أم درمان.. تدافع آلاف المتظاهرين و نزيف متكرر للدماء
6 يناير 2022
شهدت مدينة أم درمان منذ الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/ أكتوبر وقوع عدد كبير من الضحايا جراء العنف المفرط، الذي ظلت تتعامل به السلطات مع المتظاهرين لتسجل أعلى نسبة في الوفيات، ولا تكاد تخلو تظاهرة شعبية من سقوط للضحايا، وكانت لجنة أطباء السودان المركزية قد أعلنت عن سقوط قتيل وعدد من المصابين في احتجاجات 6 كانون الثاني/ يناير، وقد حرص المتظاهرين على عدم وقوع أيّ احتكاكات مع القوات النظامية حتى لا يتم فقدان لأي متظاهر بحسب ما يتم ترديده.
تدافع الآلاف صوب شارع الأربعين لتسيير موكب موحد ومن ثم الاتجاه لكبري أم درمان
رصدت "الترا سودان"، في جولة ميدانية قبيل انطلاقة موكب السادس من كانون الثاني/ يناير تمركز أعداد كبيرة من القوات النظامية قبالة كوبري شمبات عقب إغلاقه بوضع الحواجز لمنع المتظاهرين عبور الجسر الرابط لمدينة بحري.
اقرأ/ي أيضًا: والي غرب دارفور يتعهد يتحقيق بنود اتفاق جوبا
في وقت تمركزت فيه أكثر من ثماني سيارت دفع رباعي ماركة لاندكروزر "تاتشر" محملة بجنود يرتدون زي قوات الشرطة الخاصة، المعروفة باسم (أبوطيرة)، أمام مبنى محلية أم درمان بجانب انتشار كثيف لأفراد القوات الأمنية الذين يرتدون الزيّ المدني.
وفي تمام الساعة الواحدة ظهراً انطلقت التظاهرات الشعبية في شارع الشهيد عبدالعظيم (الأربعين سابقًا)، المحدد سلفًا كنقطة التقاء لمواكب محليات أم درمان الثلاثة المتهجة صوب القصر الجمهوري.
وشاهد المحرر في الجولة الميدانية تشييد القوات الأمنية لساتر بالأسلاك الشائكة عند مسجد النيلين بشارع الموردة، مع تمركز أعداد كبيرة من القوات النظامية المشتركة تحسبًا لعبور المتظاهرين لشارع الموردة، الذي لم يكن محددًا من قبل الجهات المنظمة للتظاهرات الشعبية.
عند قبالة شارع الأربعين تقاطع جامعة كرري تمركزت قوات نظامية ترتدي زي القوات المسلحة وأخرى ترتدي زي قوات الشرطة الخاصة؛ تمركزت قبالة محطة الوقود عند الشارع الذي يؤدي لمستشفى السلاح الطبي، فيما وُضعت قوات نظامية أخرى مشتركة على طول الشارع الرئيس أمام مبنى مستشفى السلاح الطبي.
وعقب وصول المتظاهرين لنقطة تمركز القوات المشتركة؛ وقف الموكب ووضعت الحواجز من قبل المتظاهرين ليستمر معها ترديد الهتافات الرافضه للانقلاب العسكري والمطالبة بإسقاطه وعودة الحكم المدني وصولًا للتحول الديمقراطي.
وردد المتظاهرين عدة هتافات منها: "جيب العسكر وجيب أبوطيرة يا برهان جاينك سيرة"، "آي آي المجلس قال أحيّ"، " يسقط يسقط حكم العسكر"، " تقفل شارع تقفل كبري يا برهان جاينك دغري"، "يا برهان ثكناتك أولى مافي مليشيا بتحكم دولة "، وغيرها من الهتافات الثورية التي ظل يرددها المتظاهرون بجانب ترديد الأناشيد والشعارات الثورية.
وعند حوالي الرابعة عصرًا بدأ عدد من المتظاهرين في العودة إلى المنازل، وأكد عدد من المتظاهرين انهم أوصلوا رسالة ولابد من العودة بغية الاستعداد للمواكب الأخرى دون الوقوع في احتكاكات مع القوات المشتركة.
فيما ظلت مجموعة أخرى من المتظاهرين مرابطة أمام سيارات القوات النظامية يحدثونهم عن الأسباب الرئيسة التي تقودهم للتظاهر، والرفض التام لعودة الحكم العسكري والانقلاب.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مساء اليوم عن وفاة أحد المتظاهرين جراء إصابته برصاصة مباشرة، بجانب عدد من الإصابات بين المتظاهرين.
وقال شهود عيان لـ"الترا سودان" إن القوات النظامية أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين، بجانب إطلاق وابل من الرصاص الحي والقنابل الصوتية، مما أدى لوقوع عدد كبير من الإصابات، وقال شاهد عيان:"عدد كبير من المصابين تم تقلهم إلى مستشفى الأربعين وآخرين إلى مستشفى وعد التخصصي ومستشفى أم درمان التعليمي".
وأشار شهود العيان إلى أن القوات النظامية قامت بمطاردة المتظاهرين داخل الأحياء ومحاصرتهم مع استمرار عمليات إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص.
وشاهد المحرر رفع عدة لافتات مناوئه للتدخل الأجنبي في الشأن السوداني، على غرار تدخل دول محور السعودية والإمارات ومصر بجانب التدخل الروسي.

بينما حُملت لافتات أخرى تطالب بالقصاص للشهداء، بجانب التذكير بشهداء مجزرة أم درمان التي وقعت في الثلاثين من كانون الأول/ديسمبر وضحايا الانقلاب العسكري.
اقرأ/ي أيضًا
الكلمات المفتاحية

السودان.. هل يقود صراع الفصائل العسكرية المساندة للجيش إلى الاقتتال؟
في غمرة تقدم الجيش، اندلع تنافس محموم بين الفصائل على النفوذ ومواقع التأثير السلطوي ومراكمة الثروة والاعتبار، فاشتعل خلاف معلن بين القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة وقوات درع السودان من جهة، وبينهما معًا في مقابل كتائب الإسلاميين من جهة أخرى

سيطرة الجيش على القصر الجمهوري.. دلالات سياسية ومرحلة جديدة
بعد قرابة العامين من المعارك الدامية التي مزقت العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، أحد أهم الرموز السيادية في البلاد.

استعادة القصر الرئاسي.. هل تعجل بهزيمة الدعم السريع في الخرطوم؟
فرض الجيش السوداني سيطرته الكاملة على القصر الرئاسي في الخرطوم، اليوم الجمعة 21 آذار / مارس 2025، بعد استمرار القتال مع الدعم السريع لنحو عامين

السودان.. هل يقود صراع الفصائل العسكرية المساندة للجيش إلى الاقتتال؟
في غمرة تقدم الجيش، اندلع تنافس محموم بين الفصائل على النفوذ ومواقع التأثير السلطوي ومراكمة الثروة والاعتبار، فاشتعل خلاف معلن بين القوة المشتركة لحركات دارفور المسلحة وقوات درع السودان من جهة، وبينهما معًا في مقابل كتائب الإسلاميين من جهة أخرى

لجنة مقاومة: القوات المسلحة تسيطر على منطقة المقرن وفندق كورنثيا
أفادت لجان مقاومة إن القوات المسلحة السودانية تمكنت من فرض سيطرتها بالكامل على الجبهة الغربية من مناطق وسط الخرطوم، ويشمل ذلك حي المقرن وفندق كورنثيا، وقاعة الصدافة، وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا "المجمع الغربي"، وكلية البيان.

سيطرة الجيش على القصر الجمهوري.. دلالات سياسية ومرحلة جديدة
بعد قرابة العامين من المعارك الدامية التي مزقت العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، أحد أهم الرموز السيادية في البلاد.

لجان مقاومة: انفتاح كبير للجيش في محلية أمبدة حتى تخوم سوق ليبيا
قالت تنسيقية لجان مقاومة كرري إن القوات المسلحة السودانية وقوات العمل الخاص، حققت اليوم الجمعة 21 آذار/مارس 2025 انفتاحًا كبيرًا في محلية أمبدة إلى تخوم سوق ليبيا.