09-مايو-2022
وقع على المبادرة الأخيرة العديد من قيادات الإدارة الأهلية ورجال الدين

وقع على المبادرة الأخيرة العديد من قيادات الإدارة الأهلية ورجال الدين

وقَّعت أكثر من (100) من الكيانات السياسية والمجتمعية والدينية والإدارات الأهلية والقوى الشبابية على "الإعلان الوطني لدعم السيادة والانتقال الديموقراطي" نهار اليوم الاثنين بقاعة الصداقة بالخرطوم، واصفين إياها بأنها تأتي "دعمًا للسيادة الوطنية والانتقال الديموقراطي" في البلاد.

وقّعت الأجسام على المبادرة الأخيرة ضمن قائمة طويلة من المبادرات؛ "استشعارًا لأبعاد الأزمة السودانية في ظل الاختراق الكبير للسيادة الوطنية" وفقًا لمسودة الإعلان

ووفقًا لمسودة الإعلان، فإن الموقعين من القوى السياسية المدنية والشبابية والمجتمعية والأهلية والطرق صوفية؛ وقّعوا استشعارًا منهم بأبعاد الأزمة السودانية في ظل الاختراق الكبير للسيادة الوطنية، وكذلك رغبة منهم في مناهضة كل ما يؤدي لزعزعة الأمن والاستقرار، وللإسهام بفاعلية في بناء مستقبل السودان الحر الأبي بتحقيق التوافق الوطني عبر حوار سوداني سوداني يراعي المصلحة العليا للبلاد وخصوصية مجتمعها، بحسب ما ورد في الوثيقة.

أبرز نقاط الإعلان

وتواثق الموقعون على الإعلان الوطني لدعم السيادة والانتقال الديمقراطي على العمل المشترك باتساق كامل بين الكيانات الموقعة  للحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها والاصطفاف الوطني الجامع في جبهة عريضة داعمة للسيادة الوطنية والانتقال الديموقراطي، وتهيئة المناخ المناسب للحوار والمعزز للتوافق للوصول للانتخابات ورد السلطة للشعب، كما تواثقوا على دفع صناع القرار لدعم مسار الانتقال الديمقراطي عبر التوافق الوطني، بالإضافة إلى الترحيب بالوساطة الدولية وفقا لمبدأ السيادة الوطنية والحياد تجاه كافة المكونات السياسية والمجتمعية.

ويقود مبادرة الإعلان الوطني لدعم السيادة والانتقال الديموقراطي،  رئيس حزب بناة المستقبل فتح الرحمن محمد فضيل، وهو قياديٌ سابق بحزب المؤتمر الوطني المحلول، وعضو قيادي في "حركة الإصلاح الآن" وممثلها في برلمان حكومة الحوار الوطني التي أسقطتها الثورة السودانية في 11 نيسان/أبريل 2019، قبل أن يؤسس حزب بناة المستقبل أواخر العام 2019.

وإلى جانب حزب بناة المستقبل، ضمّت المبادرة حزب التجديد الديمقراطي، وحزب الأمة القيادة الجماعية، والاتحادي الديمقراطي المكتب القيادي، واتحاد الفونج القومي.

ومن جانب الإدارات الأهلية وقّع المك عجيب، ممثل الإدارة الأهلية بولاية الخرطوم والشيخ قريب الله الصابونابي منسق الطرق الصوفية، والشيخ محمد مصطفى عبدالقادر، ممثل الدعوة السلفية ورئيس مجمع الرشاد الإسلامي، والقس أنجلو الزاكي أنجلو، رئيس كنيسة المسيح السودانية.

كما ضمت المبادرة مجموعة من الكيانات الشبابية، حيث وقّع كل من تحالف لجان الثورة المستقل "تلاحم"، وحركة لجان المقاومة "حلم"، وغيرها من الكيانات الشبابية والسياسية والأهلية.

ويقول رئيس اللجنة التمهيدية للمبادرة فتح الرحمن فضيل، في تصريح لـ"الترا سودان" بأن مبادرة الإعلان الوطني تقوم على توافق الحد الأدنى لمجموعات سياسية واجتماعية وثورية حول السيادة الوطنية والانتقال الديموقراطي. 

https://t.me/ultrasudan

ويضيف فضيل: "نرفض التدخل الخارجي وكذلك نرفض أي صيغة جاهزة للتسوية السياسية تأتي من الخارج، ولكن نقبل الوساطة". وأوضح أنه خلال لقائه بوفد المبعوثين الدوليين الذي زار السودان الأسبوع الماضي، علم بوجود مسودة ستقدم للاتفاق عليها، مشيرًا إلى أن الاجتماع التحضيري الذي دعت له الآلية الثلاثية تم تأجيله، حيث كان يفترض أن يستمر  ليومين، ما يؤكد أن هناك اتفاقًا جاهزًا سيتم التوقيع عليه، أو ستُجرى عليه تعديلات طفيفة.

وأوضح رئيس اللجنة التمهيدية للمبادرة لـ"الترا سودان"، أن رؤيتهم تقوم على أن مسودة الحل يجب أن تطرح من طرف سوداني وليس طرفًا خارجيًا، وأن الدعوة يجب أن تقدم أيضًا من طرف سوداني. ويقترح فضيل أن تكون القوات المسلحة هي هذا الطرف، باعتبارها هي التي تسلمت السلطة من النظام السابق.

وقطع فضيل بأنهم يرفضون تسليم السلطة لأي جهة، إلا التي تدعوها القوات المسلحة لهذا الحوار، وليس لجهة مدعوة من الخارج. ولا يمانع فضيل من أن تكون هناك رقابة أو وساطة دولية.

ما حقيقية الاجتماع التحضيري؟

أثار الاجتماع التحضيري الذي دعت له الآلية الثلاثية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد -أثار ردود أفعال متباينة بين القوى السياسية، حيث أعلن حزب المؤتمر السوداني والبعث العربي الاشتراكي رفضهم المشاركة فيه، بينما رحب به حزب الأمة القومي، الأمر الذي كشف عن تباين واضح في مواقف قوى الثورة من العملية السياسية التي تقودها الآلية التي أوضحت أنها تطمح لتيسير حوار سوداني - سوداني برعاية أممية وإقليمية.

وفي بيان صادر عن المكتب التنفيذي، اشترطت قوى الحرية والتغيير أن يفضي الاجتماع إلى إنهاء الانقلاب العسكري وتحقيق مطالب قوى الثورة، واشترطت للمشاركة فيه وضع إجراءات تهيئة المناخ موضع التنفيذ لخلق مناخ جديد خالٍ من العنف والاعتقالات، وحماية المدنيين لتمكين الحركة الجماهيرية من المشاركة في العملية السياسية في مناخ حر وسلمي.

الواثق البرير لـ"الترا سودان": التباين في بيانات قوى إعلان الحرية والتغيير تمت معالجته في الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي

ونفى الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، أن يكون هناك تباين في الرؤية بينهم وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن العملية السياسية. وأقر البرير في تصريح لـ"الترا سودان"، بوجود  تباين خلال البيانات السياسية، لكنه أكد بأن الأمر تمت معالجته في الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي الأحد.

وأضاف البرير في حديثه لـ"الترا سودان"، بأن هناك لغطًا واسعًا حول الاجتماع التحضيري لا يستند على حقيقة. وأشار إلى أن الاجتماع تحدثت عنه الآلية الثلاثية في مؤتمرها الصحفي الأخير، دون أن تدعو له القوى السياسية أو تستشيرها حوله، وزاد: "الآلية لم تدعُ لأي ملتقىً، ونحن كقوى سياسية لم توجه لنا دعوة ولا يعرف أحد مكان الملتقى ولا زمانه، وهو أمر أطلقته الآلية دون أن تحسم أمرها، لأن ذلك لم يتم بمشاورة القوى السياسية أو دعوتها أو حتى تحديد أجندة أو أطراف". ونفى البرير أن يكون هناك تباين حول الملتقى التحضيري ، لأنه لا يوجد من الأساس، وأنه لا صحة للأنباء المتداولة والتي تقول بأن الملتقى تم تأجيله بسبب التباين حوله.

جدل حول البعثة الدولية والسيادة الوطنية

يتبنى الموقعون على الميثاق موقفًا رافضًا لدور البعثة الأممية لدعم الانتقال "يونيتامس"، وقدموا نقدًا لدورها، إذ يرون أنها تتدخل في الشأن الداخلي وأن دورها يمس بالسيادة الوطنية ويتهمونها بالانحياز، وترفض المبادرة أن تتولى البعثة الدعوة إلى الحوار أو تحدد أطرافه وموضوعاته.

وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال في السودان والممثل الخاص للأمين العام فولكر بيرتس، قد أكّد غير مرة في تصريحات صحفية أن البعثة ليس لها أي موقف حيال نتيجة العملية السياسية، موضحًا أنها شاملة للجميع وستتم دعوة كافة أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين بما في ذلك الحركات المسلحة والأحزاب السياسية والمجتمع المدني والمجموعات النسائية ولجان المقاومة، للمشاركة في العملية السياسية التي تتولى الأمم المتحدة تيسيرها لدعم أصحاب المصلحة السودانيين للتوصّل إلى توافق بشأن كيفيّة المضي قدمًا من أجل البلاد لمعالجة الجمود السياسي الحالي وتطوير مسار نحو الديمقراطية والسلام، وأكّد بيرتس أن الأمم المتحدة ستبقى ملتزمة بدعم تحقيق تطلعات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة.

اعتبر رئيس رئيس اللجنة التمهيدية للمبادرة توقيع أكثر من (100) من الكيانات نوعًا من الوفاق الذي سيساعد الجهة التي تدعو للحوار

ويعتبر فضيل  توقيع  أكثر من (100) من الكيانات نوعًا من الوفاق، وأنه سيساعد الجهة التي تدعو للحوار في أن الدعوة ستكون لكتلتين أو ثلاثة، بدلًا عن دعوة المئات من الكيانات. معتبرًا أن هذا سيسهل الحوار السوداني - السوداني، ويدعم الفترة الانتقالية. 

وحول خطوتهم المقبلة يقول فضيل بأنهم سيجرون اتصالات بقيادة القوات المسلحة وتسليمها رؤيتهم لإطلاق حوار لا تتولى الدعوة إليه الوساطة الثلاثية، وإنما القوات المسلحة، وأنه يجب أن يشمل هذا الحوار الجميع، عدا حزب المؤتمر الوطني.

مبادرات بلا جدوى

من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية، البروفيسور حسن علي الساعوري، بأن هناك خللًا في المبادرات المتعددة التي تملأ الساحة السياسية اليوم، وأوضح في حديثه لـ"الترا سودان"، بأن قادة الأحزاب السياسية ليس لديهم شيء يقدمونه للبلاد، وأنه لولا ذلك لما تدخلت أمريكا والترويكا والإيغاد. مشددًا على أن هناك تقصير من قبلهم قاد إلى التدخل الخارجي.

برفيسور العلوم السياسية حسن الساعوري: الأحزاب السياسية ليس لديها تقدير للظروف التي يمر بها السودان

ويشير الساعوري إلى أن الأحزاب السياسية ليس لديها تقدير للظروف التي يمر بها السودان، واستنكر انتقاد البعض لدور البعثة الأممية وقال: "أين الأحزاب السياسية من تقديم المبادرات الحقيقية؟ لا توجد قيادة سياسية قادرة على جمع الناس. الجميع يتحدث في مؤتمر صحفي ثم يصمت، ولكن المطلوب الجلوس إلى المكونات السياسية كلها وتقديم مبادرة جادة والوصول إليهم وجمعهم في مكان واحد، لأنه من غير توافق سينهار السودان".