بعد ساعات من إعفاء الحاكم المدني لولاية كسلا صالح عمار، تظاهر العشرات في مدينة كسلا احتجاجًا على قرار رئيس الوزراء عبدالله حمدوك بإقالته، فيما أغلق محتجون بمدينتي بورتسودان وسواكن اليوم الأربعاء شوارع رئيسية احتجاجًا على إعفاء عمار.
متحدث الوالي: أغلق محتجون اليوم الشوارع في بورتسودان وسواكن
في الأثناء أعلنت اللجنة الأمنية بولاية البحر الأحمر، حظر التجوال بمدينتي سواكن وبورتسودان نسبةً للأوضاع الأمنية بالولاية، وذلك اعتبارًا من اليوم الأربعاء من الساعة (12) ظهرًا وحتى الرابعة صباحًا، إلى حين هدوء الأوضاع بحسب مكتب الحاكم المدني للولاية.
اقرأ/ي أيضًا: الشرطة تتعهد بالتحقيق في قضية 1060 ضابطًا أحيلوا للتقاعد بقرار زائف
وأبلغ مدير الإعلام بمكتب والي البحر الأحمر مرتضى كرار "الترا سودان"، أن حكومة الولاية واللجنة الأمنية لاحظت صباح اليوم قيام بعض المجموعات بتشييد متاريس في بعض الشوارع في سواكن وبورتسودان، ولذلك قررت السلطات حظر التجوال اعتبارًا من اليوم إلى حين تحسن الأوضاع.
وأكد كرار أن القرار جاء لحماية ممتلكات المواطنين وضمان سلامتهم، متوقعًا هدوء الأوضاع خلال الساعات القادمة، لافتًا إلى أن حق التظاهر السلمي مكفول للجميع.
ونفى كرار وقوع إصابات خلال التجمعات التي حدثت في بورتسودان وسواكن صباح اليوم، وقال إن الاحتجاجات انحصرت على مجموعات محددة قامت بإغلاق الشوارع ولم تحدث مواجهات، معلنًا انتشار القوات العسكرية لحفظ الأمن.
وأكد كرار استمرار حركة ميناء بورتسودان وميناء سواكن، مضيفًا أن العاملين بالموانئ والمرافق الحيوية تم استثنائهم من حظر التجول.
فيما نقلت موظفة لـ"الترا سودان"، إجبار المحتجين سيارة كانوا على متنها للذهاب إلى العمل صباح اليوم في بورتسودان، على العودة ومنع عبورها لوجهتها، مشيرةً إلى أن الواقعة حدثت على بعد أمتار من القوات العسكرية التي لم تتدخل.
أما في كسلا بدت الأوضاع صباح اليوم هادئة بعد ليلة طويلة من الاحتجاجات في شوارع رئيسية، حيث أضرم مؤيدو الحاكم المدني المُقال صالح عمار النار على الإطارات القديمة ورددوا هتافات تطالب بعودته.
ونقل شهود عيان من مدينة كسلا لـ"الترا سودان"، أن القوات العسكرية منتشرة في الجسور الرئيسية والسوق لمراقبة الوضع، خاصةً بعد اشتباكات وقعت في آب /أغسطس الماضي بين معارضين ومؤيدين للحاكم المدني.
اقرأ/ي أيضًا: أزمة الدواء ..مرضى تحت رحمة "تجار الشنطة"
من جهته أعلن الحاكم المدني المقال من ولاية كسلا، صالح عمار، في بيان أصدره اليوم الأربعاء، أن قرار إقالته بواسطة رئيس مجلس الوزراء يمثل لطمة قوية لقيم ومبادئ ثورة ديسمبر العظيمة، وعدم قراءة لتعقيدات الوضع في الشرق.
الحاكم المقال: القرار جاء قطعًا للطريق الذي بدأناه بالحوار مع مجلسي السيادة والوزراء
وأكد عمار أن القرار جاء قطعًا للطريق الذي بدأه بالحوار مع مجلسي السيادة والوزراء عبر مبادرة المصالحة والسلم الاجتماعي والتي وجدت تجاوبًا من رئيس الوزراء و كان يمكن أن تشكل خارطة طريق آمنة تبدأ بمصالحة أهلية وتنتهي بعقد مؤتمر جامع لشرق السودان.
وتابع عمار "كنت قد أعلنت ضمن خارطة الطريق رغبتي في تقديم استقالتي على أن يكون الثمن السلام والمصالحة وذلك تأكيدًا لعدم تمسكي بمنصب قد يفتح الباب للصراعات، إلا أنني اشترطت تقديم اعتذار من المجموعة الأخرى التي تورطت في قيادة الخطاب العنصري وأعمال الفوضى وذلك بدعم ومساندة قوية من فلول المؤتمر الوطني".
وأردف الحاكم المدني المُقال: "كنت قبلها قد استجبت لأوامر رئيس الوزراء بعدم الذهاب الى الولاية وظللت ملتزمًا بذلك رغم مرور ما يقارب ثلاثة أشهر على قرار تعييني، مما ترك فراغًا في ولاية تعد من أفقر ولايات السودان ويفتقد أهلها لأبسط الخدمات، ومع ذلك فقد كنت على تواصل مع مؤسسات الدولة وبذلت أقصى مافي وسعي من أجل توصيل احتياجات الولاية من مواد غذائية ووقود والمساعدات الصحية".
ورأى عمار أن إقالته جاءت رضوخًا لابتزاز مارسته مجموعة من أسماها "بقايا المؤتمر الوطني وسدنة النظام المباد" تحت ستار زعيم قبيلة نحترمها وكما نعلم وجود مجموعات من الفاسدين وأصحاب المصالح تقف وراء المجموعة العنصرية التي تعمل على جرنا الى فتنة و مواجهات قبلية ومجتمعية. والاستجابة لأجندة هذه المجموعة على حد قوله.
وأضاف عمار مخاطبًا مواطني الولاية: "ليس هناك حرب بين أي من قبائل شرق السودان وأن قبيلة الهدندوة تضم أهلنا وجيراننا بل ان قيادات كبيرة ومحترمة من القبيلة على رأسهم الشيخ سليمان علي بيتاي يقف معنا في خندق واحد في معركتنا ضد الظلم والافتراء ومحاربة العنصرية البغيضة وتحقيق أهداف ثورتنا المجيدة".
ودعا عمار المحتجين على قرار إقالته إلى ضبط النفس وعدم التعدي على الأفراد ومؤسسات الدولة مع الحق المكفول للتعبير السلمي محذرًا الشرطة والأجهزة الأمنية من استخدام العنف ضد المتظاهرين سلميًا وحثها على ضرورة كفالة الحقوق الدستورية للمتظاهرين.
وتابع عمار : "معركتنا سوف تستمر سلمية وسياسية لأن قرار ترشيحي لم يكن قرارًا قبليًا وإنما جاء من قيادة الثورة ممثلةً في الحرية والتغيير ولجان المقاومة بكسلا".
وتعهد عمار بالعمل على تحقيق السلام الاجتماعي ومناهضة العنصرية ومكافحة الفساد والمفسدين والالتزام بقيم ومبادئ الثورة العظيمة على حد تعبيره.
اقرأ/ي أيضًا: البنك الزراعي يعلن سياسة تمويلية جديدة.. ما هي ملامحها؟
وكان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك عين صالح عمار حاكمًا مدنيًا على ولاية كسلا ضمن (18) حاكم مدني في نهاية تموز/يوليو الماضي لكن مجموعات اعترضت على تعيينه وشهدت مدينة كسلا احتجاجات في آب /أغسطس الماضي حيث أضرم مجهولون النار في السوق الرئيسي واضطرت السلطة الانتقالية إلى إرسال مدير عام قوات الشرطة ووفد حكومي لتهدئة الأوضاع الأمنية.
تتسع الأزمة في ولاية البحر الأحمر بمناهضة مجموعات لاتفاق السلام الذي وُقع في جوبا
كما تتسع الأزمة في ولاية البحر الأحمر بمناهضة مجموعات لاتفاق السلام الذي وُقع في جوبا في الثالث من تشرين الأول /أكتوبر الجاري وتعترض المجموعة على الاتفاق حيث ترفض الاعتراف بتمثيل الموقعين على المسار شرق لسكان الإقليم وقضاياه.
اقرأ/ي أيضًا
الحميات في السودان.. تعتيم حكومي ووفيات يومية وسط المواطنين
هيئة علماء السودان: رأي رئيس دائرة الفتوى مع التطبيع "شخصي" ولا يعبر عن الهيئة