18-مارس-2022

مليونية غلاء المعيشة 17 مارس (فيسبوك)

تظاهر الآلاف قرب القصر الجمهوري اليوم الخميس في احتجاجات تدخل شهرها الخامس والتي ترفض الحكم العسكري، وشهد وسط العاصمة كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن.

وانطلقت الاحتجاجات اليوم تحت شعار "مليونية غلاء المعيشة" وهتف الآلاف ضد غلاء الأسعار وطالبوا بالحكم المدني بحسب ما رصد مراسل "الترا سودان"، وكثفت قوات الأمن من إطلاق قنابل الغاز.

وتحرك "الموكب المركزي" من تقاطع باشدار جنوب العاصمة وهي نقطة تجمع المتظاهرين ووصل إلى "محطة شروني للحافلات"، على مقربة من شارع القصر وتزامن ذلك مع إطلاق عبوات الغاز بواسطة قوات مكافحة الشغب.

الاحتجاج ضد الرئيس المخلوع خلق طبقات تصمم على مقاومة الحكم العسكري طويلًا 

وتمركزت قوات الأمن جوار كلية الطب جامعة الخرطوم لساعات وهي تطلق قنابل الغاز، وعقب مقاومة مستمرة للمتظاهرين تمكنوا من كسر الطوق الأمني والوصول إلى مسافات قريبة من القصر.

وأدت المقاومة المستمرة لعبوات الغاز من قبل المتظاهرين في الخطوط الأولى إلى تعدد الإصابات، التي نقلت إلى عيادة ميدانية قرب مركز الاحتجاجات فيما نقل مصابين إلى المستشفى.

وزادت وتيرة الاحتجاجات يوم الخميس على خلفية دعوات للخروج ضد الحكم العسكري والأوضاع المعيشية الصعبة، التي يعاني منها السودانيون بسبب ارتفاع سعر الصرف للعملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي، وأزمة غاز الطبخ.

وتطلب اختراق "الجدار الأمني" في شارع القصر بقاء المحتجين لساعات قرب شروني، وهم يتصدون لعبوات الغاز التي غطت سماء المنطقة.

ومنذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي يحتج المتظاهرون على الحكم العسكري الذي قلب السلطة الانتقالية وحل الحكومة المدنية وأبعد الائتلاف الحاكم عن السلطة واعتقل قياداتها.

ويرفع المتظاهرون شعارات بعدم التفاوض والمساومة والشراكة مع المكون العسكري ويطالبونه بتسليم السلطة والعودة إلى المهام الدفاعية والعسكرية، فيما يقول قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إن الوضع الراهن أمام خياران إما التوافق السياسي أو الانتخابات المبكرة.

ويعتقد قادة الحراك السلمي ضد الحكم العسكري أن الأوضاع المعيشية ستدفع غالبية السودانيين للخروج في الشوارع، والتعبير عن رفضهم للسلطة العسكرية التي تسببت في "عزلة جديدة للبلاد"، وحرمتها من مليارات الدولارات وإعفاءات للديون الخارجية التي تعطلت عقب الإجراءات العسكرية في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وشهد محيط "شروني"، مركز الاحتجاج الرئيسي عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات الامنية، تارة تتراجع قوات مكافحة الشغب إلى الخلف وتارة يتراجع المحتجون إلى الوراء، فيما واصلت مجموعات الخطوط الأولى في إبعاد عبوات الغاز كما درجوا على ذلك.

وارتدت هذه المجموعات "خوذة في الرأس" و"قفازات يدوية" وبعضهم حمل و"اقيات بلاستيكة" و"نظارات سباحة" وهي أدوات تحميهم من أدخنة الغاز التي تشل حركة المحتجين من التقدم إلى الأمام.

وتتشكل هذه المجموعات من طلاب المدارس والجامعات ومن حصلوا على شهادات التخرج من الجامعات، إذ إن عقودًا من نظام المخلوع خلق مقاومة شعبية ضد الرئيس المعزول من أحياء العاصمة أغلبهم ينتمون إلى طبقة متعلمة يعتقدون أن الحل في النظام الديمقراطي.

ومع استمرار تدهور العملة الوطنية وتزايد حوادث النهب التي طالت أحياء العاصمة يقول المتظاهرون إن "الحكم العسكري يجب أن ينتهي سريعًا" لتفادي الانتقال إلى الاضطرابات الأمنية والفوضى.

اقرأ/ي أيضًا

العود الأبدي.. السودان بين ديسمبر ومؤتمر الخريجين

بلومبيرغ: الانقلاب العسكري وحرب أوكرانيا.. أسباب لمجاعة في السودان