31-مارس-2024
مواطنون سودانيون يحملون حاجياتهم وهم في طريق النزوح من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة

النزوح في ولاية الجزيرة

ذكرت منصة "نداء الجزيرة" أن هجومًا جديدًا لقوات الدعم السريع على قرية "أبو خضرة" في ولاية الجزيرة، أدى إلى مقتل المواطن محمد العجوز وإصابة المواطنين محمد أحمد عجيب ومحمد علي الدنقلاوي وحمد شوقي.

مواطن: الأحداث إذا سارت بهذه الوتيرة  قد يتجاوز المدنيون الدولة نفسها 

وقالت منصة "نداء الجزيرة" على "فيسبوك" الأحد إن "مليشيات الدعم السريع" على حد وصفها دخلت قرية "أبو خضرة" عبر الدراجات النارية وأطلقوا النار على المواطنين وتم نقل المصابين إلى المستشفى.

وتعمل منصة "نداء الجزيرة"  من خلال تسليط الضوء على الانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع، كما تقوم بتنظيم الإجراءات في المسار الإعلامي والإنساني والصحي، ودعت أبناء الولاية من الأطباء والإعلاميين وأعضاء المجتمع المدني إلى الانخراط ضمن هذه المجموعة لمحاصرة انتهاكات الدعم السريع.

وينتشر وسم على مواقع التواصل الإجتماعي لإقامة مخيمات للمواطنين الذين نجوا من انتهاكات الدعم السريع في قرى الجزيرة، وأجبروا على التهجير القسري بواسطة هذه القوات.

ويقول مصعب محمد الهادئ وهو أحد من أطلقوا مناشدات على "فيسبوك" لإنشاء مخيمات للمدنيين الذين أُجبروا على إخلاء منازلهم، في قرى ومدن ولاية الجزيرة لـ"الترا سودان"، إن إقامة مخيمات لإيواء المهجرين قسريًا من قراهم ومدنهم فكرة صائبة، لأن الغالبية لا يعرفون وجهاتهم في ظل عدم وجود دور إيواء كافية في الولايات خارج دائرة الحرب، خاصة شرق البلاد.

وأضاف: "من المهم طرح أفكار مثل إقامة مخيمات في مدينة الفاو بولاية القضارف، باعتبارها من المدن البعيدة نسبيًا عن الصراع المسلح، والمخيمات تساعد على تخفيف حدة الكارثة الإنسانية، لأن عشرات الآلاف من المدنيين أجبروا على التهجير القسري من القرى والمدن بواسطة الدعم السريع".

وصعد الرأي العام المحلي من سخطه على الدعم السريع، على خلفية الانتهاكات التي وقعت في قرى ومدن ولاية الجزيرة، وانتشار صور لدفن ضحايا بشكل جماعي، ويقول ناشطون إن هذه الانتهاكات المريعة "هزت وجدان الشعب السوداني".

وجراء تصاعد الانتهاكات في ولاية الجزيرة بواسطة قوات الدعم السريع، وفقًا لإفادات لجان المقاومة في الحصاحيصا ومدني عاصمة الولاية، زادت الضغوط على الجيش لبدء عمليات عسكرية لمحاصرة الانتهاكات على وجه السرعة.

ويعتقد قيس وهو من سكان محلية المدينة عرب جنوب ولاية الجزيرة، والتي شهدت انتهاكات واسعة أدت إلى مقتل عشرات المدنيين، أن هناك شعور بالقلق من تمدد الانتهاكات، خاصة مع قوات لديها أسلحة ثقيلة، وتواجه مواطنين عزل.

إذا استمر الوضع بهذه الطريقة السريعة فيما يتعلق بالانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة فإن الأحداث قد تتجاوز الجيش نفسه

ويرى قيس في حديث لـ"الترا سودان" أن الوضع إذا استمر بهذه الطريقة السريعة، فيما يتعلق بالانتهاكات التي تقوم بها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، فإن الأحداث قد تتجاوز الجيش نفسه ويضطر المواطنون إلى حماية أنفسهم بالطرق التي تناسبهم، ومن شأن أي تطورات جديدة أن تعقد من الحرب في السودان وتحولها إلى حرب أهلية.

وأردف: "إذا أُجبر الشخص على مغادرة منزله قسريًا، أو شاهد عرضه ينتهك أمامه، فإن الخيار بالنسبة له قد يكون حماية نفسه بدلًا من الصمت في انتظار تدخل الدولة لحمايته، هذا شعور طبيعي، لذلك إذا لم يجد النجدة في الوقت المناسب لن ينتظر.. سيعمل على ذلك بنفسه".

وتحمل قوات الدعم السريع "المتفلتين" مسؤولية ارتكاب الانتهاكات بحق مواطنين ولاية الجزيرة، وتقول إنها تعمل على كبح الجماعات المتفلتة في صفوفها بالقوة العسكرية.

وأعلنت منصات موالية للدعم السريع الأسبوع الماضي، عن انتخاب إدارة مدنية بولاية الجزيرة لتسيير شؤون المواطنين في الولاية، ووقف الانتهاكات التي تطال المدنيين.

وتقع ولاية الجزيرة وسط البلاد وتضم أكبر مشروع زراعي في السودان، ولم ينجُ أيضًا من عمليات النهب التي طالت أصول ومعدات ومقار الإدارة والفرعيات المنتشرة في مناطق الولاية.

كما طالت عمليات النهب آلاف الجرارات الزراعية والمحاصيل التي كانت بحوزة المزارعين في المنازل، ومن شأن عملية النهب أن تؤثر على الموسم الزراعي الذي توقف في الوقت الراهن، عقب استعدادات حكومية نهاية العام الماضي لزراعة (300) ألف فدان من القمح.