وسط مقاطعة من بعض أحزاب قوى الحرية والتغيير، وغياب وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصرالدين مفرح، نُظم مساء أمس السبت "ملتقى حوار الأديان واللادينيين" بفندق كورنثيا بالخرطوم. وبرزت دعوات المقاطعة على خلفية مشاركة حاخام إسرائيلي عن بعد عبر تقنيات مؤتمرات الفيديو، فيما أعلنت عضو مجلس السيادة الانتقالي رجاء نيكولا عبدالمسيح، في خطاب ألقته في اللقاء، أن "السودان بحاجة إلى التعايش السلمي والديني مع جميع الطوائف".
رفض وزير الشؤون الدينية المشاركة لعدم إخطاره مسبقًا بينما خاطبت عضو مجلس السيادة رجاء نيكولا المؤتمر
بينما أعلنت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أنها تفاجأت بوجود اسم الوزير ضمن برامج الملتقى قبل الحصول على موافقته لإلقاء خطاب في المؤتمر، وعليه قرر عدم المشاركة.
اقرأ/ي أيضًا: مناوي يطالب بالإسراع في تسليم مطلوبي الجنائية ويدعو إلى مصالحة وطنية
وذكرت الوزارة في تعميم صحفي اطلع "الترا سودان" على نسخة منه، أن الجهة المنظمة للمؤتمر لم تلتزم بإخطار الوزير مسبقًا لأخذ الموافقة أو الاعتذار.
وأضاف التعميم الصحفي: "نظرًا لعدم تنظيم أو اشتراك الوزارة في هذه الفعالية، فلا توجد علاقة لها بتنظيمها، وتجهل الوزارة مراميها وأهدافها، وطبقًا لذلك لها الحق في اتخاذ قرارها القاضي بعدم مشاركتها فيه".
وأردف مكتب وزير الشؤون الدينية: "تجدد الوزارة التزامها التام بالأهداف والتوجهات العامة والسياسات لحكومة الفترة الانتقالية".
من جهته وصف حزب البعث السوداني، المؤتمر بـ"الاستهتار المفضوح والتهافت على موائد التطبيع"، لافتًا إلى أن الدعوات للملتقى الذي تم تسميته "الملتقى الأخوي الأول للتسامح والسلام وجميع الديانات واللادينيين"؛ بدت مرتجفة ومهزوزة.
وأوضح المتحدث باسم حزب البعث السوداني، محمد وداعة، في تصريح لـ"الترا سودان"، أن الدعوة حملت مشاركة قيادات في الدولة وقيادات دينية من الخارج خاطبوا الملتقى عبر الأسافير، ومن بينهم حاخام يهودي إسرائيلي وهو بيت القصيد.
وتابع وداعة: "أساس الفكرة ومبتغاها دعم التطبيع البائس، ومحاولة ترسيخه في وجدان شعبنا صاحب المواقف التاريخية المشهودة في دعم حركات التحرر الوطني في كل مكان، وصاحب ثورة ديسمبر العملاقة التي قدم فيها أجمل الشهداء والمصابين والمفقودين طلبًا للحرية والسلام والعدالة".
وأشار وداعة إلى أن الرعب الذي يشعر به دعاة التطبيع وقبلهم دولة الكيان الصهيوني، جاء من اغتصابها لأراضي الفلسطينيين وأهالي الجولان وتشريد الملايين من أبنائها وقتلهم يوميًا على الهوية، وذلك هو نهج إسرائيل منذ أن عرفها العالم.
ورأى محمد وداعة أن شعب السودان متسامح بالفطرة ولم تكن العقيدة الدينية لأي منهم سؤالًا، وحاول نظام العصبية الإسلاموية الساقط على مدى ثلاث عقود وفشل وأن مثل هذه الدعوة لمثل هذا الشعب في حقيقتها دعوة للفتنة لا تبقي ولا تذر، على حد قوله.
وأضاف وداعة: "فيما يتعلق بالملتقى الديني واللاديني الهدف هو "التطبيع" ولذلك نشدد على أن السلطة الانتقالية لا تملك الحق في اتخاذ قرار بالتطبيع مع كيان معتدٍ أقام دولةً على أساس التعصب واقتلاع شعب بأكمله من أرضه وانتهاك حقوق الإنسان مخالفًا كل الشرائع السماوية والمعتقدات الوضعية التي تناهض الظلم والقهر والعدوان كيان لشعب السودان ودولة القانون كامل بمقاطعته".
وأضاف وداعة: "فيما يتعلق بالهدف المفضوح "التطبيع"، نؤكد على أن السلطة الانتقالية لا تملك الحق في اتخاذ قرار بالتطبيع مع كيان معتدٍ أقام دولةً على أساس التعصب واقتلاع شعب بأكمله من أرضه وانتهاك حقوق الانسان مخالفًا كل الشرائع السماوية والمعتقدات الوضعية التي تناهض الظلم والقهر والعدوان، كيان لشعب السودان ودولة القانون كامل بمقاطعته".
ودعا وداعة لجان مقاومتها وتنظيماتها المختلفة أن تصطف لإفشال فكرة التطبيع المنحرفة، لأن السودان أرض طهر وسماحة وتسامح لن ترض بتدنيسها أو النيل منها".
وقاد مبادرة ملتقى الأديان واللادينين عضو البرلمان في عهد النظام البائد، أبوالقاسم برطم، والذي ألقى خطابًا في المؤتمر دعا فيه السودانيين إلى نبذ الفرقة والشتات والاقتتال القبلي والديني، وشدد على ضرورة إدخال معلومات عن التعايش الديني والقبلي في مناهج الدراسة.
اقرأ/ي أيضًا: وزير الطاقة يؤكد دعم الوزارة للشركات العاملة في الطاقة المتجددة
وقال برطم مخاطبا الملتقى في المؤتمر الذي نظمه مساء السبت بفندق كورنثيا بالخرطوم: "أيها الأخوة في الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي والهندوسي واللادينيين، يجمعنا الوطن والإنسانية. وإن السودان الذي يمر بفترة انتقالية عقب ثورة شعبية شعارها الحرية والسلام والعدالة؛ أحوج ما يكون إلى تبني خطاب التعايش السلمي".
دعا منظم المؤتمر البعثات الدبلوماسية في السودان إلى إنشاء مراكز ثقافية
ودعا برطم البعثات الدبلوماسية في السودان إلى إنشاء مراكز ثقافية "تعزز من قيمة التعايش الديني والاجتماعي".
وشارك حاخام إسرائيلي عبر تقنيات مؤتمرات الفيديو في الملتقى، فيما دعا أسقف مشارك من النرويج، إلى تعزيز التسامح بين الشعوب ونبذ الفتنة والعنف واللجوء إلى السلام.
اقرأ/ي أيضًا
الري والتعليم العالي تعقدان مؤتمر "هندسة الفيضانات والسواحل" بمشاركة يونسكو
نقابة المحامين: الوضع بمشرحة مستشفى ودمدني جريمة ويجب تحريز المشرحة