20-أغسطس-2023
(Getty)

(Getty)

شهدت العاصمة الخرطوم اليوم الأحد معارك عنيفة بين الجيش والدعم السريع في مناطق متفرقة، ولقي ما لا يقل من عشرة مدنيين مصرعهم بسبب سقوط قذائف في المنازل والشوارع.

وبدأت المعارك اليوم في وقت مبكر من الصباح وشملت المدرعات جنوب الخرطوم وأم درمان والمدينة الرياضية جنوب شرق الخرطوم وسلاح الذخيرة في الشجرة في ذات المنطقة غير البعيدة عن سلاح المدرعات. 

مواطن في حي جبرة بالخرطوم: معارك اليوم هي الأعنف من نوعها

وما تزال المعارك مستمرة حتى مساء اليوم، سيما في محيط المدرعات، حيث تحاول قوات الدعم السريع الاستحواذ على هذه القاعدة العسكرية الإستراتيجية، لكن مصدر عسكري قال لـ"الترا سودان"، إن الجيش لأكثر من ثمانية ساعات تصدى لهجوم الدعم السريع من الناحية الشمالية والشرقية.

وبثت حسابات مقربة من الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر وصولها إلى محيط المدرعات من الناحية الجنوبية المتاخمة لحي جبرة.

وقال طارق الذي يقطن في حي جبرة على مسافة ليست بعيدة عن المدرعات لـ"الترا سودان"، إن معارك اليوم هي الأعنف من نوعها مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع استولت على بعض الأحياء القريبة من المدرعات.

ونفى مصدر عسكري دخول قوات الدعم السريع في محيط سلاح المدرعات أو الاستيلاء على القاعدة العسكرية الإستراتيجية بالكامل، وقال إن وحدة قتالية من القوات المسلحة كبدت الدعم السريع خسائر فادحة.

ومنذ شهر ونصف تهاجم قوات الدعم السريع الأحياء المحيطة بسلاح المدرعات جنوب الخرطوم مثل أحياء العشرة وجبرة والصحافة، وحاليًا أغلب المنازل خالية من السكان بعد أن نزحوا تجنبًا المعارك العسكرية، كما أن قوات من الدعم السريع أجبرت بعض المواطنين على إخلاء المنازل.

وفي محيط المدرعات واصل الجيش القصف المدفعي المكثف، وبحسب مصدر عسكري استمر القصف لساعات طويلة لصد هجوم الدعم السريع الذي جاء من محوري الشرق والشمال والجنوب.

وقال الخبير العسكري حسن إدريس لـ"الترا سودان" إن سلاح المدرعات لا يمكن أن يسقط بهذه السهولة كما زعمت مقاطع الفيديو التي نشرتها قوات الدعم السريع اليوم، وقال إن الجيش في ذات الوقت مطالب بالاعتماد على الوحدات القتالية البرية لحماية قواعده العسكرية مثل نشر قوات برية مكثفة في محيط سلاح المدرعات، لكن رغم ذلك هناك حسابات متعلقة بحماية الأحياء المدنية لأن حرب المدن لها قواعد عسكرية خاصة.

وقال طارق من حي جبرة إن القذائف الصاروخية سقطت في أحياء العشرة وجبرة والصحافات اليوم بسبب اتساع رقعة المعارك وعنفها المتصاعد منذ ساعات طويلة.

https://t.me/ultrasudan

وقال إن قوات الدعم السريع التي وصلت إلى أحياء جبرة للهجوم على المدرعات، كانت كبيرة العدد، ويبدو أنها حشود لغرض الاستيلاء.

وأثناء استمرار المعارك البرية نفذ سلاح الطيران قصفًا على محيط المدرعات لمنع تقدم قوات الدعم السريع وتشكيل غطاء جوي للجيش.

وفي محيط منطقة الشجرة جنوب العاصمة دارت حرب شوارع بين الجيش والدعم السريع، وقال شهود إن مجموعة من جنود الدعم السريع كانوا يضعون قاذفات الصواريخ على الكتف ويطلقونها على مقربة من الشوارع والمنازل المأهولة بالسكان.

وعاش سكان الشجرة يومًا عصيبًا جراء القصف الصاروخي بالمدافع الثقيلة، حيث حاولت قوات الدعم السريع الاستيلاء على سلاح الذخيرة، لكن قوات الجيش نفذت "ضربات ساحقة" كما ذكر مصدر عسكري لـ"الترا سودان"، وقال إن المقاطع المنشورة هي من شوارع قريبة من منطقة الشجرة العسكرية.

وتأتي هذه المعارك العنيفة بعد أربعة أشهر من النزاع المسلح ونزوح أربعة ملايين شخص، ومقتل أربعة آلاف من المدنيين واختفاء قسري لأكثر من خمسة آلاف شخص.

وتتعثر المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في منبر جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، رغم الحديث عن اقتراب استئناف المحادثات خلال هذا الشهر.

وزار وفد الجيش المفاوض في جدة مدينة جوبا بجنوب السودان الأسبوع الماضي، والتقى الرئيس سلفا كير ثم عاد إلى بورتسودان.

وقال الخبير السياسي عبده مختار إن ارتفاع حدة المعارك يعكس عدم قدرة المجتمع الدولي على إيقاف القتال في السودان لضعف الأدوات المستخدمة للضغط على الطرفين.

خبير سياسي: مع تعثر الجهود الدولية لإيقاف القتال هناك فشل كبير في حماية المدنيين

ويوضح مختار أن المجتمع الدولي سيما الولايات المتحدة يعتقد أن حالة الإنهاك وحدها هي التي ستقود الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

وقال مختار إنه مع تعثر الجهود الدولية لإيقاف القتال هناك فشل كبير في حماية المدنيين وارتفاع في حركة النزوح، ويتوقع أن ترتفع إلى سبعة ملايين شخص خلال شهرين إذا لم يتوقف النزاع المسلح.