في ساحة رئيسية في الخرطوم بحري، تجمع المئات اليوم السبت استجابة لحراك "كلنا معاكم" بمشاركة الآباء والأمهات، وهي من أساليب مقاومة الانقلاب العسكري في السودان التي تقودها لجان المقاومة في المدن والأحياء.
ولم تقتصر التظاهرات على مدينة بحري، فقد سبقتها الخرطوم، حيث تجمع المئات في "شارع الستين" وهم يرددون هتافات مناوئة للعسكريين ومطالبة بالحكم المدني في الشهر الـ(11) منذ استيلاء المكون العسكري على السلطة.
دعا متحدث لجان أحياء بحري إلى وحدة قوى الثورة محذرًا من استمرار الانقلاب العسكري بسبب الانقسامات
بينما تحرك موكب من أم درمان من الأحياء القريبة من وسط المدينة إلى الشوارع الرئيسية لإحياء تظاهرات "كلنا معاكم" ضمن جداول الحراك السلمي لتنسيقيات ولاية الخرطوم.
وقال المتحدث باسم لجان أحياء بحري في خطاب للحشد الذي تجمع في ميدان الرابطة بالخرطوم بحري اليوم السبت في إحياء موكب "كلنا معاكم"، إن المتظاهرين يجب أن يتوحدوا حول المبادئ والمطالب دون التوجس من "الميثاق الثوري" لأنه ديباجة مطالب وأهداف الثورة، وأشار إلى أنه لا يود التطرق لمبادرات "دمج المواثيق الثورية" لأن الأولوية للوحدة في الوقت الراهن.
ودعا المتحدث إلى التخلي عن خطاب التخوين والمزايدة بين قوى الثورة، محذرًا من تمدد الانقلاب العسكري حال استمرار الانقسام بين قوى المقاومة الشعبية والأحزاب والتنظيمات المهنية.
مواكب في شارع الستين وميدان الرابطة وأم درمان بالعاصمة #الخرطوم استجابة لحراك #كلنا_معاكم بمشاركة الآباء والأمهات. pic.twitter.com/KpiJVCaaSk
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) September 24, 2022
وأشار إلى أن من أراد أن يزايد أنه قدم للثورة أكثر من الآخرين يجب عليه أن "يجلس في منزله"، مضيفًا أن الشهداء هم من قدموا للثورة ولا يجب الشعور أنك تختلف عن الآخر.
من جهته قال أحد أقرباء الشهيد مروان جمال في خطاب للحشد: "يجب التمسك بالسلمية، ولو كان حمل السلاح مسموح به لما تأخرنا. ورسالتنا لكل الطغاة ما زلنا نتمسك بالسلمية".
وتوجه بالشكر إلى السودانيين في الولايات المتحدة الأميركية الذين خرجوا للتظاهر ضد زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان لنيويورك.
وقال إن النظام البائد أحال والد الشهيد مروان جمال الدين إلى التقاعد من الوظيفة الحكومية، مضيفًا أن الشهيد مروان كان يحمي المحتجين أثناء المواكب.
وفي أم درمان كان الموكب مختلفًا بعض الشيء بطواف في الأحياء الداخلية، ويضم المئات من المتظاهرين وهم يرددون هتافات مناهضة للحكم العسكري.
وتحول الموكب إلى كر وفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين قرب سوق رئيسي وسط مدينة أمدرمان.
وحمل المتظاهرون الكتل الخرسانية والحواجز لوضعها في الطرقات، وذلك في مسعى لشل حركة المركبات الأمنية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع.
وتقدم شبان وهم يضعون أغطية قماشية على الوجه ونظارات الغطس لتفادي الغاز المسيل للدموع، إلى مركبة القوات الأمنية التي تطلق الغاز بينما يحمل هؤلاء الشبان ألواح خشبية.
المجموعات الشبابية المناهضة للحكم العسكري تعتقد أن "الاشتباك" أمر ضروري لحماية المواكب السلمية
ويطلق المحتجون على هذه التكتيات بـ"الاشتباك"، ويقولون إنها ضرورية للوصول إلى المواقع الرئيسية وشل حركة السلطة الحاكمة.
ورغم أن هذه الأساليب باتت تواجه بالانتقادات بين قوى المقاومة الشعبية، إلا أن المجموعات الشبابية المناهضة للحكم العسكري تعتقد أن "الاشتباك" أمر ضروري لحماية المواكب السلمية.