26-أغسطس-2021

رقم قياسي جديد لهذا العام حيث سجل النيل الأبيض أعلى منسوب له منذ بدء الرصد قبل حوال مئة عام (BBC)

سنويًا تحدث الفيضانات بالسودان خلال موسم الخريف الممتد من حزيران/يونيو إلى تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، بسبب هطول الأمطار الخريفية وارتفاع مناسيب نهر النيل وروافده وفروعه أو ما يسمى دارجيًا بـ"الخيران،" وتتأثر القرى والمزارع الواقعة بمحاذاة ضفاف النيلين الأزرق والأبيض إلى جانب نهر النيل الرئيسي، وتؤدي السيول إلى تهديم المنازل ونفوق الحيوانات ودمار المحاصيل الزراعية، في عود أبدي لكارثة اقتصادية واجتماعية سنوية.

 ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت البلاد هذا العام إلى (52) قتيلًا حتى الآن

وفي 8 آب/أغسطس من العام الجاري، حذرت وزارة الري والموارد المائية المواطنين في مناطق الشمال وولاية الخرطوم، وطالبتهم باتخاذ الاحتياطات اللازمة، نسبة لارتفاع منسوب النيل بولاية الخرطوم إلى (16.78) مترًا، ومتجاوزًا لمنسوب الفيضان.

اقرأ/ي أيضًا: "بين نارين".. أقلية إثيوبية يهودية تلجأ إلى السودان

وبحسب متابعات "الترا سودان"، ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات التي اجتاحت البلاد هذا العام إلى (52) قتيلًا حتى الآن، بينهم (26) قتيلًا في ولاية نهر النيل شمال البلاد. وتشير تقارير صحفية إلى انهيار (3890) منزلًا انهيارًا كليًا، وأكثر من (12) ألف منزل بصورة جزئية، وأدت السيول لقطع الطريق الوطني إلى ولايتي سنار والنيل الأزرق بموقعين.

وقبيل عدة أيام، توقعت الإدارة العامة للخزانات بوزارة الري حدوث زيادة في وارد مياه النيل الأزرق، نتيجة لهطول أمطار غزيرة على الهضبة الإثيوبية. وحذرت الوزارة في تقريرها اليومي للجنة الفيضان، من ارتفاع في قطاعي الخرطوم - شندي وعطبرة - مروي. 

فيضان الفاو

وشهدت مدينة الفاو بولاية القضارف شرقي البلاد فيضانات ضربت عدة مناطق متفرقة بالمدينة، وتناقلت وسائط التواصل الاجتماعي والصحف مجموعة من صور كارثة فيضان الفاو، في حين طالب نشطاء ومواطنون السلطات الرسمية بالتدخل العاجل لدرء كارثة الفيضان بالمدينة.

اقرأ/ي أيضًا: لاجئات جنوبيات في السودان.. صدمات ما بعد الحرب

ومنذ بدء فيضانات خريف هذا العام، أعلنت السلطات الرسمية السودانية عن انهيار ما يقارب (1500) منزل و(20) مدرسة وتضرر حوالي (1300) أسرة، وغرق (1800) فدان زراعي ونفوق (1300) من الماشية، إلى جانب تضرر شبكات المياه والكهرباء بمدينة الفاو. 

أرقام قياسية جديدة

وفي ذات السياق، اتخذت وزارة الري والموارد المائية عدة تدابير لتقليل أثر الفيضان، وقال وزير الري ياسر عباس في تصريحاتٍ سابقة، إن أحد أهم سمات فيضان هذا العام، الإيراد الكبير وغير المتوقع من النيل الأبيض، والذي يفوق كل ما تم رصده خلال المائة عام السابقة. 

وزير الري: لأول مرة في السودان استخدام خزانات في كسر حدة الفيضان

وقال وزير الري إن متوسط إيراد النيل الأبيض كان يتفاوت بين (70-80) مليون متر مكعب يوميًا في الأعوام السابقة خلال شهر تموز/يوليو، ليرتفع ما بين (120-130) مليون متر مكعب في اليوم خلال الموسم الحالي. 

وزاد "تمكنا بنجاح خلال موسم الفيضان الحالي، ولأول مرة من استخدام الخزانات السودانية "الروصيرص ومروي" في كسر حدة الفيضان خلال شهري يوليو وأغسطس، حيث حددت لجنة الفيضان لأول مرة ما يسمى بالتصريف الآمن الذي بلغ (800) مليون متر مكعب خلف سد مروي و (550) إلى (650) مليون متر مكعب خلف سد الروصيرص.

اقرأ/ي أيضًا: في اليوم العالمي للشباب.. من يصنع المستقبل؟

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها السودان الخزانات لكسر حدة الفيضان، وقال الوزير في تعميم صحفي، إنه استعرض بمجلس الوزراء تقريرًا عن الفيضان بمدينة الفاو، والدمار الكبير الذي حدث بمشروع الرهد الزراعي والأراضي التي غمرتها المياه. مؤكدًا إن الجلسة شهدت نقاشًا مهمًا حول ضرورة تصريف هذه المياه بأسرع ما يمكن، لتصبح كل المساحات المغمورة جاهزة للموسم الشتوي.

مأساة متجددة

وبلغت مناسيب مياه نهر النيل خلال العام الماضي أعلى مستوى لها في المائة عام الأخيرة. وتجاوزت مناسيب النيل ما سجل في سيول وفيضانات 1946 و1988 حيث اجتاحت البلاد آنذاك فيضانات غير مسبوقة. وأعلنت حينها الحكومة حالة الطوارئ بالبلاد لمدة ثلاثة أشهر لتدارك آثار الفيضان، الذي أثر على (100) ألف منزل في ولايات السودان المختلفة.

طالب مواطنون بمزيد من الاحتياطات لتفادي كارثة السيول والفيضانات المتجددة كل عام

وثمن مواطنون الدور الحكومي في مواجهة خريف العام الحالي، مطالبين باتخاذ المزيد من الاحتياطات لتفادي كارثة السيول والفيضانات المتجددة كل عام، ومعالجة وتوفيق أوضاع المتضررين من أثر الفيضان، وتوفير رعاية صحية ملائمة، إلى جانب المساهمة في بناء المنازل المتهدمة.

اقرأ/ي أيضًا

الأمطار تشل الخرطوم في ظل تدهور كبير للبنية التحتية

"طوكر تغرق" بعيدًا عن الأضواء