23-مارس-2024
سودانيون يتناولون الإفطار الجماعي في شرق النيل

يستفيد من وجبة الإفطار الجماعي من مطبخ مستشفى البان جديد أكثر من (70) شخصًا يوميًا (غرفة طوارئ شرق النيل/فيسبوك)

على الرغم من انقطاع جميع الخدمات الأساسية في شرق النيل بالعاصمة الخرطوم، إلا أن مطبخ مستشفى البان جديد الجماعي لم يتوقف عن تقديم العصيدة بالملاح وعصير الكركدي في إفطار رمضان المجاني الذي تقدمه المطابخ الجماعية التي تقوم على الجهود الشعبية في مناطق الاشتباكات.

في شرق النيل يقدم متطوعو المطابخ الطعام بشكل يومي لآلاف المواطنين في المحلية الواقعة شمال العاصمة الخرطوم

ومنذ اندلاع الحرب نشط شباب الأحياء ولجان المقاومة في تشكيل غرف الطوارئ في مناطق الاشتباكات لتقديم الخدمات الأساسية للسكان العالقين وسط الحرب التي تدور رحاها منذ نيسان/أبريل من العام الماضي. وفي شرق النيل يقدم متطوعو المطابخ الطعام بشكل يومي لآلاف المواطنين في المحلية الواقعة شمال العاصمة الخرطوم، وذلك عبر المطابخ الجماعية في عموم الأحياء المأهولة بالمدنيين.

رمضان في شرق النيل

وبثت غرفة طوارئ شرق النيل، اليوم السبت، مجموعة من الصور تظهر تقديم الطعام في وجبة الإفطار من مطبخ مستشفى البان جديد، وهي إحدي المستشفيات القليلة التي ما تزال تعمل في عموم العاصمة الخرطوم. ويقدم المطبخ الطعام الذي يعده متطوعو غرفة طوارئ مستشفى البان جديد، وذلك بالرغم من استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ أيام، وفي ظل انقطاع خدمات المياه، بجانب غياب شبكات الاتصالات المستمر منذ أكثر من ستة أسابيع في بعض المناطق.

ويعتمد السكان العالقون في مناطق الاشتباكات على التحويلات المالية من الخارج والدعم الذي يقدمه بعض الخيرين والتبرعات لغرف الطوارئ في توفير الوجبات الأساسية، حيث تسببت الحرب في توقف الحياة العامة في المناطق الساخنة وتلك التي ما تزال تشهد مناوشات وتبادل القصف المدفعي بين طرفي النزاع، لا سيما في العاصمة القومية الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على محلية شرق النيل بالخرطوم بحري منذ الأيام الأولى للحرب، وكانت تستضيف قياديين بقوات الدعم السريع في الأيام الأولى للحرب. وما تزال محلية شرق النيل تعد إحدى المناطق التي تتركز فيها هذه القوات.

وتقول غرفة طوارئ شرق النيل إنه يستفيد من وجبة الإفطار الجماعي من مطبخ مستشفى البان جديد أكثر من (70) شخصًا يوميًا من متطوعين وكوادر طبية وإدارية وعمالية، بالإضافة للمرضى ومرافقيهم، وعدد من الأسر التي تسكن بالقرب من محيط المستشفى.

يقوم متطوعون بإعداد الإفطار في مطبخ مستشفى البان جديد التكافلي
يقوم متطوعون بإعداد الإفطار في مطبخ مستشفى البان جديد التكافلي (غرفة طوارئ شرق النيل/فيسبوك)

ويوجد بمحلية شرق النيل أكثر من (150) من المطابخ التكافلية، وهي ما يعرف محليًا باسم "التكايا" في السودان، وهي قامت عبر جهود أبناء المنطقة ودعم الخيرين منهم. وقالت غرفة طوارئ شرق النيل إنها تعمل بكل جهد لتوفير وتقديم الدعم اللازم لجميع هذه التكايا والمطابخ حتى لا تتوقف خدماتها خلال هذا الشهر العظيم.

ودعت الغرفة لمواصلة تقديم الدعم والمساهمات المادية والعينية لهذه التكايا والمطابخ التي تعتمد على المساهمات المالية والتبرعات الخيرية وغيرها من المصادر لاستمرار تقديم الخدمة للمواطنين العالقين.

انقطاع جميع الخدمات

ويقيد انقطاع الاتصالات وشبكات الإنترنت المستمر في السودان ملايين الأشخاص من إرسال واستقبال التحويلات المالية، في وقت هم في أمس الحاجة إليها، حيث تعتمد عليها الأسر وغرف الطوارئ والجهات الخيرية في دعم المدنيين في مناطق الحرب والنازحين في دور الإيواء بالمدن الآمنة.

ونجحت شركات اتصالات في استعادة الخدمة بعدد من المناطق في العاصمة والولايات، بما في ذلك مناطق أم درمان التي تقع تحت سيطرة الجيش، ولكن ما تزال محلية شرق النيل خارج التغطية، كما يستمر انقطاع التيار الكهربائي والإمداد المائي منذ خمسة أيام.

وقالت غرفة طوارئ شرق النيل غرفة طوارئ شرق النيل، اليوم السبت، إن انقطاع التيار الكهربائي عن المحلية أدى إلى توقف الطلمبات التي تعمل بالكهرباء لسحب المياه من الآبار، ومع عدم القدرة على توفير الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية اضطر السكان في بعض المناطق إلى سحب المياه من الآبار يدويًا بالطرق البدائية.

وشددت الغرفة على أن انقطاع المياه والكهرباء ضاعف من حِدّة المعاناة التي يعيشها سكان المنطقة في كل جوانب حياتهم اليومية، حيث يُكابد السكان الآن ويقطعون مسافات طويلة من أجل الحصول على مياه تكفي حاجتهم للشُرب وصنع الطعام.

وقالت إن انقطاع التيار الكهربائي واستمرار توقف شبكات الاتصالات والإنترنت يجعل من الصعوبة بمكان أن تقوم الغرفة بتوفير خدماتها للمواطنين، كما يعرقل ذلك من التواصل مع المتطوعين مقدمي الخدمة بالداخل، مما يزيد من تعقيد الوضع وتأخر تقديم الخدمات لمستحقيها.

ناشدت غرفة طوارئ شرق النيل الجهات المعنية بالسماح للطواقم الهندسية بالتدخل لإصلاح العطل الذي أدى لانقطاع الكهرباء

وناشدت في بيان اطلع عليه "الترا سودان"، الجهات المعنية بالسماح للطواقم الهندسية بالتدخل لإصلاح العطل الذي أدى لانقطاع الكهرباء، وعدم عرقلة عملهم. كما ناشدت المنظمات المختصة والجهات الخيرية للمساهمة في توفير الوقود لتشغيل طلمبات المياه ليحصل المواطنون على حاجتهم من مياه الشرب.

وجددت غرفة طوارئ شرق النيل المطالبة بضرورة العودة الفورية لشبكات الإتصالات والإنترنت المقطوعة عن أجزاءٍ واسعةٍ من ولاية الخرطوم وعدة مناطق أخرى في السودان، وأكدت أن الحصول على الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصال "هو حقٌ إنساني يجب أن يناله الجميع".