الترا سودان | فريق التحرير
حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت، من أن انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 يغرق البلاد مرة أخرى في أزمة عميقة، مشيرة إلى أن التقدم الذي تم إحرازه على مدار عامين نحو الإصلاح المؤسسي والقانوني الذي كان السودان يعمل على تنفيذه منذ عام 2019، يتآكل الآن، على حد قولها.
وأعربت باشيليت في تحديث شفوي لحالة حقوق الإنسان في السودان خلال الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان، عن انزعاجها الشديد مما وصفته بالتراجع الحاد في إنجازات حقوق الإنسان عقب الانقلاب العسكري في السودان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: تم توثيق مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان منذ الانقلاب
وأشارت إلى تم توثيق مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان منذ الانقلاب، في سياق الإفلات التام من العقاب،" مؤكدة أن الأزمة السياسية في السودان تسببت في انتكاسات مقلقة للغاية في مجال حقوق الإنسان.
وحتى 3 آذار/مارس الجاري، أفادت مصادر طبية موثوقة بمقتل (85) شخصًا من بينهم امرأة و(11) طفلًا بسبب الاستخدام غير المتناسب للقوة من قبل قوات الأمن أثناء الاحتجاجات.
وعبرت باشيليت عن قلقها من الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية والاعتداءات على موظفيها، وتعرّض سائقو سيارات الإسعاف للمضايقة أثناء نقل المتظاهرين المصابين.
وأفاد مكتب حقوق الإنسان المشترك، باعتقال أكثر من ألف شخص لمعارضتهم الانقلاب بين 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 و3 آذار/مارس 2022.
وقالت باشيليت: "أستنكر عمليات الاعتقال والاحتجاز التعسفية واسعة النطاق، مع عدم الاحترام الصارخ لحقوق الموقوفين." وأضافت مفوضة حقوق الإنسان السامية: "المثير للصدمة أن هذه الأرقام تشمل ما لا يقل عن (144) امرأة و(148) طفلا."
ورحبت باشيليت بالإفراج عن (115) شخصًا خلال زيارة خبير حقوق الإنسان، أداما ديانغ، الأسبوع الماضي.
وعبرت في تحديثها الشفوي عن صدمتها من (25) ادّعاء بالاغتصاب والاغتصاب الجماعي وأشكال أخرى من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات والرجال منذ 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وأشارت إلى أنه يبدو أن هذه الهجمات المروعة موجهة إلى ثني وردع المتظاهرين -النساء والفتيات على وجه الخصوص- عن التعبير العلني عن آرائهم.
اقرأ/ي أيضًا: لجنة التحقيق في فض الاعتصام تعلق أعمالها عقب استيلاء قوات أمنية على المقر
وسجّل مكتب حقوق الإنسان المشترك ما لا يقل عن (50) حادثة انتهاك ضد الصحفيين والمؤسسات الإعلامية منذ الانقلاب، بما في ذلك (22) حادثة اعتقال واحتجاز تعسفي، ووصفت المفوضة السامية لحقوق الإنسان ذلك بأنه يشكل تهديدًا خطيرًا على الفضاء المدني وحرية التعبير والتجمع السلمي.
دعت باشيليت السلطات السودانية إلى تحديد المدى الزمني لحالة الطوارئ على الفور
كما دعت السلطات السودانية إلى تحديد المدى الزمني لحالة الطوارئ على الفور، والتي لا يبدو أن لها تاريخ انتهاء حاليًا.
وحثت السلطات على الكف عن استخدام القوة المفرطة والذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين، واحترام حقوق الإجراءات القانونية وإطلاق سراح جميع الأشخاص المحتجزين تعسفيًا.
اقرأ/ي أيضًا
الاتحاد الأوروبي يحذر من الحد من حرية التعبير وتهديد الصحافيين في السودان