24-أكتوبر-2021

إغلاق كامل لوسط العاصمة السودانية في ذكرى 21تشرين الأول/أكتوبر

إبان الحراك الثوري لثورة ديسمبر المجيدة، تناقلت وسائل الإعلام المختلفة مشاهد من الحراك السوداني في الشارع يسبقها الهتاف والأشعار الثورية، ولا زالت صور الشهداء محفورة على جدران الوطن، إلى جانب قضية مصابي الثورة.

وخلف الثورة السودانية وكل حراك ثوري ينتظم المشهد السياسي يقف جيش أبيض صامت يعمل بهدوء من خلف الكواليس. وإبان الموجة الأولى لجائحة كورونا والثانية التي اجتاحت العالم ككل، كان الجيش الأبيض السوداني يعمل في ظروف صحية بالغة التعقيد.

استعداد شامل وخطة صحية محكمة في ذكرى 21 تشرين الأول/أكتوبر تضمنت عربات إسعاف وُزِّعت على المناطق الطرفية وداخل المركز

التقرير التالي يسلط الأضواء على الجيش الأبيض السوداني، مستعرضًا أبرز المواقف التي صاحبت مواكب استرداد الحكم المدني الخميس الفائت، فإلى مداخل التقرير.

اقرأ/ي أيضًا: مئات الآلاف يتظاهرون لحماية الانتقال الديمقراطي في السودان

خطة صحية شاملة

أعلنت وزارة الصحة ولاية الخرطوم في تعميم صحفي جاهزيتها لاستقبال الحراك الشعبي تزامنًا مع ذكرى ثورة 21 تشرين الأول/أكتوبر، وكشفت الوزارة عن إنشاء مركز عمليات الطوارئ بغرض التنسيق والاتصال بين جميع الإدارات المعنية لضمان فعالية الخطة الصحية للتعامل مع الإصابات الجماعية.

وتحسبًا لصعوبة الحركة داخل ولاية الخرطوم، خصصت وزارة الصحة ثلاثة مخازن لإمداد المستشفيات بكل مدينة.

والتقى "الترا سودان" بوالدة مصاب بمواكب الخميس الفائت ونشير لها بالاسم الأول أماني، حيث وصفت حالة الاستعداد الطبي والرعاية التي تلقاها ابنها بالممتازة، وتضيف أن الأطباء قاموا بالواجب كاملًا قبل وصول العائلة للمستشفى. مؤكدة أن الأطباء حيث يتلقى الابن العلاج على تواصل دائم مع العائلة. لتختم حديثها قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل على من سبب الأذى لكل شاب أعزل خرج مدافعًا عن قضية وللتعبير عن الرأي".

قضية إنسانية

كما أعلنت الوزارة عن تعاملها مع (35) إصابة خلال الحراك الثوري بنهاية الأسبوع الفائت، تفاوتت ما بين اختناقات بالغاز المسيل للدموع وإصابات بعبوات الغاز المسيل للدموع وأعيرة مطاطية وأخرى نارية.

وفي سياق متصل، تحدث المصاب الصحفي أحمد حمدان لـ"الترا سودان"، موضحًا تعرضه لإصابة في الرأس بمقذوفة غاز مسيل للدموع ونتج عنها خياطة الجرح بستة غرز. مؤكدًا استقرار حالته الصحية بعد إجراء كافة الفحوصات الطبية اللازمة.

اقرأ/ي أيضًا: 4 وفيات بكورونا و64 حالة إصابة جديدة

وقال حمدان إن الإصابة وقعت جوار مبنى البرلمان بمدينة أم درمان، وأكمل حديثه بأنه تلقى الإسعافات اللازمة بحوادث مستشفى أم درمان، مبينًا أن نائب المدير الطبي للمستشفى حضر للاطمئنان على صحته. وبحسب أحمد حمدان فإن عدة سيارات إسعاف كانت متواجدة في شارع الأربعين تحسبًا لوقوع إصابات محتملة.

 سخّر الجيش الأبيض جلَ خدماته وانفقوا من جيوبهم الخاصة لتقديم الخدمات تحت ظروف بالغة التعقيد

جيش ذو قلب واحد

ويعمل الأطباء في السودان تحت ظروف بالغة التعقيد، تتمثل في انهيار المنظومة الصحية وانعدام أو ندرة المعينات الطبية. وهو ما يحدثنا عنه بالافادة التالية أحد مصابي ثورة ديسمبر المجيدة أحمد بابكر.

يقول بابكر إن الجيش الأبيض سخر جلَ خدماته وانفقوا من جيوبهم الخاصة لتقديم الخدمات للمريض. ويشرح بالقول: إن النظام الصحي بالسودان يعاني انهيارًا يتزامن مع وقفة الأطباء على قلب رجل واحد، إبان الأزمات الصحية التي شهدها السودان وأثناء جميع المواكب الثورية التي انتظمت بالبلاد.

تفاصيل من 21 تشرين الأول/أكتوبر

وتواصل عطاء الجيش الأبيض منذ اللحظة الأولى لانطلاق ثورة ديسمبر المجيدة إلى آخر موكب ثوري جاب شوارع الخرطوم والولايات. وللتعليق حول القضية عن قصة جيش يعمل في صمت ومن وراء الكواليس التقى "الترا سودان" بعضو لجنة أطباء السودان المركزية سعد النور الذي أفادنا بقوله إن العمل الميداني الأخير كان في وقتٍ ما يعد حلمًا، في إشارة إلى تعنت مؤسسات الدولة إبان الحكم العسكري الديكتاتوري.

ومضى قائلًا: "بالماضي كنا نعلن عن عدم تبعية الإسعافات المنتشرة بالحراك الثوري لنا. اليوم أصبحنا أكثر تحكمًا في جميع الإسعافات". مؤكدًا لـ"الترا سودان"، عن اجتماع جميع الأجسام الطبية مع مكتب الطوارئ بوزارة الصحة ولاية الخرطوم.

وأكمل النور قائلًا إن الاستعدادات لمواكب 21 تشرين الأول/أكتوبر بدأت قبل يومين، مؤكداً توفير الدولة لجميع المعينات والتسهيلات اللازمة، واصفًا ما حدث بالتعاون ذو المستوى العالِ.

وتابع حديثه بالقول إن الاستعدادات شملت العيادات الميدانية بحي "بانت" بمدينة أم درمان والعيادات الكبيرة المتحركة بمدينة الخرطوم. وأشار إلى أن المراكز الصحية فتحت أبوابها لاستقبال المصابين للمرة الأولى، مثل مركز "الضوء حجوج" الذي استقبل الخميس الفائت ثلاث حالات.

 فتحت المراكز الصحية أبوابها لاستقبال المصابين في الموكب للمرة الأولى منذ بداية الحراك الثوري

وأردف: "كانت الأجسام الطبية ترفع التقارير لغرفة الطوارئ وتتحرك حسب الحاجة" مشيدًا بهيئة الاستشاريين لتقديم ما يلزم من تدخل طبي بمختلف التخصصات، وإن كانت استشارة هاتفية، وقال: "ما زلنا على تواصل مع الهيئة في حالة ظهور أمر طارئ".

ولم يرصد التقرير إلا جانبًا ضئيلًا من تضحيات الجيش الأبيض، الذي أكد أعضاؤه لـ"الترا سودان"، أنهم لا ينتظرون شكرًا وإنما هو الواجب والقضايا الإنسانية التي تأتي في المقام الأول.

اقرأ/ي أيضًا

الصحة الاتحادية تحدد مستشفيات لاستقبال إصابات قد تنتج من مليونية الخميس

مبادرة "حاضرين" تسلط الضوء على مجزرة القيادة العامة بتوثيق مفصل