28-مايو-2023
وزير الخارجية السعودي مع مندوب السودان في جامعة الدول العربية

وزير الخارجية السعودي مع مندوب السودان في جامعة الدول العربية (Getty)

ذكر مصدر دبلوماسي أن السودان بصدد إجراء نقاشات فعالة مع الاتحاد الأفريقي لتجنب أزمة متوقعة مع المجتمع الإقليمي.

وكان السودان قد أبدى تحفظه على موقف الاتحاد الأفريقي من الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع. ويرى قادة الجيش ووزارة الخارجية السودانية أن "الدعم السريع مليشيا تمردت على المؤسسات الرسمية للدولة".

باحث في مجال الديمقراطية والسلام لـ"الترا  سودان": الأزمة قد تتسع بين السودان والمجتمع الدولي إذا ما تمسك كل طرف بموقفه من النزاع المسلح

وقال مصدر دبلوماسي في تصريح لـ"الترا سودان" إن الجيش يمثل المؤسسات الرسمية للدولة والدعم السريع "مليشيا تمردت على المؤسسة العسكرية"، مردفًا "لذلك نرى أن الاتحاد الأفريقي يجب أن ينظر إلى الصراع وفق هذا المنظور".

وذكرت تقارير إعلامية أن السودان أحبط قمة أفريقية في 12 أيار/مايو الجاري لعدم إشراكه في المشاورات بشأن هذه القمة وترتيباتها. 

ويقول دبلوماسيون بوزارة الخارجية السودانية إن هناك خطة للتعامل مع النزاع المسلح في السودان بين الجيش والدعم السريع ويجب ألا يتم التعامل معه على أنه "نزاع بين فصيلين عسكريين حكوميين".

وأبلغ دبلوماسي "الترا سودان" أن الجيش امتداد لمؤسسات الدولة في حالة الحرب وهو الذي يمثل المؤسسة الرسمية، وما دون ذلك "تمرد صريح" على ذلك – وفقًا للمصدر الدبلوماسي.

https://t.me/ultrasudan

وطالب اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي انعقد السبت الماضي – طالب الجيش والدعم السريع بالتوقف فورًا عن القتال، والعودة إلى مسار الحل السلمي للأزمة.

وبينما تبدأ أزمة في طور التشكل بين السودان والاتحاد الأفريقي، مع تهديد الخرطوم بالانسحاب من المنظمة الأفريقية، يخشى ناشطون مدنيون من "عزلة جديدة قد تضرب السودان" عقب الانفراج الكبير في هذا الملف بعد الإطاحة بالبشير في 2019.

وقال الباحث في مجال الديمقراطية والسلام مجاهد أحمد في حديث إلى "الترا سودان" إن الأزمة قد تتسع بين السودان والمجتمع الدولي إذا ما تمسك كل طرف بموقفه ووجهة نظره تجاه النزاع المسلح في السودان.

ويرى مجاهد أحمد أن الجيش يبرر القتال ضد الدعم السريع بتمردها على مؤسسات الدولة الشرعية، ولذلك من الواضح أن الرغبة في التفاوض تكاد تكون غير متوفرة في الوقت الحالي – بحسب مجاهد. وأضاف: "الجيش لن يقبل التفاوض والحل السلمي قبل إعادة الدعم السريع إلى مستوى فصيل مسلح صغير من الناحية العسكرية. وحين ذلك ربما تكون قوات الجنرال حميدتي ضمن ترتيبات أمنية لاستيعاب جزء من مقاتليها في الجيش الموحد، لكن في الوقت الراهن يعتقد الجيش أن أي تفاوض قد يساوي بينه وبين الدعم السريع على طاولة المحادثات ومخرجاتها".

بينما قال دبلوماسي سابق بوزارة الخارجية السودانية في حديث لـ"الترا سودان" إن أزمة الاتحاد الأفريقي تزامنت مع طلب قائد الجيش استبدال رئيس بعثة "اليونيتامس" فولكر بيرتس، لذلك لا يمكنه خوض أزمتين دوليتين في وقت واحد، موضحًا أن من يدفعون إلى هذا الاتجاه سينتهي بهم الأمر إلى "عزلة تامة للبلاد"، مرجحًا "الانهيار الكلي أو ظهور معادلة جديدة داخلية تطيح بمن يقفون وراء هذا الاتجاه".