18-يوليو-2022
نازحون في الدمازين

جانب من النازحين بإحدى مدارس الدمازين جراء أحداث العنف في عدد من محليات النيل الأزرق (Musa Zambulu)

شهدت مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق اليوم الاثنين هدوءًا نسبيًا بعد يومين داميين في أجزاء من ضواحيها جراء العنف القبلي بين المجموعات السكانية. فيما وصل عدد النازحين من الروصيرص ومناطق أخرى إلى أكثر من (15) ألف شخص جرى إيواؤهم في ثلاث مدارس حكومية بالمدينة.

مقاومة الروصيرص: إن لم تعلن حكومة الإقليم "حالة الطوارئ" وتعزز الإجراءات الأمنية فستكون هنالك "كارثة حقيقية" في أروح النازحين والمواطنين

وكانت وحدات من الجيش نقلت آلاف المدنيين من مناطق الروصيرص وود الماحي إلى الدمازين عاصمة الولاية أمس الأحد ضمن خطة أمنية لحماية المدنيين من العنف القبلي.

وذكر عامل في منظمة إنسانية في تصريح لـ"الترا سودان" أن عدد النازحين تجاوز الـ(15) ألف شخص وأنهم بحاجة إلى "تدخلات إنسانية سريعة"، لافتًا إلى أن المجتمعات المحلية بالدمازين قدمت الغذاء ومياه الشرب والمعينات للنازحين.

وأشار العامل (مشترطًا حجب اسمه لأنه غير مخول له بالتصريح) إلى أن الوضع اليوم الاثنين "هادئ نسبيًا" بمدينة الدمازين ولم ترد إصابات إلى المستشفى الحكومي.

وأضاف: "نحن نحاول توزيع النازحين على ست مدارس بدلًا عن تكديسهم في المدارس الثلاث".

https://t.me/ultrasudan

وكانت الحركة الشعبية شمال "جناح مالك عقار" ذكرت في بيان أمس الأحد أن أسباب اندلاع العنف القبلي بولاية النيل الأزرق يعود إلى اعتراض مجموعات سكانية حول تنصيب إدارة أهلية جديدة لـ"قبيلة الهوسا".

وقالت الشعبية في بيان أمس الأحد إن حاكم إقليم النيل الأزرق أبلغ قيادات الهوسا بأن قرارًا حكوميًا اتخذته وزارة الحكم الاتحادي منذ مدة يمنع تنصيب إدارات أهلية جديدة.

ومن جهته قال عمر شول الطبيب بمستشفى الدمازين لـ"الترا سودان" إن هناك صعوبة في نقل (35) مصابًا "بعضهم في حالة حرجة" إلى الخرطوم لعدم وجود سيارات إسعاف، نافيًا صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن نقل مصابين من مستشفى الدمازين إلى الخرطوم.

وفي السياق نفسه، قال بيانٌ للجان مقاومة الروصيرص بالأمس إن عدد القتلى الذين أحصوا في الروصيرص فقط جراء الأحداث بلغ (30) قتيلًا وأكثر من (50) مصابًا تم تحويلهم إلى مستشفى الدمازين لعدم توافر اختصاصي جراحة أو خدمات طبية متخصصة بمستشفى الروصيرص - بحسب البيان.

وأشار البيان إلى "تلكؤ النيابة العامة والأجهزة الشرطية ووزارة الصحة" في إكمال إجراءات تشريح الجثامين بمستشفى الدمازين توطئةً لدفنهم، مشيرًا إلى أن ذلك سيحدث "خللًا صحيًا" قد منع الكادر الصحي والمتطوعين من تقديم الخدمة.

وحذّر البيان من أن استمرار نهج حكومة الإقليم "الضعيف" سيفاقم الأوضاع "أمنيًا وصحيًا" وأنها إن لم تعلن "حالة الطوارئ" وتعزز الإجراءات الأمنية فستكون هنالك "كارثة حقيقية" في أروح النازحين والمواطنين وممتلكاتهم، لافتًا إلى أن المنظمات لن تتدخل إلا بطلب من حكومة الإقليم وأن عدد النازحين "كبير ويفوق مقدرات الخيرين".

وأشار البيان إلى "الملحمة البطولية" التي قدمها شباب النيل الأزرق والخيرين "بمختلف قبائلهم وانتماءاتهم" من إيواء النازحين والمصابين وخدمتهم وستر الجثامين من جميع الأطراف.