23-نوفمبر-2020

(الترا سودان)

بتشجيع من وزارة الصناعة والتجارة، أقيم معرض "صنع في السودان" الذي جاء هذا العام استثنائيًا، حيث يعد المعرض الفعالية الرسمية الأضخم من نوعها، بمشاركة الشباب، وفي وقتٍ تحذر فيه السلطات من الموجة الثانيةلجائحة كورونا؛ هي المرة الأولى منذ ما يزيد عن عام تفتح فيه أرض المعارض، احتفالًا بمناسبة أو معرض بعد الأزمات الكثيرة التي شهدتها البلاد. 

صناعات سودانية بأيادٍ شابة

قصدت فائزة في العام 2015 جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا لتعلم أساسيات صناعة الخرز، طورت عملها عبر السنوات وصارت تصنع نماذج خاصة بها وتعيد تشكيل ما هو موجود. وأكدت فائزة في حديثها لـ"الترا سودان"، أن المواد الخام متوفرة وبأسعار مناسبة في متناول اليد، لذلك تبيع المنتجات بأسعار معقولة تتراوح ما بين (50) إلى (100) جنيه. وتواجه فائزة مثل غيرها من المنتجات مشكلة التسويق، وتقول إن المعارض المختلفة لا تتيح لهم دائمًا الحضور وعرض منتجاتهم. 

مشاركة: جزء من المواد يأتي من الخارج لذلك يحدث تغير في الأسعار

وسط مجموعة من الدفاتر الملونة والأقلام، جلست أمنية السيد، لتحدثنا عن مشروع "Timy" قائلة إن مشروع صناعة أدوات مكتبية جاء لتحويل الصناعة الورقية إلى محلية، بشكلٍ عصري وجاذب دون الحاجة إلى عملية الاستيراد، فكانت بداية المشروع قبل عامين. 

اقرأ/ي أيضًا: النظام الصحي.. انهيار كامل وأزمات متراكمة تفاقم معاناة السودانيين

وعن التحديات التي تواجهها، قالت أمنية السيد، إن جزءًا من المواد يأتي من الخارج، لذلك يحدث تغير في الأسعار، وعدم توفر أنواع معينة من الأوراق.

أما رئيس قسم الاستثمار في وزارة الثروة الحيوانية، ماجدة آدم هارون؛ فتقول إن الوزارة تدرب الحرفيين على تصنيع ومعالجة ودبغ الجلود، وتعمل من خلال الإدارة على توفير منتجات العسل الطبيعي، وأشارت إلى تصنيع الأدوية البيطرية محليًا عن طريق إدارة الإمدادات البيطرية، وتهدف الوزارة -بحسب ماجدة- إلى إنشاء شراكة مع القطاع الخاص مستقبلًا، وتشجيع المستثمر المحلي للدخول في مجال الثروة الحيوانية.

الاقتصاد الخفي وطرق تطويره

وأوضح العضو المؤسس بتجمع المنتجين الشباب، خالد حسن، إن الفكرة بدأت بتجميع كل المهتمين في مجال الصناعات المحلية، وخلق منصة واحدة تجمع كل إبداعاتهم لتقديمها إلى السوق السوداني، وأشار إلى أن المعرض يهدف لتصحيح مسار هؤلاء الشباب بتقريبهم للمؤسسات الحكومية وجمعهم في مكانٍ واحد لمزيد من التدريب وتبادل الخبرات وإيجاد الفرص التمويلية. 

وأشار خالد حسن، إلى الدور الحكومي الكبير في إنجاح المعرض، ووصفه بالمفاجئ، حيث قال: "تلقينا دعمًا مباشرًا من وزير الصناعة والتجارة، مدني عباس مدني، الشيء الذي ساعد في إخراج المعرض بصورته النهائية"، مضيفًا أن المعرض يحتوي على قسمين، معرض "صنع في السودان" في دورته العاشرة، ومعرض آخر خاص بالشباب بطلب من وزارة الصناعة، مشيرًا إلى وجود (40) شاب وشابة من المنتجين.

وأعلن حسن عن وجود اقتصاد خفي، قائم على منصات "الأونلاين" والإنتاج الشبابي، وتابع: "نحاول ضخ مزيد من العلاقات التفاعلية، بين العاملين في مجالات التوصيل والصناعات عن طريق خلق منافسة وتبادل الخبرات"، وكشف عن وجود أكثر من (30) ورشة تدريبية خلال المعرض تهدف لنشر مبادئ وأساسيات التسويق.

وقال حسن، إن الأعمال المعروضة تعتمد على الإبداع في المقام الأول، مثل الصناعات اليدوية وإعادة التدوير وأعمال "الكروشيه"، مشيرًا إلى استصحاب مشاركات ذوي الاحتياجات الخاصة مجانًا، والمبدعين من الولايات من نيالا وبورتسودان. 

فيما يرى العضو المؤسس بتجمع المنتجين الشباب، أن هناك عددًا من المشاكل التي تواجه الشباب المنتج، مثل الضمانات المالية عند طلب قروض، وقوانين فرص التصنيع واستخراج التصاديق لإقامة مشاغل صغيرة، وتابع: "إن أحد أهم الأهداف مستقبلًا يتمثل في تخفيض تكلفة دخول الشاب المنتج إلى سوق العمل، كاشفًا أن المعرض في المستقبل سيستهدف الأعمار الصغيرة من المنتجين في المراحل الثانوية".

اقرأ/ي أيضًا: تحرش وحبس وفصل موظفة حكومية.. قصة سيدة هزت الأوساط النسوية

من جانبها، قالت نائبة رئيس لجنة تسيير اتحاد الغرف الصناعية، سارة عبدالكريم، إن دعم معرض صنع في السودان جاء إيمانًا من الاتحاد بالمواهب الشبابية، وتابعت بالقول إنها شاهدت عددًا هائلًا من المبدعين في مختلف مجالات الصناعة مثل الصناعة التحويلية، وإن الأفكار المعروضة يمكن أن تجد ممولين ومستثمرين يتبنون ما يقدمه هؤلاء الشباب، مضيفةً أن مستقبل البلاد صناعيًا وزراعيًا يعتمد على أيادي الشباب، لذلك قام اتحاد الغرف الصناعية برعاية المعرض وساعد في تمويل إيجار الصالة بالكامل، ووصفت الشباب المنتج بالمخترعين.

مسؤولة حكومية: قيام مثل هذه المعارض جزء من عملية التسويق للتعريف بهؤلاء الشباب

وأكدت نائبة رئيس لجنة تسيير اتحاد الغرف الصناعية، أن قيام مثل هذه المعارض جزء من عملية التسويق للتعريف بهؤلاء الشباب، وربطهم بالمنتجين الكبار، تمهيدًا لتبني مشاريعهم واستيعابهم في المصانع الكبيرة، ويصبح الشاب غير المعروف معروفًا لدى كبار المصنعين، كما أن اتحاد الغرف الصناعية يمكن أن يخلق نوعًا من التواصل بينهم وبين المنتجين الكبار والقدامى، وتقديم كل أوجه الدعم الممكنة.

اقرأ/ي أيضًا

سيخضن أول مباراة ودية قريبًا.. "الترا سودان" يلتقي لاعبات نادي المريخ

الجيل الثالث من "إثيوبيي السودان" عالقون بين بلدين بحثًا عن هوية