22-أبريل-2024
مطابخ شرق النيل الجماعية

يعتمد العالقون في شرق النيل على المطابخ الجماعية

صفوف الطعام في منطقة شرق النيل التي يعتمد بعض المدنيين فيها على المطابخ الجماعية الطوعية تجسد مأساة الحرب التي تدخل عامها الأول، مخلفة مقتل (14) ألف شخص ونزوح (8.6) مليون شخص ووضع مصير (25) مليون شخص -وهم يشكلون نصف سكان البلاد- على حافة المجاعة.

توقف القوافل التجارية بين شندي وشرق النيل وعمليات النهب تهدد مطابخ شرق النيل الجماعية

تعمل مطابخ شرق النيل في توفير الطعام لعشرات الآلاف من السكان، وتمكن المتطوعون خلال عام الحرب السودانية "ترسيخ هذه التجربة" عبر العمل المستمر، كما يقول المتطوع أحمد زايد، متحدثًا عن وجود نشاط كبير لتوسيع المطابخ التي وصلت إلى (150) مقرًا فرعيًا.

يشرح زايد معاناة المواطنين في الحصول على الطعام لأن الأسواق قربهم قد تكون متوقفة بسبب الوضع الأمني ونزوح التجار والمتعاملين وصعوبة تدبير المال لشراء الغذاء، مع انقطاع خدمات الاتصالات في العاصمة الخرطوم منذ أكثر من شهرين.

وأجبرت الحرب غالبية سكان العاصمة الخرطوم على ترك منازلهم حسب ما صرح قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في لقاء مع ولاية الخرطوم منتصف نيسان/أبريل الجاري، حينما زار مدينة أم درمان التي تقع أجزاء واسعة منها تحت سيطرة الجيش.

ويرى زايد في حديث لـ"الترا سودان" أن وضع أوانٍ في صفوف قرب المطابخ الجماعية يضمن للمواطنين الحصول على حصة من الوجبات اليومية، وهذا النظام يتيح للجميع أخذ نصيبهم من الغذاء اليومي مثل العدس والأرز والفاصوليا والفول المصري.

وفي ظاهرة جديدة قد تزيد من معاناة المدنيين في شرق النيل، بدأت عناصر من الدعم السريع عمليات النهب لمراكز تقوم بتشغيل شبكة الإنترنت عبر جهاز "ستارلنك" في مناطق حلة كوكو والحاج يوسف شارع واحد، وهي من المناطق المأهولة بالسكان.

ويقول مصعب محجوب أحد متحدثي غرفة طوارئ شرق النيل، لـ"الترا سودان"، إن الوضع العام في محلية شرق النيل يمضي من "سيء إلى اسوأ"، وقال إن انقطاع الاتصالات يحول دون الحصول على تحويلات مالية عبر المحافظ الإلكترونية، إلى جانب انقطاع الكهرباء الذي تسبب في انقطاع المياه لتوقف الآبار التي تعتمد على الطاقة.

وأضاف: "البدائل هي الوقود، لكن الأسعار باهظة جدًا، ويباع لتران من الجازولين بسعر (100) ألف جنيه".

وتابع محجوب قائلًا: "بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة توقفت القوافل التجارية بين شرق النيل وودمدني، وعندما غير التجار وجهتهم إلى شندي اعترضت عصابات مسلحة طريق الشاحنات التجارية، وجميع الشاحنات تعرضت إلى النهب، ولذلك توقف التجار عن هذا النشاط".

وقال مصعب محجوب إن توقف التجار من ممارسة النشاط التجاري ونقل السلع يأتي خوفًا على أموالهم عقب انتشار العصابات المسلحة التي تنهب الشاحنات والسلع معًا تحت تهديد السلاح بين شندي ومحلية شرق النيل.

متحدث غرفة طوارئ محلية شرق النيل: المحلية تضم ثلاثة أسواق صغيرة شبه متوقفة لعدم وصول القوافل التجارية منذ ثلاثة أسابيع

وأوضح مصعب محجوب أن محلية شرق النيل تضم ثلاثة أسواق صغيرة شبه متوقفة لعدم وصول القوافل التجارية منذ ثلاثة أسابيع، وهذه اللحظات اسوأ من تاريخ اندلاع الحرب لتوقف سلاسل الإمداد وانعدام الكهرباء والمياه والاتصالات.

وأردف: "مستخدمو ستارلنك يتعرضون إلى النهب من عناصر الدعم السريع التي تطلب من المواطنين فتح التطبيقات البنكية وتحويل المال تحت تهديد السلاح".

وأضاف: "ظهرت عملية نهب موسعة لأجهزة ستارلنك في مناطق حلة كوكو والحاج يوسف شارع واحد من عناصر تابعة للدعم السريع". وزاد: "الحياة في شرق النيل وصلت مرحلة غير ممكنة".

وأردف: "هناك قصف عشوائي في مناطق الجريف شرق، وقبل يومين توفي ستة أشخاص من عائلة واحدة، كما تفي شخصان في حي الهدى جراء مقذوفات طائشة، وقبل أسبوع سقطت قذيفة في سوق قُمر بالجريف شرق، حيث توفي مواطن وأصيب ثلاثة من أسرته".

وقال مصعب محجوب إن السكان حاليًا في حالة نزوح لانعدام أساسيات الحياة في شرق النيل إلى جانب ارتفاع مستوى الجرائم وعمليات النهب. وشدد: "المطابخ المشتركة التي تدعم من غرف الطوارئ معرضة للتوقف".

وقال محجوب إن جزءًا كبير من المطابخ الجماعية توقفت في محلية شرق النيل لعدم توفر التمويل وعدم وجود مياه الشرب لطهي الطعام للمدنيين.