تُقلل رداءة شبكات الاتصال والإنترنت في السودان استخدام الخدمات الإلكترونية، وحتى رغبة المشتركين من تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الإخبارية في الولايات، والتي نزح إليها نحو أربعة ملايين شخص أغلبهم من العاصمة الخرطوم، بينما تعاني بعض المدن من البقاء بمعزل عن الشبكة أسابيع طويلة جراء العمليات العسكرية في السودان منذ خمسة أشهر.
مسؤول في شركة اتصالات يستبعد ضخ أموال لاستثمارات جديدة في قطاع الاتصالات بالسودان نتيجة لاستمرار القتال
يقول خبراء الاتصالات إن الولايات تعاني من مشكلة قلة البنية التحتية لتوزيع الخدمة، خاصة الإنترنت، وتعد العاصمة وبعض المدن مثل ودمدني وبورتسودان من المدن القليلة التي حظيت بخدمة الجيل الرابع للاتصالات.
عندما ذهب أيوب إلى مكاتب الجوازات في مدينة ودمدني بولاية الجزيرة لم يتمكن من سداد الرسوم عبر التطبيق البنكي نتيجة رداءة الشبكة اضطر للعودة إلى السوق واقتراض المبلغ إلى حين تحسن الشبكة وإعادة المال.
تطبيقات الهواتف الذكية
يقول أيوب لـ"الترا سودان"، إنه تردد في بداية الأمر عندما توجه إلى مكتب الجوازات لعدم وجود ضمانات لاستمرار خدمة الإنترنت بالجودة المطلوبة، ومع ذلك ذهب إلى هناك ليجد أن توجسه كان منطقيًا، حيث لم تتوفر تغطية الشبكة لتحويل الرسوم عبر التطبيق البنكي.
سنوات من البقاء في حيز خدمات ضعيفة وبنية تحتية توفر الحد الأدنى بالكاد في مجالات الاتصالات، وجدت الولايات نفسها أنها تتعامل مع الملايين من الباحثين عن الخدمة يوميًا.
في بعض القرى لا يمكن الحصول على الإنترنت حتى إن عثرت على خدمة الاتصالات لأغراض المحادثات، وإذا حصلت على الإنترنت فإنه لا يدعم تصفح المواقع ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو، لأن الشبكة ضعيفة وفي بعض الأحيان تكون محصورة في نطاق الجيل الثاني.
في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور والتي تواجه معارك عسكرية تستمر لأيام قبل أن تهدأ، توقفت شبكات الاتصالات الهاتفية وخدمة الإنترنت لأكثر من ثلاثة أسابيع قبل أن تعود مساء السبت، وفي ظل بقاء هذه المدينة خارج نطاق الاتصالات لا يمكن الحصول على معلومات عن وضع المدنيين، كما يقول عبدالرحمن الذي يقطن في نيالا.
يضيف عبدالرحمن في حديث لـ"الترا سودان": "عندما عادت الاتصالات وخدمة الإنترنت لم نصدق في الوهلة الأولى، حتى أجريت محادثات وتأكدت من ذلك. شيء قد لا تصدقه أن تعود الشبكة لأنك تكون يائسًا من عودتها، خاصة مع استمرار الاشتباكات العسكرية وتوقف الحياة العامة في المدينة".
شركات الاتصالات
يقول مسؤول في شركة اتصالات في بورتسودان لـ"الترا سودان" إن الولايات تعاني من قلة المشغلات، ولم يتم توزيع "الأبراج" بشكل واسع في الأرياف، وحتى داخل المدن مقارنة مع الخرطوم التي تتضاعف فيها المشغلات.
في ظل الوضع الراهن يرى المسؤول -الذي حجب اسمه- صعوبة توسع العمليات لشركات الاتصالات لأن الوضع الاقتصادي متقلب، وهناك ارتفاع في سعر الصرف، إلى جانب عدم اليقين من توقف القتال قريبًا.
مسؤول: التوسع سيزيد من جودة شبكة الاتصالات، لكن يجب ضخ ملايين الدولارات من شركات الاتصالات العاملة في السودان
يقول إن التوسع سيزيد من جودة شبكة الاتصالات، لكن يجب ضخ ملايين الدولارات من شركات الاتصالات العاملة في السودان، ويبدو أنها تخشى من ضخ استثمارات جديدة في هذا الوقت لأنها تريد الحفاظ على خدماتها حاليًا.