تظاهر الآلاف اليوم الأحد بالخرطوم في شارع القصر، للمطالبة بالحكم المدني ومحاكمة المتورطين في الانتهاكات التي وقعت قبل وبعد الـ25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأطلقوا على الموكب المركزي الذي تحرك من تقاطع باشدار جنوبي العاصمة اسم الـ"رهيفة تنقد".
وكانت تنسيقيات لجان المقاومة بمدينة الخرطوم قد أعلنت مساء أمس، أن الموكب المركزي من تقاطع باشدار سيتوجه إلى القصر الجمهوري لإحياء موكب "الرهيفة التنقد"، والذي يصادف الـ20 من شباط/فبراير سنويًا.
أطلقوا على الموكب "الرهيفة التنقد" وفاءً لضابط انحاز للمحتجين في اعتصام القيادة
وفي 20شباط/فبراير 2020، تظاهر الآلاف عقب تسريح محَمد صديق ضابط الجيش من الخدمة وذلك قرب القصر الرئاسي، وتم إطلاق الغاز المسيل لتفريقهم رغم تأكيدات عضو مجلس السيادة الانتقالي حينها محمد الفكي سليمان، أن صديق باقٍ في الخدمة.
وخلَّفت تصريحات الفكي آنذاك توترات بين العسكريين والمدنيين، ويعبر قادة الحراك السلمي عن قلقهم من تسريح ضباط وجنود قدموا الحماية للمحتجين في التظاهرات وقرب القيادة العامة في 2019.
وعرف الضابط محمد صديق بحماية المتظاهرين في الاعتصام قرب القيادة العامة، وهو صاحب المقولة الشهيرة "الناس ما تدفن دقن والرهيفة التنقد" أمام آلاف المعتصمين قبل أيام من سقوط البشير.
وجاء الإعلان لموكب "الرهيفة التنقد" بمبادرة من مجموعات تطلق على نفسها "غاضبون بلا حدود" و"ملوك الاشتباكات"، وتجذب هذه المجموعات عناصر من الشبان يلتقطون عبوات الغاز ويحاولون فتح المسارات للمتظاهرين للوصول إلى القصر.
ووفور وصول "موكب باشدر" اليوم الأحد إلى محطة شروني، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأجبرت المحتجين على البقاء في التقاطع في الرئيسي، لكن مع مقاومة مستمرة من الخطوط الأولى؛ تمكن المتظاهرون من العبور إلى شارع القصر لأول مرة منذ شهر ظلت فيه الاحتجاجات محصورة في محطة شروني.
ومع استمرار التظاهرات المناهضة للإجراءات العسكرية التي نفذها قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تعكف لجان المقاومة في العاصمة وبعض الولايات على صياغة إعلان سياسي يقولون إنه سيكون خارطة طريق سياسية للخروج من الفراغ السياسي الذي يواجه التظاهرات.
وكان المتحدث باسم تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم محمد أنور قد أشار في خطاب أمام المتظاهرين الخميس الماضي، إلى أن الميثاق السياسي سيجمع السودانيين على خارطة طريق سياسية تؤسس لبداية جديدة تنهي الأزمات المستمرة.
وقال أنور إن السودان يعاني من تكالب إقليمي واختطاف الأجندة الوطنية لصالح دول تنهب موارده.
ومع استمرار عمليات الكر والفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين في شارع القصر، كان المسعفون الميدانيون ينقلون العشرات إلى المستشفى، وأغلبها إصابات بعبوات الغاز التي كانت تقع على الأجساد.
ومنذ 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تقول لجنة الأطباء المركزية إن (82) شخصًا قُتل في الاحتجاجات، فيما تقول الحكومة إنها أوقفت عناصر أمنية متهمة باستخدام القوة ضد المتظاهرين.
وتقول زهرة (30 عامًا) والتي شاركت في التظاهر لـ"الترا سودان"، إن الاحتجاجات لن تتوقف وتزداد صلابة يوميًا بفعل إصرار الشبان والفتيات على المقاومة المستمرة لـ"الانقلاب العسكري".
وتشير هذه الفتاة وهي تضع كتل خرسانية على طريق رئيسي يستخدم لإجلاء المصابين، إلى أن "الاحتجاجات السلمية هي الوسيلة الفعالة لقهر الدكتاتورية وإذا قررنا البقاء في منازلنا لن نجد هذا الوطن"، بحسب تعبيرها.
اقرأ/ي أيضًا: أيوب.. محطة إنسانية للثوار قبل "القصر"
وتمكن المتظاهرون من إبعاد "التحصينات الأمنية" قرب تقاطع معمل ستاك المركزي وتقدموا إلى شارع القصر مع تقاطع السيد عبد الرحمن، قبل أن تعود قوات الأمن مرة أخرى وتطلق الغاز.
يقول المحتجون إن التقدم نحو القصر الجمهوري يشكل دافعًا معنويًا لهم
التكتيكات التي استخدمها المحتجون اليوم كانت البقاء أطول فترة في محطة شروني للحافلات ومن ثم كسب المساحات إلى شارع القصر، ويقولون إن التقدم يشكل دافعًا معنويًا لهم.
بينما تحذر السلطات الأمنية من أن وسط العاصمة الذي يضم مقار القصر ومجلس الوزراء وزارة الدفاع ومؤسسات حكومية وعسكرية وأمنية يُمنع التظاهر فيها.
وفي الشهر الرابع للاحتجاجات الرافضة للإجراءات العسكرية التي أطاحت بالحكومة المدنية، يشترط المحتجون إبعاد قادة المكون العسكري من السلطة السياسية، بينما يقول قائد الجيش إن هذا لن يحدث إلا في إطار توافق سياسي أو انتخابات.
اقرأ/ي أيضًا
تجمع الصيادلة يندد بزيادة أسعار الخدمات الصحية
رابطة الأطباء الاشتراكيين تطالب بإسقاط الزيادات في رسوم الخدمات الطبية