أوصد نائب القائد العام للجيش وعضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق ركن شمس الدين الكباشي الباب أمام الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وذلك من قاعدة عسكرية في كوستي بولاية النيل الأبيض التي وصل إليها مؤخرًا.

في رؤيته السياسية التي طرحها قبل أربعة أشهر طلب حميدتي تكوين جيش موحد ووضع معيار الثقل السكاني

وقال الكباشي مخاطبًا الضباط والجنود في القاعدة العسكرية بمدينة كوستي بولاية النيل الأبيض الواقعة على بعد حوالي (500) كيلومترًا غربي العاصمة الخرطوم : "دمج تاني مافي.. ترتيبات أمنية قصيرة وإذا لم يعجبه فليذهب".

 وذلك في إشارة لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو.

جاءت تصريحات الكباشي بالتزامن مع عمليات عسكرية اتسعت نطاقها في أم درمان وبابنوسة بولاية غرب كردفان وولاية الجزيرة.

 وتتكون قوات الدعم السريع وفقا لإحصائيات غير رسمية من (100) ألف مقاتل قبل الحرب التي اندلعت في منتصف نيسان/أبريل 2023، وتسيطر على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، كما تسيطر هذه القوات على أجزاء من العاصمة الخرطوم.

 ويعتقد الباحث في الشأن السياسي مصعب عبد الله في حديث لـ"الترا سودان"، أن تصريحات الكباشي في كوستي وسط الضباط والجنود جاءت ضمن حملات عسكرية يقوم بها الجيش لخوض معارك كبيرة في عدة محاور.

ويرجح عبد الله وجود اتجاه داخل الجيش فيما يتعلق بإغلاق باب الدمج أمام قوات الدعم السريع، وذلك لأن القوات المسلحة لديها مخاوف جدية من أن دمج قوات بهذا العدد قد ترجح كفتها داخل المؤسسة العسكرية، بالتالي يمكن في أي لحظة إعلان التمرد أو حدوث انشقاق يؤدي إلى تجدد الحرب.

وفي الرؤية السياسية التي كان قد طرحها في تشرين الأول/أكتوبر 2023، اقترح حميدتي تكوين جيش موحد على أسس الكثافة السكانية للأقاليم السودانية.

وتعثرت ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي شارك فيها مدنيون وعسكريون من الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل 2023 قبيل اندلاع الحرب بأيام قليلة في الوصول إلى نقاط مشتركة بشأن دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة، ورفضت الأخيرة مقترحًا من الدعم السريع بتنفيذ العملية خلال (10) أعوام.

 ودفع هذا المقترح نائب القائد العام الفريق ركن شمس الدين الكباشي إلى تكرار رفض الجيش مرة أخرى من القاعدة العسكرية في كوستي الخميس: "لا عشرة أعوام لا خمسة أعوام ترتيبات عسكرية قصيرة المدى فقط".

 وتواصل "الترا سودان" مع ضابط سابق يحمل رتبة بالجيش أنهى خدمته العسكرية قبل سنوات قليلة، واستفسره حول هذه التصريحات الصادرة المتعلقة بإغلاق باب الدمج والتوجه نحو الترتيبات القصيرة.

ضابط متقاعد بالجيش: الجيوش عادة لا تخطط للحديث عن دمج قوات شبه عسكرية تسيطر على أجزاء من البلاد، بما في ذلك العاصمة المركزية، فالحديث هنا يكون عن ضرورة توجيه ضربة قاسية لـ"المتمردين"

 يوضح هذا الجنرال مشترطًا عدم نشر اسمه في حديث لـ"الترا سودان" أن الجيوش عادة لا تخطط للحديث عن دمج قوات شبه عسكرية تسيطر على أجزاء من البلاد، بما في ذلك العاصمة المركزية، فالحديث هنا يكون عن ضرورة توجيه ضربة قاسية لـ"المتمردين"، والاستحواذ على المناطق الاستراتيجية مثل العاصمة والمدن الأخرى، على أن يكون التفاوض مع "المتمردين" وهم في أضعف حالاتهم على الترتيبات الأمنية وفق منظور الجيش، وليس من منطق طموح سياسي لقائد هذه المجموعة المتمردة.

قبيل اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع، تبادل الجنرالان - البرهان وحميدتي- في ذلك الوقت التصريحات أمام ورشة الإصلاح الأمني والعسكري في الخرطوم، فبينما ذهب البرهان إلى أهمية توقف الجيش عن دعم الدكتاتوريات تحدث دقلو حول ضرورة تكوين جيش موحد.