سياسة

مترجم| آليكس ديوال: أموال إماراتية وأجندة مصرية في الحرب الإثيوبية

24 نوفمبر 2020
1_110.jpg
(الترا سودان)
عامر صالح
عامر صالحكاتب وصحفي من السودان

ربما ليس هنالك من هو أكثر فصاحة في شؤون القرن الإفريقي مثل الكاتب والباحث البريطاني، آليكس ديوال؛ فهو بسنين خبرته الطويلة في السودان والمنطقة، إلى جانب بحوثه وكتاباته المتعددة؛ يعتبر مرجعًا في قضايا الإقليم، وأحد أهم الباحثين في قضايا الحرب والسلام والنخب السياسية في إفريقيا.

يعد آليكس ديوال من أبرز الخبراء في شؤون القرن الإفريقي والسودان

ومن المتوقع أن يكتب آليكس الكثير عن الحرب الإثيوبية الحالية، فهو لصيق المعرفة بالديناميات الداخلية والخارجية التي شكلت إثيوبيا الحديثة، وقد دلق الكثير من الحبر راصدًا لتاريخها السياسي المعاصر، هي وجارتها إريتريا، وبالطبع السودان، والذي كان محط تركيزه وما عرف به في الأوساط السياسية والأكاديمية.

اقرأ/ي أيضًا: التغيير في أمريكا.. بايدن ومآلات التطبيع

في هذا المقال، والذي نشر على موقع مؤسسته بجامعة "تافتس"؛ مؤسسة السلام العالمي، تحت عنوان "من المستفيد من تدمير إثيوبيا"، يتحدث آليكس لأول مرة عن الحرب الإثيوبية الحالية، ويكشف عن خطورة الوضع ليس فقط على إثيوبيا، وإنما المنطقة ككل، وحتى هياكل وآليات السلم في إفريقيا، ذلك إلى جانب فضح الأطماع الإماراتية والأجندة المصرية التي لا تبشر بخير، وأخطرها التدخل المباشر للإمارات في الحرب، وذلك عبر قاعدتها العسكرية في إريتريا، وهو الأمر الذي كان قد كشفته من قبل عدد من التقارير الصحفية والشخصيات الاعتبارية، وهو ما عززه حديث ديوال.


هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول الحرب في إثيوبيا. اسمحوا لي أن أطرح سؤالًا آخر: من الذي سيستفيد في جميع أنحاء المنطقة؟

قبل عشر سنوات، قال لي ملس زيناوي، رئيس وزراء إثيوبيا آنذاك، "إن كابوسي هو أنه سيتوجب علينا التعامل مع أجندة مصرية تمول من أموال الخليج". وما فات على "كابوس" زيناوي التنبؤ به، هو أن تكون أحدث التقنيات العسكرية جزءًا من الكابوس.

الفارق الحاسم بين الجيش الفيدرالي وجبهة التيغراي هو الطائرات بدون طيار التي تحلق من قاعدة إماراتية في "عصب"

إن الفارق العسكري الحاسم بين الجيش الفيدرالي وجبهة تحرير تيغراي في الحرب الحالية هو الطائرات الحربية بدون طيار "درون"، والتي تحلق من قاعدة جوية في مدينة "عصب" الإريترية. وتتطلب حملات الطائرات بدون طيار من هذا النوع تخطيطًا دقيقًا مسبقًا. القاعدة الجوية في عصب تتبع لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي كانت تستخدمها سابقًا كقاعدة لعملياتها العسكرية في اليمن.

اقرأ/ي أيضًا: الأمم المتحدة: الحرب الإثيوبية قد تدفع 200 ألف لاجئ إلى السودان الأشهر المقبلة

في عهد الرئيس دونالد ترامب، كانت سياسة الولايات المتحدة هي إطلاق العنان لإسرائيل ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ حلفاؤها الرئيسيين في المنطقة. وفي اتصال هاتفي مع القادة الإسرائيليين والسودانيين في 23 تشرين الأول/أكتوبر المنصرم، قال الرئيس ترامب، عن مصر وسد النهضة الإثيوبي: "سينتهي بهم الأمر بتفجير السد. وقلت ذلك -وأقولها بصوت عالٍ وواضح ، "سيفجرون ذلك السد"".

لا نعرف ما إذا كان الرئيس ترامب قد تم إطلاعه على الاستعدادات لضربات الطائرات بدون طيار في إثيوبيا، لكنه بالتأكيد أرسل رسالة عالية وواضحة إلى حلفائه في الشرق الأوسط. كان هؤلاء الحلفاء يعلمون أنهم لا يستطيعون توقع مثل هذه الحرية من إدارة بايدن.

اقرأ/ي أيضًا: محللون وناشطون: تقويض الديمقراطية أوله مباحثات سرية مع إسرائيل

بالنسبة لمصر؛ فإن إثيوبيا في حالة اضطراب تشبه الوضع السابق الذي كانت عليه قبل أن يصبح ملس زيناوي في الحكومة -وهو شيء كان المصريون يرغبون فيه. تتحدى إثيوبيا القوية سيطرة مصر على مياه النيل وأجندتها للتأثير في المنطقة. كما أن مصر على خلاف مع الاتحاد الإفريقي، الذي علق عضويتها بعد أن استولى الرئيس عبدالفتاح السيسي على السلطة في 2013، حيث يعلق الاتحاد الإفريقي تلقائيًا الحكومات التي تتولى السلطة بوسائل غير دستورية.

المستفيد المباشر من الحرب الإثيوبية هو الرئيس الإريتري إسياس أفورقي

أما بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، فإن إثيوبيا مُضعفة تعتمد على التجارة العسكرية؛ ستتناسب مع أهدافها الكلية في المنطقة.

اسمحوا لي أن أكرر: أنا لا أنقل المسؤولية أو المشاركة المباشرة إلى أي من هذه البلدان. لكنهم سيستفيدون.

المستفيد المباشر من الحرب هو الرئيس الإريتري إسياس أفورقي. لقد كان يتوق إلى أن تكون إثيوبيا في حالة اضطراب. في تسعينات القرن الماضي، وصف إثيوبيا بأنها مثل يوغوسلافيا، مصيرها التفكك. أكبر مخاوفه هما الجيش الفيدرالي الإثيوبي وجبهة تحرير شعب التيغراي. واليوم هم محاصرون في محاولات الإنهاء المتبادلة.

اقرأ/ي أيضًا: إثيوبيا.. معارك كسر العظم

ربما كان رئيس الوزراء آبي أحمد ساذجًا بعض الشيء، على أقل تقدير، في قبوله الرئيس إسياس أفورقي كمعلم ومرشد في السياسات الأمنية. لكن الإشارة كانت واضحة، بعد توقيع اتفاق السلام والأمن بين أديس أبابا وأسمرة، سافر الرجلان إلى أبوظبي للاحتفال، وتجنبوا قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت بعد ذلك مباشرة. لكن يمكن لإسياس أن يعلن براءته من تدمير إثيوبيا. إنه صامت ومتكتم بينما البلاد تمزق نفسها.

لقد أصبح النموذج الذي كان واعدًا من قبل للدولة التنموية في إفريقيا تاريخًا الآن

ما يتم تدميره الآن ليس فقط تماسك إثيوبيا، ولكن السيادة والوحدة والاستقلال الإثيوبي. لقد أصبح النموذج الذي كان واعدًا من قبل للدولة التنموية في إفريقيا تاريخًا الآن. ستقضي إدارة بايدن القادمة وقتها في المنصب في محاولة لإدارة الضرر، ولن تكون قادرة على متابعة أهداف أخرى. كما أن معايير ومبادئ ومؤسسات الهيكل الأفريقي المتعدد الأطراف للسلام والأمن ستُداس بالأقدام.

اقرأ/ي أيضًا

"صنع في السودان".. صناعات شبابية محلية تنافس العالمية

نظرة إلى المستقبل من شرفة الماضي

الكلمات المفتاحية

المعارك في كردفان

كردفان تشتعل.. الجيش والدعم السريع يتصارعان على السيطرة

تشهد كردفان، الإقليم السوداني الغني بثرواته، معارك طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يتصارع الطرفان في حرب استنزاف قاسية. يسعى كل طرف إلى تحقيق النصر وإضعاف خصمه، مستخدمًا كل ما في جعبته من أسلحة وعتاد حربي، في معركة تخلف خسائر فادحة في الأرواح وتدميرًا واسعًا للبنية التحتية.


الجيش السوداني

تصاعد القتال في بابنوسة وزيارة أممية تبحث حماية وإغاثة المدنيين

يشهد السودان تحولًا في المسار الإنساني بالتزامن مع تصاعد الهجمات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان، بينما يبحث أرفع مسؤول بالأمم المتحدة، الذي وصل البلاد قادمًا من نيويورك، مساري حماية المدنيين خلال النزاع المسلح إلى جانب إيصال المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالحرب.


وزير الخارجية الأميركي

هل تُفسر تصريحات وزير الخارجية الأميركي ضمن الرسائل الساخنة إلى حميدتي؟

لم تكن تصريحات وزير الخارجية الأميركي، على هامش قمة الدول الصناعية الكبرى في كندا مساء الأربعاء 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، مجرد حديثٍ عابر، بل يضعها مراقبون دبلوماسيون وسياسيون ضمن خانة "الرسائل شديدة اللهجة" إلى قوات الدعم السريع والحلفاء الإقليميين، للتوقف عن إشعال الصراع المسلح في السودان.


بابنوسة

بابنوسة في مرمى النيران.. هل تتجه نحو مصير الفاشر؟

عادت مدينة بابنوسة إلى الواجهة بعد هدوء استمر لأشهر، لتصبح بؤرة ساخنة في الحرب السودانية. وتصدّرت المشهد الحربي في غرب كردفان، عقب هجوم قوات الدعم السريع على مواقع الجيش في المدينة من عدة محاور.

مني أركو مناوي.jpg
أخبار

مناوي: قواتنا حققت انتصارات في جبل "أبوسنون" ومناطق أخرى بشمال كردفان

أعلن حاكم إقليم دارفور مني أركو عن "انتصارات" للقوات في منطقة جبل أبوسنون بشمال كردفان، وقال مناوي المشرف العام على القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المساندة للجيش في منشور عبر منصته على "فيسبوك: "‏مبروك علي انتصار قواتنا في جبل أبوسنون والمناطق الأخرى في شمال كردفان".

الصحفي معمر إبراهيم
أخبار

شبكة الصحفيين السودانيين تعرب عن قلقها على مصير الصحفي معمر إبراهيم 

أعربت شبكة الصحفيين السودانيين، اليوم الثلاثاء، 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، عن قلقها الشديد على مصير الصحفي معمر إبراهيم، المعتقل لدى قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر.


الطقس.jpg
أخبار

طقس السودان.. أمطار خفيفة بعدد من الولايات وارتفاع في درجات الحرارة

أصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية السودانية، صباح الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، نشرتها لحالة الطقس خلال الأيام الثلاثة المقبلة في مختلف ولايات البلاد، متوقعة ارتفاعًا طفيفًا في درجات الحرارة ونشاطًا للرياح المثيرة للغبار، إلى جانب هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة في بعض المناطق.

نساء نازحات في إقليم دارفور
أخبار

مسؤول أممي: إقليم دارفور أصبح "مركز المعاناة الإنسانية"

قدّم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر إحاطة من مدينة أدري في تشاد، يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، عقب عودته من جولة ميدانية استمرت أسبوعًا داخل إقليم دارفور، الذي وصفه بأنه أصبح "بؤرة المعاناة الإنسانية في العالم".

الأكثر قراءة

1
أخبار

القوات المسلحة تعلن عن تحقيق تقدم نوعي في جميع المحاور بكردفان


2
أخبار

"السكك الحديدية" تنعي 14 عاملًا بالهيئة في مدينة بابنوسة 


3
أخبار

"صحة الخرطوم" تعلن تشغيل الأجهزة الطبية الكيميائية بالمستشفيات العامة 


4
أخبار

شبكة الأطباء: وصول 243 امرأة حامل من الفاشر إلى مخيمات النازحين 


5
ثقافة وفنون

الإمبراطور السوداني يعانق جمهوره بالقاهرة رغم نصائح الأطباء