"هدنة جديدة" في الطريق بين الجيش والدعم السريع في السودان، وقد تكون "أفضل من سابقاتها" منذ بداية النزاع المسلح في العاصمة السودانية وبعض المدن منتصف نيسان/أبريل 2023.
وفي خطوة استباقية أعلن الدعم السريع في بيان الأحد أنه سيوافق على قبول هدنة جديدة، فيما أعلن مبعوث رئيس مجلس السيادة السفير دفع الحاج علي تأييد قائد الجيش لهدنة جديدة، بحسب ما نقلت شبكة الجزيرة اليوم الاثنين.
تبدأ الهدنة رقم (13) بين الجيش والدعم السريع حال إقرارها رسميًا من لجنة وقف إطلاق النار في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية
تبدأ الهدنة رقم (13) بين الجيش والدعم السريع حال إقرارها رسميًا من لجنة وقف إطلاق النار في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، اعتبارًا من مساء اليوم الاثنين، وإذا ما نقل الطرفان "موافقة رسمية" على العملية التي تيسرها السعودية والولايات المتحدة.
وهاتان الدولتان تسعيان إلى إنهاء القتال في السودان بالتدرج في الهدنة، وصولًا إلى وقف إطلاق النار بشكل مستدام والانتقال إلى مرحلة المشاورات السياسية في نزاع مسلح ينظر إليه دبلوماسيون غربيون على أنه "معقد للغاية".
وكان بيان مشترك بين الميسرين الأمريكيين والسعوديين أعلن أمس الأحد، أن الهدنة الأخيرة حققت تقدمًا رغم وجود خروقات من الجانبين نقلها البيان ببعض التفصيل.
وقال الباحث السياسي إيهاب حسين في حديث لـ"الترا سودان"، إن الهدنة الموقعة بين الجيش والدعم السريع رغم الخروقات ساعدت عشرات الآلاف في العاصمة السودانية ومدن الأبيض ونيالا والفاشر والجنينة على مغادرة أماكن القتال نحو مناطق آمنة داخل البلاد وخارجها.
ويعتقد حسين أن الميسرين السعوديين والأمريكيين يحاولون التدرج في تثبيت "هدنة ناجحة " لوقف إطلاق النار، ولاحقًا سيكون مع الهدنة إيقاف حرب التصريحات والدعايات المضادة بين الجانبين. ويقول إن الغرض من ذلك "الحل السياسي" ودفع الجيش والدعم السريع والقوى المدنية إلى "طاولة الحوار" لإطلاق عملية سياسية.
وأضاف: "هذه رؤية المبادرة السعودية التي تدعمها الولايات المتحدة بشكل كبير، وكذلك الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. ولا يمكن عرقلة جهود هذه الجهات الدولية الفاعلة بسبب نزعات نحو الحرب يطلقها راديكاليون مناهضون للحل السياسي في السودان".
بينما يقول الباحث في الشأن الأفريقي عادل إبراهيم في حديث لـ"الترا سودان"، إن الموافقة على تمديد هدنة وقف إطلاق النار بين الجيش والدعم السريع في السودان لا تعني وجود رغبة حقيقية في إنهاء الحرب لدى الجانبين في الوقت الحالي.
ويضيف: "التحركات العسكرية والخروقات التي رصدتها لجنة وقف إطلاق النار في الهدنة الحالية تحتاج إلى تشديد سعودي أمريكي على عدم وقوعها مجددًا. ولا توجد ضمانات حول الالتزام بالهدنة لأنها غير محمية سياسيًا".
ويرى عادل إبراهيم أنه من الأفضل معالجة الحرب في السودان عبر الأدوات المعروفة في هذا الصدد. ويضيف: "هناك من يؤججون الصراع؛ لا يكفي تهديدهم أو التلويح بالعقوبات. في جنوب السودان وقعت مجازر دموية والمجتمع الدولي يتعامل مع القادة هناك حتى الآن".
باحث: الجنرالات من الطرفين يجب أن يذهبوا
وأردف: "ما أود قوله هو أن الجنرالات من الطرفين يجب أن يذهبوا. هؤلاء الجنرالات لا يمكنهم أن يكونوا جزءًا من الحل، والمجتمع الدولي وضعهم في أكثر من مرة خلال السنوات السابقة على طاولة الحل ولم يقدموا سوى المزيد من الانتهاكات ضد المدنيين".
ويعبر عادل إبراهيم عن عدم تفاؤله بتوقف القتال في السودان دون "تأثير عميق" لأصوات المدنيين الإصلاحيين، ومنحهم الثقة الكاملة وتخليصهم من "الدعايات الفاسدة التي تلاحقهم" - حد قوله.