منذ بداية الحرب الأهلية الإثيوبية التي اندلعت أواخر العام الماضي بين الحكومة المركزية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، تدفق آلاف اللاجئين الإثيوبيين الفارين من جحيم الحرب إلى السودان، كان أغلبهم من قومية التيغراي المتاخمة للحدود السودانية، حيث حملوا معهم أنباء الفظاعات التي تسببت بها الحرب، ومخاوفهم على مستقبل عائلاتهم التي تركوها خلفهم.
ويستقر معظم هؤلاء اللاجئين في معسكرات مؤقتة ودائمة متناثرة على طول الحدود السودانية الإثيوبية، في أمل أن تطوى صفحة الحرب التي استطال أمدها في مدها وجزرها المستمر والمتمدد. في هذه المقالة التي ترجمناها عن شبكة "سي إن إن"، تستكشف "نعمة الباقر" وآخرون التقارير المتكررة عن الجثث التي يحملها نهر سيتيت الذي يصب من إقليم التيغراي إلى داخل الحدود السودانية، حيث يكشف التقرير عن تفاصيل مروعة وما يمكن أن يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تم ارتكابها خلال الحرب.
من خلال الضباب على طول نهر "سيتيت" شرقي البلاد، تظهر في المدى ملامح شبحية لأطراف بشرية، وعندما تصل تلك الملامح للمكان الضيق من مسار النهر، تظهر الأطراف التي تحملها المياه للشواطئ بشكل أكثر وضوحًا؛ إنها جثث رجال ونساء ومراهقين وحتى أطفال، ويمكن رؤية آثار التعذيب بوضوح على بعضها، بأيديهم المربوطة بإحكام خلف ظهورهم.
في رحلة إلى "ودالحليو"، وهي بلدة سودانية بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، عدّ فريق "سي إن إن" ثلاث جثث في يوم واحد. وأكد الشهود والسلطات المحلية في السودان، أنه في الأيام التي تلت رحيل الفريق، وصلت (11) جثة أخرى في الرافد الذي يجري من إثيوبيا إلى السودان.
الجثث تحكي قصة مظلمة من الاعتقالات والإعدامات الجماعية عبر الحدود في الحُمرة
تشير الدلائل إلى أن الموتى من التيغراي. ويقول الشهود على الأرض إن الجثث تحكي قصة مظلمة من الاعتقالات والإعدامات الجماعية عبر الحدود في الحُمرة، وهي بلدة في إقليم تيغراي الإثيوبي.
تحدثت "سي إن إن" مع العشرات من الشهود الذين يجمعون الجثث من النهر في السودان، فضلًا عن خبراء الطب الشرعي الدوليين والمحليين والمواطنين الإثيوبيين المحاصرين والمختبئين في الحمرة، للكشف عن ما يبدو أنه مرحلة جديدة من التطهير العرقي في حرب إثيوبيا.
اقرأ/ي أيضًا: أبواب أوروبا الموصدة في وجه المهاجرين.. هل تحطمها موجات جديدة؟
والحمرة هي واحدة من العديد من المدن التي وصلها الصراع الذي دمر الدولة الإفريقية التي يبلغ عدد سكانها (112) مليون نسمة، والمستمر منذ أن شنت الحكومة الإثيوبية هجومًا في منطقة تيغراي شمالي البلاد في تشرين الثاني/نوفمبر 2020. وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد انتصار قواته في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر؛ لا تزال المنطقة ترزح تحت نيران الاشتباكات وتعاني من آثار الصراع، حيث كانت "سي إن إن" قد كشفت عن العديد من الفظاعات، والتي تتضمن التعذيب والقتل خارج نطاق القانون واستخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب.
وفي نهاية حزيران/يونيو من هذا العام، تحول ميزان القوى فجأة، حيث استعادت قوات تيغراي عاصمة الإقليم "مَقَلِي" من الحكومة المركزية، وبدأت الحكومة الإثيوبية في سحب قواتها من المنطقة. ولكن الحرب استمرت. وفي منتصف تموز/يوليو المنصرم، أعلنت قوات تيغراي عن حملة جديدة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الإثيوبية.
وقال شهود عيان لـ"سي إن إن"، إن هذا الهجوم الجديد هو الذي دفع القوات الحكومية والميليشيات التي تسيطر على بلدة الحمرة بالقرب من الحدود مع إريتريا والسودان، لتدشين مرحلة جديدة من الاعتقال الجماعي للسكان من التيغراي.
وتشير تحقيقات "سي إن إن"، إلى أن التنميط العرقي واحتجاز وقتل التيغراويين، يحمل السمات المميزة للإبادة الجماعية على النحو المحدد بحسب القانون الدولي.
"أخبَرونا أن نبحث عن جثث"
في الأسابيع الأخيرة، تولى التيغراي الذين يعيشون في "ودالحليو" السودانية على بعد (65) كيلومترًا من الحمرة الإثيوبية، تولوا مهمة استخراج ودفن الجثث التي يحملها النهر الذي يعرف باسم "سيتيت" في السودان و"تكزي" في إثيوبيا.
إنه عمل شاق وقاسٍ في ظل رائحة الموت التي تملأ الهواء كلما يتم استخراج جثة من مجرى النهر وحفر قبر جديد لها قبل أداء طقوس الدفن.
اقرأ/ي أيضًا: الخطاب النسوي في السودان.. التحديات والفرص
وبحزم وإصرار يساعد "غبريتينسي غبريكريستوس" المعروف باسم "جيري" وهو أحد قادة مجتمع التيغراي في المنطقة، في تنسيق المهمة القاتمة. وفي إجمالي تقديراتهم، تم العثور على (60) جثة على الأقل حتى الآن. ويوضح "جيري" لماذا هم متأكدون من أن الجثث هي لتيغراويين من الحمرة بالقول: "يتصل علينا الناس من الحمرة ليخبرونا أنهم رأوا القوات تُسيِّر مجموعة من المعتقلين تجاه النهر، ومن ثم سمعوا أصوات طلقات نارية. أو أن هناك عددًا من الأشخاص الذين أخذهم جنود من مرافق الاحتجاز ولم يعودوا أبدًا". ويضيف: "يطلب المتصلون من الحمرة أن نتقفَّى أجساد القتلى في مجرى النهر". وبحسب جيري، أحيانًا حتى هؤلاء المتصلون يكونون من المعتقلين السابقين الذين هربوا قبل إعدامهم.
سرعة انسياب المياه في هذا الوقت من العام تدفع الأجساد في مجرى النهر من الحمرة إلى ودالحليو في وقت لا يتجاوز الثلاث ساعات
ظهرت الجثث لأول مرة في السودان في تموز/يوليو المنصرم، عندما كان النهر في أعلى مستوى له بسبب موسم الأمطار. وأخبر مهندسون سودانيون "سي إن إن"، أن سرعة انسياب المياه في هذا الوقت هي التي تدفع الأجساد في المجرى من الحمرة إلى ودالحليو في وقت لا يتجاوز الثلاث ساعات تقريبًا، ولذلك عندما تصل الأجساد إلى المجرى الضيق في ودالحليو، يدفعها تدفق المياه إلى الشواطئ.
ووفقًا لجيري، عادة ما يجدون نفس عدد الجثث الذي يخبرهم المتصلون أنها قد رميت في النهر.
ومن بين التيغراويين المتواجدين في ودالحليو الذين قالوا إنهم فروا من معسكرات الاعتقال في الحمرة، ناتي (16 عامًا) وغبري (17 عامًا) والذين تم تغيير أسمائهم في التقرير لأجل حمايتهم، والذين أكدوا أنهم سمعوا تقارير عن أشخاص مقيدين يتم تسييرهم في صف واحد نحو نهر "تكزي" في الحمرة، حيث قالا إنهما سمعا أصوات رصاص، ولم يعد أي من الأشخاص الذين تم اقتيادهم للنهر.
يقول ناتي إنه يتذكر شعوره بالعجز التام حينها، ويضيف: "كنت خائفًا وأنا أفكر أنهم سيقتلونني ويرموني في النهر أنا أيضًا".
وقالت السلطات السودانية في ودالحليو، إنها عملت على توثيق آثار التعذيب على كل جثة وُجدت في المنطقة، وجهزت تقارير الطب الشرعي عبر الشرطة، والتي كشفت عن آثار تعذيب وآثار رصاص على الأجساد تشبه أساليب الإعدام. ويقول كل من السلطات السودانية المحلية وخبراء الطب الشرعي إن جميع الجثث التي تم استرجاعها حتى الآن كانت على الأرجح ميتة قبل أن تصل إلى المياه.
وفي بيان صدر عبر شركة العلاقات العامة الأمريكية "ميركوري"، قالت الحكومة الإثيوبية إنها تحقق في الادعاءات. وقال متحدث باسم الحكومة الإثيوبية، إنهم و"على خلفية العديد من التناقضات في الادعاءات، نعمل مع السلطات المختصة لجمع الأدلة، وسنقوم بملاحقة أي شخص قام بارتكاب جرائم بأقصى حد يسمح به القانون".
ومضى بالقول: "الحكومة حريصة على تأكيد رغبتها في ضمان حل سلمي للنزاع في تيغراي، وتعمل على تأمين وقف إطلاق النار".
"كانوا جميعًا مرضى"
بالنسبة للعديد من التيغراويين في السودان، يمكن أن تكون هذه الجثث لأشخاص يعرفونهم، حيث فرّ عدد كبير منهم من الحمرة، تاركين خلفهم عائلاتهم هناك.
يقول تيميسغين (24 عامًا) ويوناس (25 عامًا)، إنهما هربا معًا من مستودع "إندا يتبارك" في الحمرة، والذي وصفوه بأنه يستخدم كمعسكر اعتقال جماعي مؤقت لآلاف التيغراي. "سي إن إن" غيرت أسماءهم حفاظًا على سلامتهم. وسُجن كلاهما لما يزيد قليلًا عن أسبوعين.
يتذكر تيميسغين قائلًا: "كنت ألعب حول منزلي، ثم جاؤوا وأخذوني لأنني من التيغراي"، ويضيف: "أخذوني واعتقلوني وأنا لم أفعل أي شيء".
وأوضح أن الناس داخل المستودع كانوا محشورين معًا على الأرض دون غرف أو فواصل لتوفير الخصوصية.
يقول يوناس: "لم يقدموا لنا الطعام ولم يكن لدينا حتى المرحاض، كان بعض الناس يفرغون فضلاتهم داخل المستودع".
بالنسبة لتميسغين، كان الرعب الحقيقي هو غياب الرعاية الطبية. وقال: "كان الجميع مرضى بالأنفلونزا، ولم يحصلوا على مساعدة طبية ولم يكونوا يرسلوننا إلى المستشفى".
ووصف محتجزون سابقون سجناء من جميع الأعمار محشورين في مساحات ضيقة؛ من الأمهات مع أطفالهم الصغار إلى المراهقين إلى الرجال في السبعينات من العمر.
يقول تيميسغين ويوناس إنهما هربا عندما سمح لهما أحد الحراس في واحدة من المرات النادرة باستخدام المرحاض، وقاموا بالرحلة إلى السودان. وتحدث كلاهما عن معسكرات اعتقال متعددة منتشرة حول مدينة الحمرة.
وتحدثت "سي إن إن" إلى العشرات من الهاربين الآخرين من هذه المعسكرات، وبناءً على رواياتهم، تشير تقديراتهم إلى وجود ما يصل إلى تسعة مواقع يُعتقد أن الآلاف من تيغراي محتجزون فيها.
التنميط العرقي
قال سكان تيغراي الذين ما زالوا داخل الحمرة، إنهم يعيشون في خوف دائم من التعرض للاعتقال أو القتل. وتحدث المواطنون عن التنميط العرقي الذي يتعرضون له، حيث يتم استهداف السكان من التيغراي فيما ينعم أولئك الذين ينتمون إلى إثنيات أخرى بالأمان، ولا سيما أولئك الذين ينتمون إلى الأمهرة ؛ حيث قاتلت مليشيات من الأمهرة إلى جانب القوات الحكومية الإثيوبية في تيغراي.
اقرأ/ي أيضًا: فيضان 2021.. ملامح مأساة متجددة
ويواجه الأشخاص من إثنيات مختلطة مصيرًا غامضًا؛ حيث قال مواطنون إثيوبيون لشبكة "سي إن إن"، إن بطاقة هوية أمهرة يمكن أن تكون كافية، لكن على الرغم من ذلك رؤيتك وأنت تتعامل وتتواصل مع مواطنين من التيغراي ستعرضك للخطر.
المعتقلون من التيغراي يعيشون في بيئة صعبة بلا طعام ولا ماء ولا دواء
عالم -الذي تم تغيير اسمه أيضًا لأسباب أمنية- هو من أصحاب الخلفية الإثنية المختلطة، أحد والديه من التيغراي، وكان يساعد التيغراي على الاختباء في منزله في الحمرة أثناء موجة الاعتقالات. حيث نصحه أقاربه في الخارج على الفرار، لكنه أصر على أن من واجبه البقاء ومساعدة أولئك المستهدفين.
راحيل -ليس اسمها الحقيقي- هي أيضًا من التيغراي، ولكن لديها بطاقة هوية تحمل إثنية أخرى، وتقول إنها كانت تزور الأصدقاء والأقارب في معسكرات الاعتقال على الرغم من الأسئلة التي يطرحها الحراس. وتشعر بالرعب من الظروف التي يمر بها المعتقلون.
"إنهم لا يستطيعون الحركة، يعيشون في بيئة صعبة، بلا طعام ولا ماء ولا دواء. وإذا ما أصيبوا بالمرض وماتوا، فلا أحد يهتم. إنهم جوعى وعطشى. كيف يمكن أن يشعروا بخير وهم يفكرون في أن دورهم في القتل قد يكون في اليوم التالي علمًا بأن أصدقاءهم قد قتلوا بالأمس؟ الحراس لا يهتمون بالحياة".
وذكر الأشخاص في الحمرة الذين تحدثوا إلى "سي إن إن"، مرارًا اختفاء أفراد من إثنية التيغراي. وافترض أولئك الذين ما زالوا أحرارًا أنهم محتجزون في المعسكرات، لكن أولئك الذين فروا من السجون قالوا لشبكة "سي إن إن"، إن الأشخاص كثيرًا ما يتم استدعاؤهم من قبل الحراس ولا يعودون أبدًا. وتحدث آخرون عن مشاهدات نادرة لجثث ملقاة في النهر.
عبر النهر في السودان، يتذكر يوناس حالات الاختفاء من مستودع "إندا يتبارك"، ويقول: "لم يكونوا يعذبوننا لكنهم في كثير من الأحيان كانوا يأخذون بعض السجناء في الليل، ولا يعودون بهم. نحن لا نعرف إن كانوا قتلوهم أم لا، لكن بعد أن أخذوهم لم يعودوا أبدًا، وأبلغت أسرهم عن اختفائهم".
ويعتقد سكان الحمرة الذين تحدثت معهم "سي إن إن"، أن الجثث التي وصلت إلى ودالحليو هي من بلدتهم. العديد منهم على اتصال منتظم مع أولئك الذين فروا عبر الحدود إلى السودان، وعندما بدأت الجثث في الوصول، انتشرت الأخبار بسرعة.
وتم التعرف على جثة رجل يدعى ميسغاناو، وهو حلاق معروف في الحمرة. يتذكر عالم: "كان لديه لقبان: توتيت وغوندي".
ويمضي عالم بالقول: "كنت أعرف توتيت جيدًا عندما كان يعمل في الحمرة في محل تصفيف للشعر. لقد ولد ونشأ في الحمرة".
أدلة على التعذيب
التحقيقات المستقلة الجارية من قبل خبراء الطب الشرعي الدوليين والمحليين لم تجد أي دليل على غرق الضحايا. وقال الخبراء، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب مخاوف أمنية، إن الجثث تعرضت جميعها لشكل من أشكال العوامل الكيميائية بعد الوفاة، مما أدى إلى حفظها بشكل فعال قبل دخول المياه.
ويقول الخبراء إن حقيقة أن جميع الجثث كانت في حالة مماثلة، تشير إلى أنها كانت مخزنة في بيئة واحدة، ربما في منشأة تخزين أو مقبرة جماعية، قبل أن تُلقى في النهر.
ويؤكدون أن حالة الحفظ هذه تجعل من السهل تحديد العلامات والأدلة على الجثث وما الذي يمكن أن يكون قد تسبب بها.
اقرأ/ي أيضًا: "بين نارين".. أقلية إثيوبية يهودية تلجأ إلى السودان
بعض من عُثر عليهم كانت أذرعهم مقيدة بإحكام خلف ظهورهم، تماشيًا مع أسلوب التعذيب المسمى "تاباي". ورُبطت أيدي العديد منهم بسلك كهربائي أصفر صغير الحجم، كما تشير كسور العظام والخلع إلى ضغط إضافي على أجسادهم قبل الموت.
أكد خبراء وجود علامات تعذيب على الجثث كشفت عنها مجموعة اللاجئين من التيغراي التي كانت تجمع الجثث في السودان
يقول الخبراء إنهم في سباق مع الزمن للحفاظ على الأدلة في حالة الحاجة إليها لمحاكمة مرتكبي جرائم حرب محتملة في المستقبل. كما أكدوا وجود علامات تعذيب كشفت عنها مجموعة اللاجئين من التيغراي التي كانت تجمع الجثث في السودان.
وبينما يواصل المحققون في السودان فحص الجثث، يواجه التيغراي ومن يساعدونهم في الحمرة صراعًا يوميًا للبقاء بعيدًا عن الاعتقال والانتهاكات.
أما التيغراويون أمثال جيري، على الجانب الآخر من الحدود، فهم يحفرون القبور الضحلة للجثث التي تنجرف في اتجاه مجرى النهر وهم في حالة حزن جارف.
وقال جيري، الذي كان يتحدث بالقرب من أول قبر حفره على ضفاف النهر، والذي تم تمييزه بصليب خشبي مؤقت، يقول إنه يؤلمه عدم قدرته على دفنهم بشكل لائق.
"أتترك أهلك عند النهر؟ أختك، أخوك، أتتركهم يرقدون رقدتهم الأخيرة بشكل غير لائق؟ هذا مؤلم، يؤلم قلبك، لكن ماذا يمكنك أن تفعل؟ هذا ما حُكم علينا به".
اقرأ/ي أيضًا