انتشرت القوات الأمنية اليوم الخميس، في مناطق واسعة بالعاصمة شملت السوق العربي وجنوب الخرطوم، إلى جانب تحرك دوريات الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لمنع تقدم المتظاهرين إلى محيط شروني، فيما ارتكزت ناقلات شرطية في المنطقة الصناعية وشارع القصر ومحطة جاكسون.
زيادة كبيرة في أعداد المتظاهرين في مليونية 12 مايو
الانتشار الأمني وسط العاصمة، جاء بالتزامن مع موكب مركزي دعت له تنسيقيات لجان مقاومة ولاية الخرطوم، بعد ساعات من التوقيع على ميثاق سياسي يرفض التفاوض والشراكة مع العسكريين.
وتجمع الآلاف في نقاط حددتها تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، في محطة جاكسون، وصينية القندول، وسط السوق العربي، وتقاطع باشدار، للسير نحو القصر الرئاسي لرفض الحكم العسكري في شهره السادس.
واستبقت مركبات الشرطة، موكب "تقاطع باشدار" جنوب العاصمة، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لكن عمليات الكر والفر أجبرت هذه القوات على الانسحاب من المنطقة.
ووقع ممثلون عن تنسيقيات لجان المقاومة بولاية الخرطوم، أمس الأربعاء على الميثاق السياسي، الذي رفض الشراكة والتفاوض مع العسكريين، وطالب بتنحيهم فورًا عن السلطة وتسليمها إلى المدنيين.
وفي محاولة للإطاحة بالحكم العسكري يتظاهر الآلاف من السودانيين منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فيما يقول العسكريون إنهم على استعداد للوفاق السياسي أو إعلان الانتخابات المبكرة.
وتحرك الموكب من تقاطع باشدار إلى شارع القصر، لكن تمركز القوات الأمنية في محيط شروني، أدى لعمليات كر وفر بين المحتجين، ومدرعات الشرطة التي كانت تطلق الغاز المسيل للدموع إلى جانب خراطيم المياه.
وغطت سحابة من الدخان سماء منطقة شروني، جراء استخدام مكثف لعبوات الغاز، فيما بقي الآلاف من المتظاهرين في شارع كترينا القريب من محطة شروني.
واستبدلت القوات الأمنية، تكتيكات التعامل مع الاحتجاجات بالتقدم جنوبًا، لتقليص المساحات أمام المتظاهرين، ومنعهم من التقدم صوب شارع القصر.
ولمدة ثلاث ساعات قاوم آلاف المحتجين عبوات الغاز في محيط شروني، وهو موقع لمحطة الحافلات وحركة تمرير القطارات وسط العاصمة، وقريب من القصر الجمهوري.
واستخدمت القوات الأمنية، الأسلاك الشائكة لإغلاق شارع القصر في محيط شروني، إلى جانب نشر مدرعات وشاحنات تحمل الجنود، وتحريك دوريات للشرطة في الشوارع المحيطة.
وتقول إيمان (30) لـ"الترا سودان" إنها عبرت جسرًا رئيسيًا للوصول إلى وسط العاصمة والتظاهر ضد العسكريين، ولاحظت وجود انتشار أمني غير مسبوق لأول مرة منذ شهور.
وتضيف إيمان: "الانتشار الأمني لن يخيف المتظاهرين ولن تتوقف الاحتجاجات قبل تحقيق الحكم المدني الكامل، حتى الشراكة مع العسكريين لم تعد ذات جدوى بعد الانقلاب" على حد تعبيرها.
وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي مولي في، حثت الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على تسليم السلطة للمدنيين في محادثة هاتفية قبل يومين، وأعلنت دعم بلادها لجهود الآلية الثلاثية المعنية بتسهيل وتيسير الحوار بين السودانيين.
وفشل موعد ضربته الآلية الثلاثية، في منتصف أيار/ مايو الجاري، لبدء الحوار السوداني السوداني، نتيجة عدم الحصول على موافقة جميع الأطراف السياسية والعسكرية.