09-سبتمبر-2022
احتجاجات

شاب يغلق الطريق في إحدى التظاهرات المناهضة للحكم العسكري

شنّ الحزب الشيوعي نقدًا على دعوات وحدة قوى الثورة التي أعلنتها لجان المقاومة بولاية الخرطوم وأعرب عن رفضه لها. وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، كمال كرار لـ"الترا سودان" إن الأفضل للجان المقاومة أن تواصل في عملها المقاوم وعلى التفاف الجماهير حول برنامجها الأساسي من الانشغال بقضية مصالحة الحزب الشيوعي مع الحرية والتغيير (المجلس المركزي). وتابع كرار: "هذه قضية لن تنتج شيئًا، بل على العكس، ستشغل لجان المقاومة عن حراكها الثوري في الشارع".

وصف الحزب الشيوعي ما يجري بـ"المؤامرة"، وأكد أنهم وغيرهم من القوى الثورية يعملون من أجل "إسقاط هذه المؤامرة"

وأوضح الحزب الشيوعي أن الناس حاليًا أمام خيارين، وأنهم يرفضون دعوات الذين يتحدثون عن وحدة قوى الثورة باعتبار أنها تريد أن تجمع جميع الأطراف بما فيهم من يقبلون بالتسوية مع العسكر والاستجابة لمطالب البرهان وتشكيل حكومة مدنية تحت ظل الانقلاب، تكون مهامها تنظيم الانتخابات العامة بعد عام ونصف. وزاد كرار: "نحن ضد هذا المنهج بنسبة (100%)، هذا طريق الانقلابيين وطريق فولكر والاتحاد الأفريقي، ومن يريدون إعادة إنتاج الشراكة بشكل أو بآخر"، مؤكدًا أن هذا الطريق "يعيد إنتاج الأزمة السياسية في البلد". وتابع: "الطريق الوحيد الذي نراه صحيحًا لاسترداد الثورة هو أن تتوحد الجماهير حول إسقاط الانقلاب وليس التحاور أو التفاوض معه".

وأكد كمال كرار أن إسقاط الانقلاب يتم عبر العمل الجماهيري والاتفاق على "البديل الثوري". وأضاف: "هذا موجود في المركز الموحد للتغيير الجذري". وأوضح: "نحن وضعنا برنامجًا كاملًا لمرحلة ما بعد إسقاط الانقلاب والطغمة الحاكمة"، مضيفًا أنه الطريق الذي "يحقق أهداف الثورة ويبعد السودان عن التبعية ويحقق السلام المستدام". وأوضح كرار أن طريقهم لا علاقة له بالطريق الذي كان يمضي فيه حمدوك أو قوى الحرية والتغيير.

https://t.me/ultrasudan

ورحّب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي بمن يريدون طريقهم، وأكد أن بابهم مفتوح في "المركز الموحد للتغيير الجذري"، مشيرًا إلى أن باب التفاوض الثنائي بينهم في الحزب الشيوعي والقوى الثورية مفتوح. وأوضح قائلًا: "نتوحد حول الميثاق بشرط أن يكون "ميثاقًا للتغيير الجذري وليس للتغيير الشكلي". وأضاف: "لم يعد ممكنًا بعد الثورة والشهداء أن نتحدث عن المصالحة مع المكون العسكري أو الفلول أو رهن السودان للخارج". وزاد: "هذا الطريق مغلق". ووصف دعوات وحدة قوى الثورة والجمع بين الحرية والتغيير والتوافق الوطني -مثلما فعلت اللجنة التسييرية للمحاميين- وصفها بـ"المشبوهة"، قائلًا إنها تريد إرجاع السودان إلى "ما قبل 25 أكتوبر" وإلى "اتفاق شراكة" على أن يكون المكون العسكري الذي قال إنه "الممثل الشرعي للمؤتمر الوطني" -أن يكون- في السلطة، وتمضي الأجندة نحو حكومة انتقالية تحافظ على إرث النظام القديم، وتأتي انتخابات "مزيفة ومزورة" تعيد إنتاج "النظام البائد" – على حد قوله.

ووصف الحزب الشيوعي ما يجري بـ"المؤامرة"، وأكد أنهم وغيرهم من القوى الثورية يعملون من أجل "إسقاط هذه المؤامرة".

وقال الحزب الشيوعي إن لجان المقاومة ليست على رأي واحد، وأنها طرحت "ميثاق تأسيس سلطة الشعب" ولم يجد قبولًا من لجان المقاومة كلها. وزاد أن الميثاق به "إشكالات ولم يشكل برنامجًا واحدًا". وشبّه الحديث عن وحدة قوى الثورة الذي تتبناه بعض لجان المقاومة بعمل "الأجاويد"، موضحًا: "وهي أن تجمع قوى المجلس المركزي والتوافق الوطني وغيرها من القوى في برنامج واحد". وقال إن هذه القوى "متنافرة ومتشرذمة" وليس لها برنامج واحد وأن بعضها مع "خط التسوية" فيما يتبنى آخرون "خط الشارع" - على حد تعبيره.

كمال كرار: لن نجلس مع المجلس المركزي ككتلة واحدة؛ التفاوض مع الكتل أصبح من التاريخ، لكن مرحبًا بهم كأحزاب منفردة

وحول إمكانية انضمامهم إلى جسم تنسيقي مع المجلس المركزي كما تدعو لجان المقاومة، يقول كرار إنهم "لا يحتاجون إلى وساطة". ويضيف: "لن نجلس مع المجلس المركزي ككتلة واحدة، لكن مرحبًا بهم كأحزاب منفردة". وتابع: "ليس لدينا ما يمنع أن نجلس ونتفاهم معهم في نقاط ونوقع علاقات مشتركة، ويتحمل كل حزب مسؤوليته". وأوضح قائلًا: "لكن التفاوض مع الكتل أصبح من التاريخ، هذا ما أسهم في إضعاف ثورة ديسمبر وإجهاضها". وزاد: "نحن أغلقنا هذا الطريق".