الترا سودان - فريق التحرير
عبرت الجمعية السودانية للبيئة، عن انزعاجها من الأنباء عن مشروع استثماري يهدف إلى بناء ميناء جديد على البحر الأحمر على بُعد حوالي (200) كيلومتر شمال بورتسودان، قائلة إن الميناء يقع في منطقة خليج جزيرة دنقناب وجزيرة مكوار المحمية و"الحساسة" بحسب تعبير الجمعية، الأمر الذي دعا إلى تسجيلها لدى منظمة اليونسكو ضمن التراث الطبيعي العالمي.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن صاحب مجموعة شركات "دال" أسامة داوود عن اتفاق مع الإمارات لإقامة شركة موانئ أبوظبي ميناء في المنطقة، ضمن حزمة استثمارية إماراتية تصل ستة مليارات دولار ناقشها البرهان مع محمد بن زايد في زيارة أخيرة للبلاد - بحسب ما نقلت الوكالة العالمية.
بيان للجمعية: المشروع يعتبر مهددًا للمحمية الطبيعية والتراث الوطني والعالمي بتنوعه البيولوجي الفريد
وقالت الجمعية في بيان لها على خلفية هذه الأنباء، إن المنطقة تذخر بمجموعة متنوّعة من الشعاب المرجانيّة ونباتات أيكة ساحلية وأعشاب بحريّة وشواطئ وجزر، ويقطنها مجموعة من الطيور والثديات البحرية بالإضافة إلى أسماك القرش والشفنين "شيطان البحر" والسلاحف البحرية، مضيفة أن خليج جزيرة دنقناب يعتبر موطنًا مهمًا لحيوان الأطوم البحري "ناقة البحر" ومحار أم اللؤلؤ.
وأشار البيان إلى أن إقامة أي مشروع تجاري بهذا الحجم في هذه المنطقة، مع بنياته التحتية وحركة السفن في البحر وحركة المركبات والعمران في البر يعتبر مهددًا "للمحمية الطبيعية والتراث الوطني والعالمي بتنوعه البيولوجي الفريد"، حيث تؤوي المنطقة كائنات برية وبحرية مهدّدة بالانقراض "مثل الأطوم والسلاحف البحرية والطيور النادرة كالعقاب النساري (Osprey) وزقزاق السلطعون (Crab Plover)"، وفقًا للبيان.
وأكدت الجمعية أن أي مشروع استثماري لا يلبي متطلبات التنمية المستدامة الثلاثة لا يعتبر "تنمية" ولا يصب في مصلحة البلاد "الآنية" حيث تعده الجمعية "تجنيًا على حقوق الأجيال القادمة في بيئة سليمة وتنمية مستدامة تشمل النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وسلامة البيئة في وجود الشراكة والمشاركة والشفافية والمحاسبة"، قائلة إن دراسة تقييم الأثر البيئي لهذا المشروع ستثبت حقيقة ما ذهبت اليه الجمعية في هذا البيان.
ويضم موقع اليونسكو منطقتين، المحمية البحرية القومية لسنجنيب والتي تعد تجمعا للشعاب المرجانيّة المعزولة، والحديقة البحرية القومية لخليج دنقناب في جزيرة مكوار.
ودعت الجمعية المستثمرين في المشروع وهم السلطات السودانية والإماراتية إلى جانب رجل الأعمال أسامة داوود، بجانب المسؤولين والباحثين والشعبيين في ولاية البحر الأحمر - دعتهم لإبداء الرأي والمشاركة في تقييم هذا المشروع، وتشجيع قيام مشاريع استثمارية وطنية تحقق تنمية حقيقية مستدامة تستفيد منها البلاد لأجيال الحاضر والمستقبل.
رئيس النقابة البديلة لهيئة الموانئ البحرية: الصراع الحالي لموانئ أبوظبي على ساحل البحر الأحمر صراع هيمنة طويل
وكان رئيس النقابة البديلة لهيئة الموانئ البحرية، عثمان الطاهر آدم، قد وصف في حديث سابق لـ"الترا سودان"، الصراع الحالي لموانئ أبوظبي على ساحل البحر الأحمر بأنه صراع طويل، مؤكدًا أنه صراع هيمنة، وأشار إلى إن الإمارات تملك جميع سواحل البحر الأحمر ما عدا ميناء السودان، وقد حاولت الاستيلاء عليه مسبقًا - على حد قوله.
ويتخوف العاملون في موانئ بورتسودان من الخصخصة، ومن أن يكون مصير أكثر من (16) ألف عامل بالموانئ الوطنية، هو التشريد والبطالة.