اتهم مشروع قرار أمريكي لأعضاء بمجلس الشيوخ، قوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية في إقليم دارفور خلال الحرب الجارية بينها والجيش السوداني.
طالب القرار بالاعتراف بأن أفعال قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في دارفور هي أعمال إبادة جماعية
القرار يطالب بالاعتراف بأن أفعال قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ضد المجتمعات غير العربية في دارفور هي أعمال إبادة جماعية. وأشار أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إلى تقرير مرصد الصراع السوداني الذي تموله الولايات المتحدة الأمريكية، والذي قال إن قوات الدعم السريع التي تسيطر على أربع عواصم من أصل خمس في دارفور، قامت بمحاصرة المدن وتدمير القرى وأجرت عمليات اعتقال خارج نطاق القضاء، ومارست القتل والعنف الجنسي ضد جماعات المساليت والفور والزغاوة.
كما لفت مشروع القرار إلى تقارير صحفية استقصائية عن الفظائع التي وقعت في حزيران/يونيو 2023 في مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور، والتي وُصفت بأنها "واحدة من أكثر الحوادث عنفًا في تاريخ المنطقة". وأوضحت هذه التقارير أن "قوات الدعم السريع شبه العسكرية والميليشيات المتحالفة معها طاردت السكان من غير العرب"، وأفاد الناجون أن الانتماء لمجموعة المساليت "كان بمثابة حكم بالإعدام".
يذكر أن تقرير مرصد الصراع السوداني كان قد أكد في تموز/يوليو من العام الماضي، أن هناك أدلة على أن قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها تورطوا في عمليات "تدمير شامل ومنهجي" استهدف ما لا يقل عن (26) مجتمعًا محليًا في دارفور، كما شاركوا في التهجير القسري لما لا يقل عن (668) ألف مدني، إلى جانب تخريب البنية التحتية المدنية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
ولفت المرصد الذي أنشأته الحكومة الأمريكية في حزيران/يونيو من العام الماضي، إلى عمليات اعتقال وقتل خارج نطاق القضاء استهدفت الرجال والفتيان في دارفور. وقال إن قوات الدعم السريع وحلفاءها هم من ارتكبوها. وأكد مرصد الصراع السوداني أن هذه القوات انخرطت في أعمال عنف جنسي على "نطاق واسع"، مع تسجيل عشرات حالات الاغتصاب المبلغ عنها، مشيرًا إلى أنه "من شبه المؤكد أن الأرقام المسجلة أقل من الأرقام الحقيقية التي قُدرت بالآلاف" - حد قوله.
وقال مرصد الصراع في السودان إن الانتهاكات الموثقة في التقرير والمنسوبة إلى قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها، تخرق العديد من نصوص القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف ونظام روما الأساسي الذي يتضمن أحكام الإبادة الجماعية.
وسلط التقرير الذي اطلع عليه "الترا سودان" الضوء على ما وصفها بـ"محاولات منهجية" من قبل قوات الدعم السريع للسيطرة على المدن الرئيسية في جميع أنحاء دارفور وحصارها، وكشف عن "تدمير متعمد" للقرى الواقعة على طول مسار هذه القوات، قائلًا إن ذلك يؤدى إلى التهجير القسري للسكان المدنيين ويمنعهم من العودة.
وأشار إلى أن المجتمعات التي تعرضت لهجمات قوات الدعم السريع تتشكل بالأساس من "المساليت" وغيرها من الجماعات غير العربية في دارفور، بما في ذلك "الفور" و"الزغاوة".